2013/05/29
باسم الحكيم – الأخبار
على أحرّ من الجمر، ينتظر الكاتب محمد النابلسي مشاهدة مسلسله «قيامة البنادق» للمخرج عمار رضوان (إنتاج «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني») على أكثر من قناة أبرزها «المنار» والفضائيّة السوريّة في رمضان المقبل.
يقصد النابلسي موقع التصوير أحياناً ويتابع على الأرض حركة الكاميرا وكيفية تفاعل الممثلين مع نصّه، الذي يمثل إطلالة على مفصل تاريخي من بوابة جنوب لبنان بين الأعوام 1912 و1926.
قد يتبدّل اسم العمل التلفزيوني الجديد من «قيامة البنادق» إلى «قيامة البيارق»، الذي يبدو أكثر انسجاماً مع فحوى السيناريو على حدّ تعبير الكاتب لـ «الأخبار». يبدي النابلسي ثقة كبيرة بأسلوب المخرج وكيفية عمل الجهة المنتجة. ويثني على سياسة الشركة المنتجة «وحرصها على عدم التعرّض للطوائف. سياسة الإنتاج تضع في اعتبارها عدم إثارة الحسّ الطائفي أو العرقي». بعيداً عن ذلك، ينهمك النابلسي في سلسلة مشاريع دراميّة ستعرضها فضائيات عربيّة عدة، منها «ظلال العاشقين» الذي تبثّه قناة «عمان»، و«قوافي الصحراء» لمصلحة قناة «أبو ظبي» وقناة «عمان»، فضلاً عن عمل درامي عن رابعة العدوية، كما يتكتّم عن تفاصيل سيناريو سينمائي يكتبه لغاية الاتفاق مع جهة تتولى إنتاجه.
أسهم النابلسي في كتابة و«روتشة» الجزءين الأول والثاني من مسلسل «الغالبون» (عرضا في رمضان 2011 و2012) مع الكاتب السوري فتح الله عمر، ويواصل في «قيامة البيارق» رصد سيرة المقاومة عبر التاريخ، لكن حساباته باتت مختلفة من الآن فصاعداً، وخصوصاً أنه يدرس إمكانية الهجرة من البلد، والانتقال إلى سلطنة عمان، حيث سينضم إلى القناة الرسمية هناك، ويتسلم موقع مدير دائرة التطوير والإنتاج التلفزيوني، ورئيس لجنة قراءة النصوص، كما وقّع عقد سيناريو «ظلال العاشقين»، واتفق مع المخرج باسل الخطيب على تنفيذه قبل أن ينتهي من كتابة حلقاته وستنتجه قناة «عمان»، في تعاون جديد معه بعد مسلسل «موكب الآباء»، على أن يعرض في رمضان 2014. يشرح النابلسي لـ «الأخبار» أنّ «ظلال العاشقين» يتألف من 30 حلقة، وهو مستمدّ من ذاكرتنا العربيّة، ويروي حكاية عشّاق في التاريخ، عاشوا حبّاً ثم قضوا نحباً نتيجة عشقهم مثل «قيس وليلى وجميل وبثينة وعفراء وعروة»، لافتاً إلى أن أبطاله سيكونون من مختلف الدول العربيّة.
وبعدما رصد حكايات اجتماعيّة وإنسانيّة في الدراما المحليّة والعربيّة، يجمع الكاتب مرّة أخرى بين التاريخ والأدب، من خلال مسلسل «قوافي الصحراء». يؤكد «يروي العمل حكايات الثالوث الأموي جرير والأخطل والفرزدق مع مؤسسة «أبو ظبي للإعلام»». يهدف العمل بحسب النابلسي إلى «الكشف عن التاريخ العربي المكتنز بالفن والإبداع والشعر والعادات والتقاليد».
وعن كيفيّة إقناع الجمهور بأهمية عمل كـ «قوافي الصحراء»، في ظلّ انصراف كثيرين عن متابعة الأعمال «الثقيلة»، والتوجّه إلى الدراما التركيّة والكوميديا، يرى الكاتب أنه «هنا تكمن أهميّة الإنتاج. أطمح إلى تقديم عمل درامي يشبه في ضخامة إنتاجه سلسلة Lord of the Rings، حيث مزيج من التشويق والإثارة في روح تتفق مع مفاهيم الحاضر ومن دون أن تمسّ بالقيمة التاريخيّة». هكذا، يراهن النابلسي على أن عمله سيكون جسراً يصل الماضي بالحاضر. لا يجاهر الكاتب بهذا الكلام من منطلق ثقة بالنفس فقط، بل أيضاً لأن نصه لفت انتباه الممثل السوري عابد فهد، الذي سيطلّ في «قوافي الصحراء». ويضيف إن «فهد كان متخوّفاً من النص، واستغرب الأمر بعد القراءة». وماذا عن مسلسل «رابعة العدوية»؟ يتحفظ النابلسي عن ذكر أسباب دعوته إلى كتابة عمل عنها، علماً بأن عملاً مماثلاً بدأ تنفيذه وسرعان ما أوقف بعد أيام على بدء التصوير. يكتفي بالقول: «يمكننا تقديم 50 مسلسلاً عن رابعة العدوية، من زاويا مختلفة».
يبقى أن الكاتب أنجز نصّاً وصل عدد حلقاته إلى 40 عن حياة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب تحت عنوان «سبط الرسول»، منذ أكثر من ستّ سنوات. ما زال العمل في الأدراج، ينتظر من يحوّل ورقه إلى واقع. وعما اذا كان يعطي أولوية تنفيذه إلى «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني»، يؤكد أن «النص موجود، لمن يرغب في تنفيذه، إنما أريد فقط أن ينفّذ بالشكل الجيد، لأن كلفته الإنتاجية ستكون مرتفعة جداً. ولأنني أخذت كل وقتي لكتابة النص واستندت إلى مراجع عدة، أخشى أن تضيع طريقة تنفيذه كل المجهود الذي بذلته». اليوم، يبدو النابلسي متردداً في مغادرة لبنان، لكنه وجد فرصاً مهنية وانفتاحاً على أعماله في الدول العربيّة، فهل يكون «قيامة البيارق» آخر أعماله في هذا البلد؟
عابرة للطوائف
يُعدّ الكاتب محمد النابلسي نصاً سينمائياً عن شخصيّة يصفها باللبنانية الجامعة والعابرة للطوائف وذات أثر وطني جامع. يتكتم عن التفاصيل لغاية الاتفاق النهائي مع الجهة المنتجه له، لكنّه يشدّد على «ضرورة الاطلالة على شخصية بمثل هذه المواصفات في الوقت الراهن، بهدف كسر الجليد بين الطوائف والفرقة بين اللبنانيين». وأوضح أنّ العمل سيكون في مستوى الفيلم الشهير «عمر المختار»، ويرشّح لتنفيذه المخرج عمار رضوان «لأن طريقة عمله لفتتني». وسيوجّه النابلسي سؤالاً يمثل استفتاء يصوّت عليه السياسيون والمواطنون مفاده «أنت مدعو إلى متابعة فيلم عن الشخصية فلان، فماذا تتوقع أن ترى؟».