2013/05/29
د. سمير صارم – تشرين
قناة إخبارية ناطقة باللغة الانجليزية!.. إنه طلب ربما يردده كثيرون منا بينهم وبين أنفسهم، وقد أدركوا قوة وقدرة الإعلام كسلاح هجوم ودفاع في آن معاً، في عالم اليوم وحروبه التي صارت أخطر في الفضاء منها على الأرض!..
وربما انتقل هذا المطلب إلى الشارع لنراه جميعاً على لافتات حملها جمهور من سياسيين وإعلاميين ومثقفين.. وحتى مواطنين عاديين، شهدوا قدرات الإعلام على التأثير فيهم قبل أن يكتشفوا انه استطاع بما يتوفر له من قدرات ضخ أن يشتتهم، فتحولوا عنه!.. لقد انقضى نحو الخمسة عشر شهراً من المؤامرة على سورية من دون أن نضيف ولو وسيلة إعلامية واحدة إلى ما هو عندنا، لا على الأرض ولا في الفضاء.. لا داخل سورية ولا خارجها، في المقابل هم يطلقون كل حين قناة، وكل يوم يزيد تضليلهم وافتراءاتهم على سورية وشعبها، وكل يوم يكسبون قناة تنقل الأخبار التي يفبركونها، لأنه ليس أمام تلك القناة إلا ما يصلها وتبثها قنوات التحريض والفتنة تلك!..
لذلك حان الوقت لتكون لدينا القناة الإخبارية الناطقة بلغة أخرى واحدة مبدئياً ولتكن الانكليزية، لنستطيع إزاحة الغشاوة التي تغطي عيوناً كثيرة في كل بقاع الأرض، ولاسيما في الدول التي نعرف أن شعوبها لا توافق على سياسات قادتها، لكنها تبحث عن الحقيقة فلا تجدها، والقناة المقترحة يمكن أن تؤدي الغرض، ولاسيما أن هذه الحرب الكونية يبدو أنها طويلة، ومن سينتصر فيها سيرسم مستقبلاً خريطة العالم من جديد، والخاسر سيرضى بما قسم له، أو بما أخذ منه، لأن الحرب صحيح أنها في سورية، لكنها على سورية، وتالياً على العالم الذي سيكون له نظامه الجديد لذلك فالهزيمة غير سهلة، بل ربما تكون قاتلة!.. في المقابل النصر مطلوب بأي ثمن، وهذا ما يجعلنا نقول إن الحرب ستكون طويلة، وقد تتغير أسلحتها إلا سلاح واحد هو الإعلام، لذلك نريد تعزيزه بقنوات تستطيع أن تصل إلى كل العالم، ورفده بكوادر تعرف كيف تخاطب العقول.
إن السلاح الأذكى والأكثر تأثيراً اليوم هو سلاح الإعلام فلا تقتروا به أو عليه، واليوم بإمكانات تكاد لاتذكر تجاه إمكانات وسائل إعلام أمراء الفتنة ومموليها والداعين إليها بدأنا نحقق انتصارات في الفضاء، بعد انتصاراتنا على الأرض، بدليل قرار وزراء خارجية الغربان في مجلس جامعة العربان بالطلب إلى إدارة قمري عرب سات ونايل سات وقف بث القنوات السورية الثلاث التي بدأت تقض مضاجعهم!.. لأنها وصلت إلى شعوبهم التي بدأت تكشف عمالتهم وارتباطاتهم وخياناتهم!.. ولابد من أن تكون ثورات الربيع الحقيقي آتية إليهم ولو بعد حين، فالثمر يحتاج إلى وقت لينضج، لكنه في الوقت ذاته بحاجة إلى متابعة، ومهمة المتابعة رهن بقنوات الحق والحقيقة التي نتمنى أن تضاف إليها قناة إخبارية سورية ناطقة باللغة الانكليزية، وقنوات خاصة أخرى يجب أن نشجع على قيامها، بل وندعمها، ولا أجد تفسيراً مقبولاً لعدم إطلاق عشر قنوات على الأقل منذ بداية الأزمة- المؤامرة وحتى الآن !.. ولاسيما أننا سمعنا تصريحات تقول: إن هناك نحو 12 طلباً لترخيص قنوات فضائية خاصة منذ أكثر من عام!. إنهم يحاولون منع وصولنا إلى الجماهير العربية والناطقة باللغة العربية في العالم، وهذه شهادة على أن إعلامنا بدأ يؤثر سواء في الدفاع أو في الهجوم أو في فضح خيوط المؤامرة لكن مانملكه من قنوات ووسائل إعلامية لا يزال محدوداً، وناطقاً باللغة العربية فقط، وقد كانت عندنا قبل سنوات صحيفة باللغة الانجليزية أغلقناها ولم نجد البديل.. بمعنى أننا لا نتوجه بإعلامنا لغير الناطقين باللغة العربية وهو في حجمه وإمكاناته لايكاد يشكل شيئاً في وجه وإمكانات عشرات.. بل ربما مئات المحطات الناطقة بكل اللغات الحية وتتوجه إلى الوطن العربي، والى شعوب في أوروبا وأمريكا والشرق الآسيوي نحتاجها، ونتمنى أن نوصل الحقيقة إليها.. هذه الحقيقة التي استطعنا إيصالها إلى بعض العرب، وقد استغرق ذلك زمناً طويلاً بالتأكيد حتى كسبنا ثقتهم، وأوصلنا إليهم بعض تفاصيل خيوط المؤامرة وأهدافها ومراميها ليس على سورية فقط.. بل على كل أمة العرب.. ولتسمح لي إدارة التلفزيون العزيزة بالقول: إن بث نشرات ببعض اللغات الأخرى هو أمر لا فائدة منه، وفذلكة وزير سابق، لا علاقة له بالإعلام أكثر من علاقتي بالطب، إذ كيف سنتوقع أن مشاهداً انجليزياً أو حتى روسياً يمكن أن ينتظر نشرة أخبار بلغته الأم في ساعة محددة من النهار أو الليل وبين يديه عشرات المحطات التي تخاطبه على مدار الساعة وقد أقنعته بأكاذيبها بما يجري على أرض سورية..