2012/07/04
إذا أردنا أن نعرف العلاقة التي تربط صباح فخري بدون كيشوت، فعلينا أن نعرف ماذا يشاهد المشاهد العربي!!!.. وقبل أن "يطب" علينا "غوار" جديد فيفرقع المقال ويوقعنا في حيص بيص بدون فطوم التي سيأتي دورها بعد قليل، فعلينا أن نسرع في تحديد طبيعة هذه العلاقة عسانا نصل في مقالنا هذا إلى نتيجة "شبه مفهومة".. والمفهوم بكل أشكاله أو أشباه أشكاله، ما عاد له أي دور أو وجود فيما تعرضه علينا كثير من الأقنية "العربية" في الآونة الأخيرة. ولأكون أكثر تحديدا أقصد بكلامي هذا تلك الأقنية التي تعرض "الغربي" المترجم.. وأيضا تلك التي تعرض "العربي"!!.. هل أبقيت قنوات عربية أخرى خارج دائرة الاتهام الذي أنا على وشك أن أطلقه؟!!.. لا أظن.. إلا في حال اعتبرنا أن أقنية الأطفال عندنا عربية. وللأسف هي ليست كذلك، ولكن هذا موضوع آخر في سياق آخر.. حسنا، لنبدأ بعريضة الاتهام.. قناة تعرض علينا فيلما غربيا يكاد يكون إباحيا (بالرغم من اهميته فنيا) في وقت الظهيرة حيث الأطفال كلهم يشاهدون.. ونفس القناة تعرض علينا فيلما غربيا آخر، غير مهم إلا في كونه دخل بالكاميرا إلى حمامات البنات في نفس الوقت من النهار. مع أن هذه النوعية من الأفلام مرفوضة في أي وقت عرضت. وقناة أخرى تقدم لنا برامجها "الرمضانية" بواسطة مذيعة خرجت على الناس شاهرة "مفاتنها" بطريقة تستفز حتى أولئك اللذين يترحمون على أيام ظهور "نجوى فؤاد" على الشاشة.. وقناة ثالثة تقدم لنا مسلسلا ما زال يعرض للآن ولا تحذف القبلات حتى بين "أتباع" نفس الجنس!!!.. وقناة رابعة تترجم لنا عملا يتحدث وبوضوح عن العلاقات الجنسية في فترة المراهقة ولكن بين شباب وصبايا أمريكا.. وكأنهم يتحدثون عن كوكب بعيد في زمان لم ولن نصل إليه!!!.. و قناة خامسة أو خامسة عشر تعرض علينا "كليبات" غربية جنسية بالكامل بالشكل والمضمون والكلمات والصورة والحركات.. وما فات بسبب إيقاع عرض الصورة السريع، ما مات،لأنه يعاد في نفس الكليب أو في عرض آخر لنفس الكليب بعد استراحة مع كليب آخر أكثر "إباحية" من سابقه.. وقناة لا أدري كم هو رقمها ولكن ترتيبها معروف للمشاهدين تعرض كليبات أخرى ولكن عربية مكتفية بالستر مع هز الخصر ليلا نهارا.. و... و.. من الأمثلة التي تنهال فوق رؤوسنا ليل نهار بدون لحظة رحمة أو شفقة بنا نحن المساكين.. وسيقول أحدهم وهو محق.. يا أخي إن لم يعجبك ما ترى فاضغط على الزر وانتقل إلى مكان آخر.. وأجيب أنني فعلا أفعلها، صدقتموني أم لم تصدقوا. ولكن هناك جانب آخر في الموضوع لا يتعلق بي وبحريتي الشخصية وباختياري و..و.. وبكل أنواع الشعارات التي نتشدق بها ولا نلبث أن "نتشردق" (بالشامي يعني نغص) عندما يتعلق الأمر بأطفالنا!!!. هل فهمتم المشكلة الآن؟!!.. ولكن بقي أن نفهم ما هي العلاقة بين صباح فخري الذي غنى يوما "سيبوني ياناس" وختم المقطع بعبارة "وخلاني لوحدي أنوح" وهو يصف حاله مع "غزاله" الذي وفا عزاله، وبين دون كيشوت الذي ومن أجل خاطر عيون غزال آخر امتطى صهوة جواده وحمل السلاح وذهب يحارب... طواحين الهواء!!!. إنه نفس حال المشاهد العربي المتروك بين خيارين لا ثالث لهما، فإما النوحان أو محاربة طواحين الهواء. وكلا الفعلين لن يلفتا نظر الغزال "فطوم" (جاء دورها هنا) في شيء، لأنها بكل بساطة ستبقى مع "ياسين".. ولكن مشكلة صباح فخري ودوت كيشوت أبسط بكثير من مشكلتنا كمشاهدين. لأن بقاء فطوم مع ياسين ليس فيه مشكلة، وياسين مأمون الجانب حتى في غرفة النوم، حيث ينام دائما تحت السرير. بينما مشكلتنا مع أطفالنا أعقد وبكثير وفي كل مكان وليس في غرف نومهم وحدها!!!... أأفصل أم أصمت خوفا من رقيب سيستيقظ هذه المرة ليذبح الضحية، على عادته دائما!!!..