2012/07/04
هدى قزي – مجلة الشبكة
هي حاضرة دائماً في وجدان اللبنانيين والعرب وحتى الأجانب، بصوتها وأغانيها المنتقاة وفق معايير فنية ورثتها عن والدها الفنان الكبير حليم الرومي الذي لا يغيب عن ذاكرتها يوماً، هو الخالد بأغانيه والحاضر قريباً بالصوت والروح في عملٍ يجمعهما ويكرس أكثر فأكثر هذا الحب الخالد بين الأب المعطاء وكريمته، التي لم تبخل يوماً عليه بحبها وعاطفتها. السيدة ماجدة الرومي التي تحترف فن صياغة كلماتها واختيار تعابيرها، تترك مع كل إطلالة لها تأثيراً في نفوس من يتابعها، لا بد اليوم، ومع قراءة حوارنا معها، وأن يكون التأثر نفسه لدى القارىء، ولا سيما الذي يستعد لحضور حفلها غدا السبت في 24 حزيران.
الشبكة: أجدك في كل مرة تبدين أصغر سناً وأكثر إشراقاً.
ماجدة: هذا إن دلّ على شيء فعلى الفرح الكبير الذي في داخلي. فرحي الكبير كل مرة ألتقي الناس وأغنّي أمامهم وأضيف إلى برنامجي شيئاً جديداً، فلا أتوقف عن الشعور بالإبهار والفرح والاحتفال بهذه اللحظات التي منحني إياها الله.
الشبكة: بعد قليل تغادرين منزلك نحو مجمع "فؤاد شهاب"، حيث ستحيين المهرجان لتواصلي التمرينات الخاصة بالحفل المنتظر السبت المقبل. وأستغرب لما كل هذه التمرينات المكثفة بعد خبرتك الكبيرة وأعداد الحفلات التي تزدحم بها مسيرتك وعلى أهم المسارح؟
ماجدة: لا علاقة لأي حفل بسواه، وفي كل مرة ثمة أغانٍ مختلفة اقدمها باختلاف البلدان. حتى إن بعض الموسيقيين يتبدل باستثناء الأساسيين منه، ولكي تصبح الفرقة متناغمة بعضها مع بعض لا بد من استعدادات مسبقة وتمرينات.
الشبكة: يعرف من يتعاون معك كم أنك دقيقة في عملك وتمحصين في أدق التفاصيل...
ماجدة: نحن أشخاص وضعنا أنفسنا لخدمة هذه المهمة لإسعاد الناس وحثهم على الشعور بوطنهم والحب والخير والسلام والحق. أنا ومكتبي معنيان بتوفير كل الشروط الممكنة في سبيل تقديم عملٍ يليق بنا وبالناس.
الشبكة: تقولين إنك من خلال هذا الحفل الضخم تسعين لتحريك الحس الوطني لدى الناس...
ماجدة: إذا استطعت.
الشبكة: كيف؟
ماجدة: من خلال التركيز على ما يحرّك في داخلي الحضور والشعور بالوطنية، ولا سيما أنني أشعر بأن هنالك تراجعاً في وطنيتنا، وأن لبنان في خطر، ويجب أن يكون لدينا تعصب للبنان أكبر بكثير. تعصب للبنان الوطن بعيداً عن الطائفية، بمعنى أن نتعصب لهذا البلد الذي هو بيت للجميع، ومتى تهدّم سقط على الجميع من دون استثناء، فالدين لله والوطن لكل الناس، ويجب أن نتصرّف على هذا الأساس ليكون خلاص لبنان. (وتتابع بحماسة): أن يتسلم المسؤولية من هو مؤهل بصرف النظر عن طائفته وديانته، فيكون الشخص المناسب في الموقع المناسب الذي يستحقه. وأعتقد أنّ مستقبل لبنان الآتي سيكون كذلك.
الشبكة: من المعروف أن المقاعد السياسية في لبنان موزّعة حسب الطوائف. أفهم أنك مع إلغاء الطائفية السياسية؟
ماجدة: حتماً أنا مع علمنة لبنان. لا أفهم كيف أننا نفصّل الله على مقاس مصالحنا، ونقسّم البلد على مقاس طوائفنا! في الوضع الذي نحن فيه اليوم، وفي ظل الخطر المحدق الذي أشعر به في لبنان، أحسّ أن مستقبل الأجيال المقبلة، وإذا أراد شعبه أن ينعم بالراحة، يجب أن يكون الدين لله والوطن لكل الناس.
الشبكة: لا شك في أن لبعض الشخصيات الفنية بأصواتها وأعمالها تأثير كبير في نفوس الناس، إلى أي مدى هذا المشروع نحو "اللاطائفية" قد يترجم من خلال عمل يدعو إلى الثورة ضد التمييز الطائفي؟
ماجدة: كل ما أقدّمه يذهب وفق هذا المنحى، وكل ما صرحت به وآمنت به، من التسامح بين الأديان، وأنّ المؤمن الحقيقي لا يستطيع أن يلغي الآخرين، لأنّ كل الأديان السماوية تدعو إلى الغفران والسلام والخير والرحمة، لأن الله يمثل كل تلك السمات... (تستطرد): وقفت يوماً وقلت: "يكفينا ما حصل في لبنان لغاية اليوم"... في حين هم يتابعون غير مبالين وكأننا أصبحنا في برج بابل.
الشبكة: تتبدل الأماكن التي تغنين فيها. فهل يتغير معها الجمهور؟
ماجدة: إذا كنت تقصدين من بلد الى آخر، نعم يتغير الجمهور.
الشبكة: اليوم في "جونيه" المنطقة التي تحبينها كثيراً ولها في داخلك مكانة مهمة وخاصة، كيف ستترجمين حبك لها؟
ماجدة: كل مكان أقصده في لبنان أو خارجه وأينما كنت، أفضل ما في صوتي ونفسي أضعه بتصرف الناس الذين أتوا ليحضروني، فهم أهلي وأصدقائي، وقد كابدوا عناءً ليصلوا إلى المسرح. أواجههم بقلب مفتوح لأفرح معهم وأحتفل فيهم وأشكر ربي لأنه وضعهم في حياتي... معيار المحبة واحد مهما اختلفت الأمكنة وتغيّرت.
الشبكة: أوما زال الخوف ينتابك قبل كل حفل تحيينه؟
ماجدة: دائماً... وبالأمس تحديداً شعرت بتوترٍ لا يوصف لأنني خائفة.
الشبكة: ممَّ تخافين؟
ماجدة: لا أعلم. لكنّني أتحمل مسؤولية كل عملٍ أقدّمه، وأشعر بصعوبة في التنفس والقلق والرهبة. فأنا أتحمّل مسؤولية 167 شخصاً معي على المسرح، وعليّ أن أكون بأفضل صورة، فكل هؤلاء مرتبطون بي وبمزاجي، وعيونهم مسلطة عليَّ، "فمن قوتي بعطين". ولكي اكون على هذا النحو، علي أن أؤمّن كل الشروط التي أعتبرها الأفضل لعمل فني ضمن ما هو متوافر بين أيدينا. وهذا ما حاولت أن أفعله. والغريب في الأمر أنني لم أشعر يوماً إلا بملء الثقة بأنني سأوفّق وسأقدم ليلة عظيمة ما دمت واثقة بأنني فعلت ما يمليه عليّ ضميري، وبالتالي لا يمكن إلا أن يوفقني الله.
الشبكة: في مطلق الأحوال، ثقتك تترجم في حضورك وتعابير وجهك على المسرح...
ماجدة: (مقاطعة) وهذا لا ينفي الشعور بالرهبة والخوف في الدقائق الخمس الأولى عند دخولي المسرح، "بصير برجف متل الورقة".
الشبكة: ستقدمين ديو لأغنية بعنوان "سلونا" يجمعك بالصوت مع والدك الكبير الراحل حليم الرومي.
ماجدة: توفي والدي في سنٍ مبكرة في الـ63 من عمره فقط، لذلك أشتاق إليه وأحتاج إلى الشعور بحبي له وأنه بالقرب مني وآخذ بركته. هو فنان عظيم، وأعتز بأنني إبنة والد بهذه الصفات الأخلاقية والفنية العظيمة، وبالتالي هو يمثل قيمة كبيرة لعملي. بصرف النظر إن كان والدي أم لا هو صاحبه، سعيدة بأن يشاركني في هذه الليلة.
الشبكة: تشعرين بأنه على الرغم من غيابه لا يزال يشكل السند.
ماجدة: (بثقة عالية) طبعاً.
الشبكة: ماذا أخذت عنه من صفات تعتزّين بها إلى جانب الفن الراقي الذي ورثته عنه؟
ماجدة: الفن أخلاق بالدرجة الأولى، وتعلّمت في بيت والديّ احترام هذه الرسالة الفنية واعتبارها مسؤولية كبيرة جداً بين يديّ. تعلمت أيضاً التسامح والمحبة وتقبّل الآخر في هذا البيت المواجه للضاحية والمجاور لمنطقة الشويفات. وأذكر أنّ والدتي كانت توقظنا فجراً عند سماع صوت الأذان، وتطلب منا أن نصلي. هذا هو البيت الذي أعتز به اعتزازاً كبيراً. وقد علمنا أنّنا مع جيراننا نشكل عائلة كبيرة، وإن اختلفت طوائفنا. ولا أستطيع أن أمحو تلك الأفكار التي انصهرت في داخلي. لقد ترعرعت على قيمٍ لا يمكنني أن أتغاضى عنها أو أفرّط فيها... حبي للفن وللأصوات الجميلة مصدره بيت أهلي، كحبي لأم كلثوم وليلى مراد وفيروز ووديع الصافي وعبد الحليم... تلك الأصوات التي استمعت إليها في هذا البيت عبر "صوت القاهرة" الإذاعة التي كان يستمع إليها والدي، ولا سيما ليلاً. تلك الصورة لا تمحى من ذاكرتي. (تتذكر): كان ثمة أيضاً برنامج خاص بالشعر على الإذاعة نفسها يقدّمه فاروق شوشا واسمه "لغتنا الجميلة"، ويقدّم فيه قصائد لشعراء عرب. كان ذلك في السبعينيات. وأذكر أنّ مقدّمة هذا البرنامج كانت أغنية لفيروز واسمها "لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا". (وتبدو متأثرة): لغاية اليوم ما زلت أبكي كلما استمعت إلى هذه الأغنية تحديداً وأينما كنت، إذ أسترجع كل هذه الذكريات المحفورة في ذاكرتي وروحي. (وتتابع الحديث عن ذويها): هذه العائلة ربّتني على احترام الحيوان، وأذكر مثلاً أنه كان أمام منزلنا (تقصد في كفرشيما) شجرة صنوبر كبيرة جداً، وكلما كان والدي يسمع صوت إطلاق نار من بندقية، كان يخرج ويطلب من الصياد بألا يصوّب بندقيته باتجاه الشجرة. تلك الصورة لا تغيب عن بالي. كذلك صورة والدي عندما كان يحمل كلباً مريضاً تسمم من لحم مسمم. قيمي ورثتها كلها عن هذا البيت.
الشبكة: أعلم أنك تحبين قول "ومن يتهيّب صعود الجبال يعشْ أبد الدهر بين الحفر" لأبي القاسم الشابي.
ماجدة: أصبتِ... ووالدي غناها في "إذا الشعب يوماً اراد الحياة". صحيح، هذه الجملة تستوقفني، وفي رأيي، ما من نفسٍ جبانة بتعمل شي... فأنا مثلاً لو اردت أن أنصاع لخوفي وشعوري بالرهبة لأقفلت باب غرفتي على نفسي ولم أقدم على شيء. ولكن على الرغم من كل تلك المشاعر، أفعل ما هو متوجّب عليّ لأكون بأفضل حال فني، بعدها أعتلي المسرح وكلي ثقة بأن الله سيوقفني... لدي التصميم والإرادة والإقدام على خطوات كبيرة إن شاء الله.
الشبكة: سألتك في لقاء جمعنا منذ نحو الخمس سنوات إذا كنت تعتبرين نفسك تلميذة في الفن، فأجبتني بنعم.
ماجدة: وتأكدي أنّ حتى آخر يوم في عمري سأحرص على الدراسة إن على الصعيد الفني أو غيره، وهذا لن يدرّ ألا فائدة عليّ. ما من شخص في الحياة اكتملت ثقافته، ودعيني أخبرك بأنه بعد الانتهاء من مسؤولية شريطي سأعود إلى مقاعد الجامعة لأتابع دراسة الأدب العربي، إذ لم يتبقّ لي إلا عام واحد لإنهاء تخصصي بهذا المجال. وما المانع في ذلك؟! أتوق إلى الثقافة والمعرفة والدراسة...
الشبكة: (أمازحها) ولكن أي أستاذٍ سيجرؤ على وضع علامة متدنية لك؟
ماجدة: (مبتسمة) مش فايتة لا إسقط أو إنجح، ولكن لأعمل أحسن شيء فيني. ولا أعتقد أن جامعة تحترم نفسها تسمح بأن تنجّحني وأنا راسبة.
الشبكة: إذا كنت تعتبرين نفسك تلميذة في الفن، فمن هم أساتذك يا ترى؟
ماجدة: كل الأصوات الكبيرة. أعتبر نفسي تلميذة في الحياة، وفي كل يوم يمر علي أن أتعلم منه أشياء جديدة في الحيا.ة والأصوات الكبيرة ترافقني في كل أوقاتي، وبها أشعر بالقوة ويتسع قلبي وآمل أن ينعم علي ربي بالظروف المناسبة لأقدم الفن الكبير، فنحن نفتقد الظروف التي توافرت لمن سبقنا، إذ ليس لدينا الشعور بالسلام، ولا المهرجانات التي تموّل الأعمال المسرحية ولا حتى الظروف المناسبة في شركات الإنتاج التي كانت موجودة سابقاً لنعتمد عليها. كل منا في هذا الزمن، زمن الفن التجاري المبتذل، عليه أن يموّل اعماله بنفسه، في وقت يجب على الجهات الرسمية أن تتولاها. وعلى سبيل المثال، يجب أن توضع الإنتاجات المناسبة بتصرف الفنانين المؤهلين في مهرجانات بعلبك وبيت الدين لتحقيق خطوات متقدمة في مسيرة الفن الغنائي لتخليد لبنان.
الشبكة: لماذا لم نشهد لك حضوراً لغاية اليوم في "مهرجانات بعلبك"؟
ماجدة: شارك في هذه المهرجانات فنانون لهم قيمتهم وقدرهم الفني، "وكل واحد بدوره بيطلع بالوقت المناسب".
الشبكة: من الأصوات الكبيرة التي نعتزّ بها الموسيقار ملحم بركات الذي سيزيّن عملك الجديد هذه المرة بتعاون بينكما. أوما زلت تخافين منه؟
ماجدة: (وتبتسم) أحياناً نضحك معاً ونمزح، وأحياناً أخرى يكون متوتراً، وأنا أكره "التعصيب". في النهاية، ملحم قيمة فنية كبيرة، ويسعدني التعاون معه، وكما أقول رأيي فيه دائماً، هو طفل كبير. أما اسم الأغنية فهو "بتغيير الدقايق"، كتبها الشاعر نزار فرنسيس.
الشبكة: وثمة قصيدة اسمها "وعدتك" من كلمات الشاعر نزار قباني وألحان الفنان كاظم الساهر ستكون ضمن العمل ايضاً.
ماجدة: ما زالت هذه القصيدة تحتاج إلى بعض الإضافات، وآمل حين يزور كاظم لبنان وقريباً أن نلتقي ونتابع عملنا في هذه الأغنية.
الشبكة: الألبوم سيحمل عنوان القصيدة "وعدتك"؟
ماجدة: (مبتسمة) لا، لا.
الشبكة: للفنان مروان خوري أيضاً أكثر من أغنية في الألبوم...
ماجدة: تعاونت مع مروان، ومع طارق أبو جودة، وفي التوزيع مع جان – ماري رياشي، كما تعاونت مع عبد الرب إدريس. وثمة عمل لوالدي وأغنية وحيدة من توزيع ميشال فاضل. أعتز بكلّ الأسماء التي شاركت في عملي، فهي مكسب حقيقي لي إن بالنسبة إلى مروان وميشال فاضل أو طارق ابو جودة وإحساسه الشعبي بالأغنية وعفويته وطاقته بأن يصل إلى الناس من دون استئذان. ويسعدني أن ينضم إلى الفريق الذي اتعاون معه في هذا الألبوم. وعبد الرب إدريس قدم عملاً أفرح قلبي كثيراً، كلما كنت أغنيها رسمت ابتسامة عريضة على وجهي.
وجمعتني بجان – ماري تجربة سابقة، وله الحصة الكبرى في توزيع الشريط، وسعيدة جداً بهذا التعاون المسؤول، إذ أشعر في الاستديو الخاص به كأنني في منزلي، وقد قدّم عمليه من حيث التوزيع وكأنّ اللحن من توقيعه. وهذه ميزة قلما نجدها في الأوساط الفنية العربية. أما لحن البابا فلا أعرف بأي قلب غنيتها، فكم شعرت وأنا أغنيها بأنني أريد أن أبكي لشدة اشتياقي إليه، وشعوري بالحاجة إلى التعبير عن حبي وشوقي إليه. ولدي تعاون أيضاً مع إحسان المنذر الذي اعتبره شريكي في كل نجاح، لأن غانيه بالنسبة إلي اصبحت كالنشيد الوطني، ويسعدني كثيراً أن أتعاون مع إيلي شويري. فهذا الثلاثي إحسان وايلي وأبو مجد يشكل سعادة قصوى في داخلي بأن نتابع الطريق معاً.
الشبكة: وماذا عن قصيدة "الزنابق البيضاء" للشاعر محمود درويش المتفرض أن تغنيها؟
ماجدة: لن تكون ضمن الألبوم، بل ستطرح لاحقاً على حدة، وقد لحنها جوزف خليفة.
الشبكة: ما اسم الأغنية التي لحّنها طارق أبو جودة؟
ماجدة: إسمها "يا ريتا ما كانت هالسهرة"، كتبت كلماتها بنفسي.
الشبكة: انتهيت من التحضير لألبومك، لكنّك أجلت موعد طرحه. هل السبب يعود للأوضاع الراهنة في العالم العربي؟
ماجدة: بسبب الأوضاع أولاً، وثانياً بسبب ظرف عائلي تعرّضنا له سابقاً وهو وعكة صحية ألمّت بوالدتي، فشعرت معه بأنني لست بخير، "فتركت الدني وقعدت حدا"، فهي تأتي في الأولوية قبل عملي وفني وصوتي، فأوقفت كل أعمالي وبقيت بقربها. أما عن الألبوم فالمقرر أن يطرح في تشرين الثاني المقبل، إذا لم يحصل ما هو غير متوقع في هذا البلد. وأود للمناسبة أن أشكر من شكل جزءاً من هذا العرس الجميل الذي اسمه الشريط وشاركنا فيه من الألف إلى الياء بكل مراحله، مهندس الصوت "xavier escabasse".
الشبكة: قيل إنك تلقيت عرضاً للمشاركة في ليالي مهرجان "جرش" على أن تفتتح السيدة فيروز الليلة الأولى وتختتميها بنفسك. لكنّ مطالبتكم بالأجر العالي حال دون إتمام ذلك.
ماجدة: قد يفهمون أن الأجر العالي هو لمصلحة شخصية، في حين الحقيقة هي أنه لظروف فنية نجدها إلزامية لإطلاق عمل مشرّف يليق بالمكان، إذ لا يمكن أن تبقى الأمور كما كانت عليه منذ 15 عاماً، فثمة شروط للعمل الفني لا يمكن التغاضي عنها أو التقصير فيها، ذلك احتراماً للناس الذين سيحضروننا واحتراماً لذاتنا.
الشبكة: تقولين إن لا علاقة لك بالسياسة، وإنما علاقتك هي بالشأن الوطني. كيف يمكن أن تترجمي "وطنيتك" ما لم يكن لديك موقف سياسيا واضح؟
ماجدة: إذا كان تصريحي بأنني مع حرية لبنان وسيادته واستقلاله يصنَّف في دائرة الموقف السياسي، فليفسر ذلك كل واحد كما يشاء... لكن بالنسبة إليّ أعتبره موقفاً وطنياً، ولا علاقة لي بالسياسة أو بكواليسها لأنني لست متضلعة منها، ولا سيما في الوقت الراهن، حيث يصعب علينا تمييز من مع من، ومن ضد من... فالرؤية غامضة أمامي، وأنا في مكانٍ آخر وبعيدة كل البعد، وأفعل ما أجده صحيحا، بأن أدافع عن سيادة واستقلال لبنان الذي دفعنا غالياً من أعمارنا في سبيل إيجاده وطناً له هيبة غير ممسوس بها، وبالتالي لي الحق من موقعي ولإراحة ضمير وأمام ربي وانطلاقاً من واجبي تجاه بلدي أن أعبّر عن قناعتي... وقد تتطابق أفكاري مع أفكار بعضهم ونلتقي على الطريق نفسها. منذ غنيت "عم بحلمك" لغاية اليوم، غنيت ما يمليه عليّ ضميري تجاه لبنان.
الشبكة: يغيب التمثيل النسائي عن الحكومة اللبنانية الحالية. ما موقفك من واقع مماثل؟
ماجدة: لهذه الحكومة ظروفها، وربما في المرات المقبلة تجدين تمثيلاً نسائياً. يحزنني ألا يكون هناك نساء ممثلات لأن ثمة من هن مؤهلات ويستحقن أن يكن في هذه المواقع.
الشبكة: ماذا عن أوبريت "بكرا" الذي تشاركين فيه إلى جانب عدد من الفنانين العالميين والعرب، وقد علمت أنك كتبت بنفسك كلمات العمل باللغة العربية بطلب من الفنان الأميركي كوينسي جونز؟
ماجدة: كتبته باللهجة اللبنانية، وجاءني نقد من إحدى الصحافيات العربيات في المؤتمر الصحافي الذي عقد في المغرب، والتي سألت: لماذا باللبناني وليس بلهجة أخرى؟ ربما سؤال محق، ولكن، حسب رد موزع العمل "رادوان" الذي قال نحن أردنا النص بروح واحدة، ولتكن الحرية لكل فنان بأن يغني "بلكنته"، وقد تأثرت كثيراً عندما قال: "أرجو منكم ألا نبدأ بالحديث عن هذه الأغنية كما نفعل كل شيء في العالم العربي، وتعالوا نبحث عن حلولٍ وليس عن مشكلات، ولا أعرف ما إذا كان قد أقنعها هذا الكلام... في النهاية، اللهجة اللبنانية هي لهجتي، وبها أعبّر في الكتابة، وقد طلب مني كتابة النص وهذا ما فعلته. وفي رأيي، هو نص جيّد وراضية عنه، وضميري مرتاح تجاه باقي الفنانين العرب الذين سيشاركون في العمل.
الشبكة: من يشارك في الأوبريت؟
ماجدة: علمت أنّ ثمة مشاركة لصابر الرباعي وكاظم الساهر وفنانين عالميين، ولا أعلم من هي الأسماء الأخرى المشاركة.