2013/05/29
زكية الديراني - الأخبار
لم تستطع ماجدة الرومي أن تتقن لغة السياسة عندما حلّت ضيفة أول من أمس على برنامج «كلام الناس» الذي يقدّمه مرسيل غانم على قناة lbci. كان جلياً أنّ الفنانة اللبنانية شعرت بالخوف من اتخاذ موقف واضح، فكانت رمادية إزاء كل ما يجري في الدول العربية. طغى التردّد على تعابير المطربة، ولم يُعرف سبب صوتها المرتبك. هي تعرف جيداً أنّ لعبة السياسة أكبر منها ولا تخطر في بالها. هي لا تفكّر في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة ولا تحسد من يجلس على كراسي الزعامة. عندما أعلنت lbci أنّ الرومي ستحطّ رحالها في «كلام الناس»، عرف المشاهد أنّ لديها ما تُعلنه. افتتحت حوارها بإطلاق «حركة اللاتطرف» التي رست عليها بعد مشاهدتها أحداث عرسال التي ذهب ضحيتها شهيدين من الجيش اللبناني، ودعت الفنانين ليكون صوتهم جامعاً لقضايا الوطن ورافضاً للتطرف على أنواعه. لم تمرّ ثوان على إطلاق الصرخة، حتى تحوّل تويتر وفايسبوك منبراً لكل مَن يؤيّد الفكرة، وكما جرت العادة، فقد هبّ راغب علامة لتأييد «اللاتطرّف»، وكيف لا والمطرب يتشابه مع زميلته في رأيها السياسي الفضفاض ومحبتها للفقراء والوطن والجيش؟ لم تخبرنا الرومي كيف ستطبّق تلك الخطوة، فهل تكفي عباراتنا المنمّقة فقط بينما التطرف يفتك بمجتمعنا؟
تخرج الماجدة قليلاً من عباءة تصنّعها الكلامي عندما تتحدث عن الخوف من التطرّف الذي يجتاح العالم العربي. تنتقي كلماتها بدقة، عندما تجد أنّ المستفيد الوحيد من التطرف هو إسرائيل التي تعتبرها العدو الوحيد. تحاول ألا تميل كفّة ميزان أفكارها إلى جهة واحدة. رغم دبلوماسيتها الواضحة، هي قارئة فطرية للأحداث السياسية ولا تنقصها سوى الشجاعة للتعبير عن موقفها. في موضوع مشروع اللقاء الأرثوذكسي للانتخابات، لم تخجل من القول إنّها عندما قرأت المشروع، شعرت للوهلة الأولى أنّ «الفرج أتى أخيراً» لأنّه يعيد التمثيل الصحيح للمسيحيين، لكن بعد فترة اكتشفت أنّ ذلك قد يؤدي الى تقسيم اللبنانيين، فبات مرفوضاً لها. عندما وصل الكلام إلى العالم العربي، وضعت الماجدة جانباً شعاراتها الفضفاضة، وتحدثت بغصّة. صحيح أنّها «تحترم رأي الشعوب في تقرير مصيرها»، إلا أنّها ذكّرت بأنّ لعبة الأمم حاضرة هنا، وهذه مشكلة حساسة. ورأت أنه لا أحد يستطيع تدجين الشعب التونسي لأنّه «يشتري بطاقات المسرح قبل رغيف الخبز»، فيما رأت أنّ مصر تتعرّض لتغيير مسار. لم تبد الرومي متفائلة بما يسمّى «الربيع العربي»، وخصوصاً ما يجري في الجوار. رغم مآخذها على «الأخطاء التي ارتكبها السوريون في لبنان»، قالت إنّها لا تستطيع أن ترى بلداً يموت ولا تتأثر بمشهد طفل هارب من الدمار. وقالت إنّها تشعر أنّ العودة للغناء في الشام لا تزال بعيدة، وفي الوقت نفسه أعربت عن خشيتها من تحوّل دمشق نسخةً ثانيةً عن بغداد، مطالبةً اللبنانيين بالتعاطف الانساني واستقبال النازحين السوريين لأنّهم «ضيوف». إضافة إلى خطابها الذي حمل زلات عدة، مثل عدم التفريق بين النظام والشعب السوري، وقعت الرومي في فخّ المبالغة والمثالية عندما تحدّثت عن الفقراء ووقوفها الى جانبهم. حكت عن تأثّرها بالأب بيار صديق الفقراء والمهمّشين. لكنّ الكلام الجميل لا يُغني عن الفعل، فما هي مخططات الفنانة لتخفيف مشكلة الفقر في لبنان؟