مؤسسة الإنتاج الدرامي تدخل العملية الإنتاجية...علاقات متشابكة اجتماعياً وسياسياً تقدمها الأعمال الجديدة

محمد أمين – الوطن السورية

تدخل الدراما التلفزيونية السورية منعرجاً جديداً في موسم 2011 من خلال انخراط المؤسسة العامة للإنتاج التي لم يمض إلا شهور على تأسيسها في العملية الإنتاجية من خلال العديد من الأعمال الدرامية (مسلسلات، أفلام تلفزيونية)، ويأمل الدراميون السوريون أن تكون المؤسسة عامل الاستقرار للدراما السورية من حيث الصناعة والخطاب بعد سنوات عانت فيها من ارتهان معظم إنتاجها لفضائيات وشركات إنتاج عربية بحيث باتت هذه الفضائيات هي اللاعب الرئيسي والمتحكم بمصيرها بشكل غير مباشر وأحياناً بشكل مباشر وصريح حيث تحولت أغلب شركات الإنتاج السورية إلى مجرد أدوات تنفيذ لمشروعات درامية لمصلحة هذه الفضائيات التي حاوت تسطيح الخطاب الدرامي السوري وتحويل مساره الأمر الذي استدعى طرح العديد من التساؤلات الملحة عن المستقبل الذي ينتظره في حالة التردي الإعلامي العربي.

المؤشرات والمعطيات الأولى تؤكد أن المؤسسة ستسعى إلى إنتاج أعمال درامية تحمل قيمة عالية من الناحيتين الفنية والفكرية مع إفساح المجال أمام المواهب الشابة في مجالي الكتابة والإخراج والعمل من خلال شروط القطاع الخاص الذي يتمتع بمرونة الإجراءات البعيدة عن الروتين.

كما إن المؤسسة استطاعت أن تقدم للفنانين السوريين ما يقدمه القطاع الخاص من أجور الأمر الذي سينعكس مستقبلاً حضوراً قوياً لهم في الأعمال التي ستنتجها، ومن الأعمال التي سترى النور في موسم 2011 مسلسل يحمل عنوان (ملح الحياة) للكاتب حسن م يوسف والمخرج أيمن زيدان الذي يعود من خلاله للإخراج حيث قدم مخرجاً العديد من الأعمال التلفزيونية ويشارك في هذا العمل عدد من نجوم الدراما السورية منهم: سلوم حداد، مكسيم خليل، قيس الشيخ نجيب وسواهم ويتناول عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي في مدينة دمشق ضمن حكايا اجتماعية.

كما بدأ المخرج أحمد إبراهيم أحمد منذ بعض الوقت تصوير مسلسل اجتماعي من إنتاج المؤسسة يحمل عنوان (سوق الورق) للكاتبة آراء جرماني في أول تجربة درامية لها ويتناول هذا العمل حياة طلاب الجامعة وعلاقتهم بالإنترنت كما يتناول جانباً من الفساد الإداري الموجود في بعض الجامعات السورية وقد ذكرت مديرة المؤسسة ديانا جبور أن هذا العمل يأتي لعرض المشاكل التي تواجه الطلاب درامياً بدلاً من عرضها بشكل خجول على هامش الأعمال الاجتماعية ويلعب بطولة هذا المسلسل كوكبة من الفنانين أبرزهم: سلوم حداد، مرح جبر، باسل خياط، عبد الهادي الصباغ، نضال نجم، ميسون أسعد، هناء نصور، عبد الحكيم قطيفان، مكسيم خليل وسواهم. ويعتبر هذا المسلسل أول مسلسل درامي سوري يحاول إلقاء الضوء على فساد وتسيّب بعض أساتذة الجامعة.

ويستعد المخرج السينمائي محمد عبد العزيز لإخراج مسلسل (المصابيح الزرق) لمصلحة المؤسسة والعمل مأخوذ من رواية تحمل ذات الاسم للروائي السوري الكبير حنا مينة وقد وضع له السيناريو والحوار الكاتب محمود عبد الكريم ويتألف العمل من 15 حلقة كما يقوم المخرج ثائر موسى بإخراج عمل آخر مؤلف من 15 حلقة مأخوذ أيضاً من إحدى روايات مينة هي (شرف قاطع طريق).

وقد انتهى الفنان نضال سيجري من تصوير فيلم تلفزيوني من إنتاج المؤسسة يحمل عنوان (طعم الليمون) من فكرة للمخرج حاتم علي وتأليف رافي وهبة وبطولة عدد من الفنانين السوريين والعرب منهم: أمل عرفة، جواد الشكرجي، طارق العلي، محمد حداقي، خالد القيش ويتناول الفيلم حالة مجموعة من الناس البسطاء الذين يستعدون لاستقبال الفنانة العالمية انجلينا جولي والمشاعر التي تنتابهم قبيل الزيارة المرتقبة وكأن تلك الزيارة سوف تحل كل مشاكلهم ولكن جولي تقرر عدم زيارتهم وتغادر سورية. ويعتبر هذا الفيلم التجربة الدرامية التلفزيونية الأولى لسيجري كمخرج وهناك فيلم آخر

من المتوقع أن تقوم المؤسسة بإنتاجه عن البطل السوري جول جمال الذي فجر إحدى سفن الحلفاء إبان عدوانهم الثلاثي على مصر في عام 1956 وقد قام الكاتب هوزان عكو بتأليف النص ولم تتضح بعد هوية مخرجه وأبطاله من الممثلين السوريين، كما شاركت المؤسسة في إنتاج عمل اجتماعي آخر يحمل عنوان (المنعطف) للكاتب ماهر دروبي والمخرج عبد الغني بلاط وبطولة عدد من الفنانين ويتناول قضايا اجتماعية في مدينة حلب، وهناك العديد من الأعمال الأخرى القادمة في المستقبل القريب.

وتأتي أعمال المؤسسة لتنضم إلى عشرات المسلسلات السورية الأخرى التي تقوم شركات الإنتاج الخاصة بإنتاجها حيث انتهى عدد من المخرجين من تصوير أعمالهم ويستعدون لأعمال أخرى فالمخرج المثنى صبح انتهى من تصوير مسلسل (جلسات نسائية) للكاتبة أمل حنا وبطولة نسرين طافش، أمل بوشوشة، رفيق علي أحمد، سامر المصري، باسم ياخور وسواهم، وانتهت المخرجة رشا شربتجي من تصوير مسلسل (الولادة من الخاصرة) للكاتب سامر رضوان وبطولة سلاف فواخرجي، عابد فهد، سلوم حداد، منى واصف، مها المصري، وسواهم كما انتهى المخرج زهير قنوع من تصوير مسلسل (يوميات مدير عام 2) للكاتب خالد حيدر وبطولة أيمن زيدان وكوكبة من الفنانين السوريين، كما انتهى المخرج تامر اسحق من تطوير الجزء الثاني من مسلسل (الدبور) ويستعد لعمل آخر يحمل عنوان (العشق الحرام). وما زال عدد من المخرجين منشغلين بتصوير أعمال أخرى ومن المتوقع أن تضم الدراما السورية أكثر من ثلاثين مسلسلاً لموسم 2011 بين كوميدي وتاريخي ومعاصر