لينا كرم: 'لست شرّيرة أو حقودة وإنّما طيّبة القلب'

 

مجلة لها

 

 

 

غابت خمس سنوات عن الشاشة لأسباب وصفتها بأنها «شخصية وعائلية» إذ تفرغت لتربية ابنها حمادة، وعادت في الموسم قبل الماضي من خلال بعض الأدوار، إلا أنها استطاعت في الموسم الدرامي الأخير أن تحقق حضوراً قوياً عبر عدد من أهم الأعمال الدرامية، لا بل هناك سحر من نوع خاص رافق اطلالتها عبر شخصيات معقدة ومركبة شكّلت تحدياً كرست من خلاله بصمتها الخاصة...

إنّها الفنانة السورية لينا كرم التي شاركت هذه السنة في مسلسلات «زمن البرغوت 2»، «الولادة من الخاصرة ـ منبر الموتى»، «زنود الست 2»، «تحت سماء الوطن»، «فتت لعبت»، إضافة إلى دخول خجول إلى عالم الفن السابع عبر إطلالة في فيلم سينمائي قصير بعنوان «الرجل الذي صنع فيلماً»... معها كان هذا اللقاء:

 

- إلى أي مدى يمكن تبرير دخول شخصية «الدكتورة لمى» إلى عالم «رؤوف» في مسلسل «الولادة من الخاصرة ـ منبر الموتى»؟

كانت شخصية الدكتورة لمى التي أديتها في المسلسل مفصلية لأنها استطاعت توريط رؤوف وعلّمته عادة سيئة هي تعاطي الحشيش.

فرغم أنه من النوع الذي لا تقوى عليه امرأة، استطاعت اختراق عالمه ولو لفترة قصيرة، لكن في النهاية وبعدما اكتشف حقيقتها وأنها تسجل كلامه قتلها.

ومن صفات لمى أنها امرأة فصامية غريبة الأطوار وذات تركيبة معقّدة، إضافة إلى أنها طبيبة نفسية وتتعاطى الحشيش.

- ماذا عن مشاركتك في مسلسل «تحت سماء الوطن» للمخرج نجدة أنزور؟

شاركت في المسلسل من خلال ثلاثية بعنوان «عزيزة على باب عمر» وأديت فيها دور امرأة تتاجر بالفتيات السوريات في أحد مخيمات اللجوء، وهو نموذج موجود فعلاً. وبشكل عام يمكن القول إن العمل كان جريئاً.

- كثرت في الموسم الدرامي الأخير المسلسلات التي سلطت الضوء على الأزمة السورية، فكيف يمكن التمييز بين الأعمال التي تناولتها بشكل حقيقي وبين تلك التي تتناولها من باب الموضة الدرامية؟

هناك أعمال تلامس الوجع، ولكن بعد الأزمة قد نعود ونتطرق إلى هذا الموضوع من باب تناول تاريخ دمشق، ومن ضمنه ما جرى فيها من أحداث.

- كيف تتعاملين مع مقولة: دعوا تناول هذه الموضوعات لما بعد الأزمة؟

ينبغي أن يكون لهذه الموضوعات حضور على الشاشة الآن، فقد يعي الناس ما يجري، وفي المحصلة نقدّم أحداثاً موجودة تلامس الناس حقيقية.

 

البيئة الشامية

 

- أين تكمن خصوصية شخصيتك في الجزء الثاني من «زمن البرغوت»؟

إنها شخصية «أم قاعود»، وهي امرأة أنانية ولعوب وغريبة الأطوار وحاقدة، تحب أن يكون كل شيء لها حتى أنها على استعداد لتدمير من حولها في سبيل الوصول إلى ما تريد.

وتشكل ضمن الأحداث رأس الفتنة في المنزل وتكون السبب الأساسي للشجار الذي يقع بين الإخوة، وتتهم أرملة شقيق زوجها بشرفها، لكنها تنال جزاءها.

- لماذا لم يكن لك حضور في أعمال شامية أخرى؟ ألم يعرض عليك المشاركة فيها أم فضلت عدم تكرار الظهور في هذا النمط من الأعمال؟

لم يكن في الموسم الدرامي الأخير الكثير من الأعمال الشامية التي تصوّر في سورية، كانت أربعة أعمال فقط، وبما أنني شاركت في عمل شامي منها فكان من الأفضل ألا أكرر وجودي فيها، ويكفي أنني حققت مشاركة في عمل شامي هو الجزء الثاني من «زمن البرغوت» إخراج أحمد ابراهيم أحمد، أضف إلى ذلك أنه لم يعرض علي عمل شامي آخر.

- رغم الانتقادات التي تطال مسلسلات البيئة الشامية إلا أنها لاتزال مطلوبة للكثير من المحطات العربية!؟

قد تكون مطلوبة لأنها أعمال تقدم مجموعة من السمات التي يحتاج المشاهد إلى رؤيتها ضمن هذا الإطار على الشاشة، ومنها الكرم والشجاعة والمودة والطيبة والحب ولمّة الناس، فمن الجميل أن نرى كيف كانت قلوب الناس بعضها على بعض، ولكن لا بد من القول إن هذه الأعمال باتت مكررة، فأنا مع فكرة إنجاز أعمال شامية ولكني ضد تكرار الأحداث فيها، فالمتلقي بدأ يملّ منها حتّى أنه لم يعد هناك ما يطرح من خلالها سوى حكايات بعض النسوة.

- ولكن مسلسل «حدث في دمشق» على سبيل المثال خرج عن هذا السياق وقدّم الشام بأسلوب مختلف؟

لا يمكن مقارنة هذا المسلسل بما يقدّم من أعمال تندرج ضمن إطار البيئة الشامية، فقد جعلنا «حدث في دمشق» للمخرج باسل الخطيب نرى أن المرأة هي ليست تلك المقهورة التي تنحصر مهمتها في الحياة في الأعمال المنزلية، وإنما هي المرأة العاملة المثقفة القوية التي تعرف ما تريد وتسعى إليه، وتجابه الحياة.

 

الدور الشرير

 

- من أين أتيت بكمية الشر لشخصية «أم قاعود» في مسلسل «زمن البرغوت 2»؟

لست بشريرة أو حقودة وإنما طيبة القلب ومسالمة! وأعتقد أن هذا الأمر بحد ذاته كان بشكل أو بآخر دافعاً لي كي أظهر مقدار الشر الذي اتصفت به الشخصية، لذلك أعتبر أنني دخلت تحدياً من خلال هذا الدور خاصة في ما يتعلق بقدرتي على استخدام أدواتي كممثلة.

- هل يغريك هذا الدور خاصة أن أغلب ما قدمته في الموسم الأخير اتسم بدور المرأة السلبية؟

قدمت هذه السنة العديد من الأدوار السلبية، ولكن في العام المقبل إن عُرِضت عليّ لن أقدمها، خاصة أنني لا أقبل التنميط في إطار تأدية الادوار الشريرة لأنني تميزت فيها، فأنا ممثلة وينبغي أن أنوّع فألعب شخصية الطيبة والمسالمة والخيّرة والمظلومة، وليس السلبية فقط.

- غالباً ما يترك في الشخصيات الشريرة هامش إنساني ليتقبلها المتلقي، ولكن مع الشخصيات الشريرة بالمطلق كما هو الحال مع أم قاعود، ألم تخشي رد فعل الجمهور؟

أظن أن المشاهد لديه الوعي الكافي ليفصل بين الشخصية الحقيقية للفنان وشخصيته في المسلسل، فما نقوم به هو التمثيل وتقديم مجموعة من النماذج، وشخصية «أم قاعود» أعتبرها من النماذج التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة.

 

المرأة والحشيش

 

- ما الصراعات التي تعيشها شخصية «لينا» في مسلسل «فتت لعبت»؟

اتصف دوري في المسلسل بأنه جريء، لأنها المرة الأولى التي يتناول فيها عمل درامي فكرة أن امرأة تقوم بترويج الحشيش وتعاطيه، فقد أديت فيه شخصية لينا التي تحب المال كثيراً حتى أنها على استعداد لبيع كل من حولها بمن فيهم ابنتها للحصول على مكاسب أكبر ومال أكثر.

إنها امرأة أنانية بكل ما للكلمة من معنى، ولدى العودة إلى حقيقتها وتاريخها نكشف أن حياتها كانت صعبة فقد أتت من بيئة فقيرة جداً وعملت خادمة. تعرّفت على أحدهم وتزوجته أملاً في وضع أفضل لكنه ما لبث أن طلقها ورماها وابنتها.

- عندما يعرض عليك عمل ما الذي يهمك أكثر، دورك فيه أم العمل ككل؟

دوري في العمل كان مهماً وقد أغرتني الشخصية لأنها متميزة ومختلفة وكانت الدافع الحقيقي وراء مشاركتي فيه، ولكن في النهاية تهمني نتيجة العمل ككل، وأرى أنه كان جماهيرياً شبابياً.

 

الجرأة في المجتمع الشرقي

 

- هل يمكن للمشاهد التمييز بين جرأة تعكس الواقع وجرأة البزنس بقصد التسويق؟

المشاهد ليس غبياً، فالناس لديهم القدرة على التمييز بين العمل الحقيقي والعمل التجاري، ولكن أرى أن المجتمع الشرقي لن يقدّر موضوع الجرأة.

- المجتمع قدّر الجرأة في أعمال سابقة كما حدث مع «غزلان في غابة الذئاب»؟

قدّر الجرأة وتقبّلها لأنها كانت المرة الأولى التي يقدّم فيها مثل هذا العمل الذي لامس وجع الشارع والمجتمع.

- هل تتطلعين إلى تجسيد دور كوميدي؟

لدي الرغبة في المشاركة بأعمال كوميدية إلا أنه حتى الآن لم يعرض عليّ عمل كوميدي، وإن عرض عليّ عمل «لايت كوميدي» بما تحمل من مفارقات ترسم الابتسام على وجه المشاهد، فلن يكون هناك من مانع للمشاركة فيه.

- كيف تصفين مشاركاتك في الفيلم القصير «الرجل الذي صنع فيلماً»؟

هو فيلم روائي قصير من إخراج أحمد ابراهيم أحمد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، كنت فيه ضيفة مع مجموعة من الفنانين...