2012/07/04
أحمد شلهوم – دار الخليج
حققت الفنانة السورية الشابة لينا دياب حضوراً لافتاً جذب إليها أنظار العديد من المخرجين في سوريا، رغم أنها حديثة العهد في مجال الفن، فهي خريجة عام 2009 من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق .
هذا الحضور جعلها تجسد دوراً أساسياً في العمل البوليسي الاجتماعي “سقوط الأقنعة” الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي، كما تتابع تجسيد شخصية “كريمة” في عمل البيئة الشامية “الدبور 2”، التي تعتبرها لينا قريبة من شخصيتها الحقيقية، يضاف إلى ما سبق أعمال أخرى منها ما تم تأجيل عرضه إلى ما بعد الموسم الرمضاني مثل “الشبيهة” .
الفنانة لينا دياب التي تنتقد طريقة تعاطي دراما البيئة الشامية مع “المرأة الدمشقية”، التقتها “الخليج” وكان معها هذا الحوار . .
* ما الأعمال التي تشاركين بها في رمضان الحالي؟
- أشارك في العمل البوليسي الاجتماعي “سقوط الأقنعة” للمخرج حسان داود وأجسد فيه دور “هالة”، وهي طبيبة شرعية وزوجة للمحقق “سامي” ويعملان ضمن فريق عمل ثابت، وهما الوحيدان الصادقان في عملهما . وأتابع تأدية شخصية “كريمة” في عمل البيئة الشامية “الدبور” في جزئه الثاني، وكذلك أجسد شخصية “لينا” في العمل الدرامي “العشق الحرام”، وأيضاً أشارك في مسلسل “سوق الورق” للمخرج أحمد إبراهيم وأجسد فيه شخصية “لارا”، وفي أحد الأعمال المؤجلة إلى ما بعد الموسم الرمضاني، وهو “الشبيهة” أجسد دور فتاة تدعى “هدى” . كما أحل ضيفة على مسلسل “صايعين ضايعين” .
* وما تفاصيل الشخصيات التي تجسدينها وتعرض حالياً؟
- في مسلسل “سقوط الأقنعة” أنا طبيبة شرعية متزوجة بمحقق، ويعملان ضمن فريق عمل، ضمن مجموعة من القصص البوليسية، كل قصة تعرض على حلقتين أو ثلاث حلقات حسب طبيعة القصة أو القضية المطروحة، يتم تحليلها ودراستها من مختلف الجوانب إلى أن يتم الوصول إلى الحقيقة ومعرفة سبب الجريمة ومن يقف وراءها، بما يتضمن الأمر من ملاحقات وتحقيقات ميدانية وغيرها . أما في “العشق الحرام” فأجسد شخصية “لينا”، وهي فتاة في مقتبل العمر تتزوج برجل كبير في السن يجسد دوره الفنان القدير “خالد تاجا” .
وبعد الزواج تظهر من جديد قصة من ماضيها، فتغير اتجاه حياتها وحياة من حولها، أما شخصية “لارا” في “سوق الورق” فهي طالبة منضوية في مجموعة واحدة من زميلاتها في الدراسة، لها علاقاتها العاطفية كما يحدث مع المراهقين والشباب، وغيرها من العلاقات الأخرى التي تربط الطلاب في الجامعات مع الأساتذة والمدرسين، ويتطرق العمل إلى الفساد في الكليات الجامعية وشراء الطالب لمواده لكي ينجح فيها ودور المدرسين .
* تؤدين دوراً أساسياً في مسلسل “سقوط الأقنعة”، رغم أنك خريجة جديدة من المعهد العالي للفنون المسرحية (2009)، من الذي رشحك لهذا الدور؟
- المخرج حسام داود تابعني في مسلسل “وراء الشمس” الموسم الفائت، وعندما التقيته بعدها حدثني كثيراً عن دوري في العمل، وتحدثنا في التفاصيل للشخصية التي جسدتها، وبعد ذلك اتفقنا على أن أؤدي دور “هالة” المحققة في مسلسل “سقوط الأقنعة” .
* أدوارك لهذا الموسم متعددة ومتنوعة، كيف قمت بالتنسيق بينها؟
- قد يبدو عدد الأعمال التي شاركت بها هذا الموسم كبيراً (ستة أعمال) ولكنني رغم ذلك لا أصور عملين متضاربين في الوقت نفسه، فعندما صورت دوري في مسلسل “كشف الأقنعة” لم أصور معه عملاً آخر، بل اعتذرت عن فيلم سينمائي عرض عليّ وقتها، وأنا أطمح إلى العمل بشكل أكثر، ولكن صادف هذا الموسم أن كل عمل انتهيت منه وحده . أما بالنسبة إلى تنويع الشخصيات، فأنا من الذين يصرّون عندما يعملون على أن تكون الشخصيات بعيدة بعضها عن بعض، كي أبذل جهداً في تجسيدها ولكي يشعر المتابع والمشاهد أنني أقدم شيئاً جديداً ومختلفاً من دون أن أكرر ذاتي في أدوار متشابهة .
* وهل لهذا الأمر علاقة بالشهرة والأجر؟
- هدفي ليس مادياً بقدر ما هو حضور، كما أن هناك سبباً آخر وهو أن الجهات التي عرضت علي العمل أحب أن أعمل معها .
* ما هي الشخصية التي قدمتِها في هذا الموسم أو في المواسم السابقة القريبة من شخصيتك الحقيقية؟
- أعتقد أن شخصية “كريمة” في مسلسل “الدبور” قريبة مني كثيراً، فأنا عاطفية جداً، كما أنني بعيدة كل البعد عن شخصية “لارا” التي قدمتها في مسلسل “وراء الشمس” .
* تنتقدين طريقة تعاطي مسلسلات البيئة الشامية مع المرأة الدمشقية، ما السبب؟
- ليس كل المسلسلات، ولكن في العموم تظهر المرأة فيها على أنها امرأة مستكينة وذات بعد واحد، وأمية أو جاهلة، وذات شخصية ضعيفة ولا تعرف كيف تتدبر أمورها وحدها، في حين أن الحقيقة عكس ذلك، فهي امرأة قوية الشخصية وتعرف كيف تتدبر أمور بيتها، وأمور أبنائها وزوجها، وهي المرأة الشاعرة والمرأة الطبيبة، والعارفة بأمور منزلها وأفراد أسرتها، وكانت هناك المرأة الثورية، ولم تقدم دراما البيئة الشامية إلا شخصيات معينة حيث كانت المرأة الثورية “أم جورج” التي جسدت دورها الفنانة القديرة منى واصف في مسلسل “باب الحارة” في جزئه الأخير، وكذلك شخصية المرأة القوية التي جسدتها الفنانة نادين في مسلسل “الدبور”، وحتى شخصية “كريمة” التي أديتها أنا في العمل نفسه هي نموذج من الفتاة الشامية العاطفية التي تحب من خلف الباب أو من وراء النافذة .
* ما رأيك بالأعمال ذات الأحداث المنفصلة المتصلة ك”كشف الأقنعة”؟
- أحببت دوري في هذا العمل، وشدني إليه أكثر بعد متابعتي له عند عرضه، وهذه الأعمال تمتلك أكثر من غيرها الكثير من العوامل والمقدرات لجذب الناس والمشاهدين كونها ذات موضوعات مختلفة ومتنوعة، وكلنا تابعنا “ضيعة ضايعة” ونتابع “بقعة ضوء” وغيرها من هذا النوع من الأعمال .
* نعود إلى السينما، كان لك دور في فيلم “دمشق مع حبي” للمخرج محمد عبدالعزيز، هل هو التجربة الوحيدة لك؟
- تلقيت عدداً من العروض، ولكن للأسف لم أستطع المشاركة فيها لارتباطي بمواعيد تصوير بعدد من الأعمال الدرامية، وكان آخر العروض متزامناً مع تصوير دوري في مسلسل “كشف الأقنعة” وقد اعتذرت عن الفيلم . ولكن أتمنى أن يكون لي تجارب سينمائية عدة .
* هل هناك دور ندمت عليه بعد عرض العمل؟
- لا نهائياً .
* ما العمل الذي أسهم في انطلاقتك وقدّمك للجمهور من وجهة نظرك؟
- عندما شاركت في مسلسل “وراء الشمس” وجسدت فيه دور “لارا” صار الناس ينادونني في الشارع ب”لارا” وصاروا يحدثوني عن الشخصية ودوافعها وتفاصيلها .
* وهل هناك شخصية معينة تطمحين إلى تقديمها؟
- في العموم لا، ولكن تشدني الشخصيات التي تعاني مشكلات وتعقيدات نفسية داخلية، أو ما يمكن تسميته الشخصيات المركبة التي تعاني مرضاً نفسياً أو مشكلة نفسية، كما تغريني الشخصيات التي لها وزنها وثقلها في الحياة العامة .
* ما الشخصية التي شاهدتها وتمنيت لو أنك تؤدين هذا الدور؟
- كان هناك عدد من الشخصيات، لكن شخصية “ولادة” في العمل التاريخي “ملوك الطوائف” شدتني كثيراً ولفتت انتباهي وأحببتها كثيراً، وقد جسدتها في العمل الفنانة سوزان نجم الدين، فهذه الشخصية كانت تعجبني منذ أن كنت على مقاعد الدراسة وندرس عن تاريخ الأندلس والشعر الأندلسي .
* الشللية في الدراما السورية هل أنتِ ضدها أم لا؟
- لا لست ضدها .
* وهل تتبعين شلة محددة؟
- لا، فبالرغم من أنني لست ضمن شلة معينة، فإنني لست ضد هذه الفكرة أو الظاهرة، لأن هناك مخرجاً ومعه مجموعة ممثلين لديهم مشروعهم ولديهم أفكارهم المتناغمة، لذلك تراهم معاً في كل عمل .