2013/05/29
رفيف الخليل – دار الخليج
بالرغم من رصيدها الغني في الأعمال والأدوار المختلفة، فإن الفنانة السورية لونا الحسن تخطو خطواتها الفنية بحذر شديد وقناعة عميقة قد لا تساعدها على الانتشار الفني، لكنها تصر عليها . الحسن تركت سوريا قادمة إلى الإمارات التي اختارت الاستقرار فيها حالياً مع زوجها خالد القداح الذي أنتج وأخرج مسلسل »بنات الديرة« كأول تجربة درامية له، وهي إحدى بطلات المسلسل الذي كثر الحديث عنه والأسباب التي أخرت عرضه في رمضان كما كان مقرراً . وفي هذا الحوار تتحدث لونا الحسن عن صدمتها ببعض الأعمال السورية وتفاؤلها بالإماراتية، وقناعاتها الشخصية التي توجه مركبها الفني .
أليس غريباً أنك فنانة تزاولين التمثيل ومحامية مع وقف التنفيذ؟
لا غرابة في الموضوع، لأنني أحب تخصص الحقوق كثيراً لغناه بالمعلومات والتشريعات والقوانين التي توسع آفاقي في ظل حياة باتت معقدة لا تخلو من المفاجآت والأحداث، لذا نلت شهادة البكالوريوس من كلية الحقوق بجامعة دمشق، بعد تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية .
أليست الموهبة هي المطلوبة في التمثيل أكثر من الدراسة؟
بالطبع الموهبة هي الأساس لكن من يرغب في أن يصبح ممثلاً من الضروري أن ينتسب إلى المعهد، لأنه يمنح الفنان خبرة وينمي أدوات الممثل ويصقلها، كالصوت والحركة وطريقة الأداء .
إلى الآن أدوارك مساحاتها محدودة، بالرغم من مشاركاتك الكثيرة، ما السبب؟
أدواري مدروسة وليست محدودة ولا اعتباطية، وفلسفتي تختلف عن الآخرين، فأنا لا أظهر لمجرد الظهور، بل أحرص على الفائدة الفنية التي تكشف قدراتي وهذا يتطلب توفر دور مميز يضيف لمسيرتي، ويقدمني بشكل مختلف ومميز للمشاهدين .
ولكن هذه السياسة قد تظلمك وتجعل غيرك ممثلة أولى بوقت قصير؟
ولتكن سياسة ظالمة لكنني متأنية ومقتنعة بخطواتي الفنية، وبرأيي لا توجد ممثلة أولى تعتلي القمة على الدوام، فقد تنجح في عمل وتفشل في آخر، لذلك أركز على ملامح الدور وصبغته الفنية . وفي أغلب الأدوار أظهر بقالب الفتاة الطيبة المغلوبة على أمرها المتسامحة، وقد يظن البعض أنه دور سهل لكنه بالنسبة لي من أصعب الأدوار بسبب وجود تقاطعات ومسافات كبيرة بين هذه الشخصية وبيني في الواقع، من ناحية النشاط والحركة والعلاقات الاجتماعية .
هل مثلت في دراما غير سورية؟
إضافة للدراما السورية عملت في الدراما الخليجية واليمنية والأردنية .
وما هي أبرز أعمالك؟
»أشواك ناعمة«، و»غزلان في غابة الذئاب«، و»ليلة ورجال«، و»الانتقام«، و»أهل المدينة«، و»محمود درويش«، و»الطريق الوعر«، وسلسلة »مرايا« الذي اعتبره من الأعمال المميزة وكنت محظوظة لمشاركتي في بعض اللوحات .
تقيمين في الإمارات، هل لذلك علاقة بما يجري في سوريا؟
العمل الفني يحتاج إلى الأمان والشعور بالطمأنينة النفسية، وما يجري في سوريا لا يسمح بأي نشاط فني، لذا أنا الآن متواجدة في الإمارات مع زوجي خالد القداح الذي بدأ أول تجربة إنتاج وإخراج لمسلسل عربي ملامحه خليجية هو »بنات الديرة«، الذي ألعب فيه دور »فادية« الفتاة المغرورة ذات العقل المفكر التي توجه صديقاتها وتنصحهن . وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي جميل لطالبات يسكن الحرم الجامعي، وما يميز العمل خلطة الممثلين المنتمين لجنسيات مختلفة واختلاف الشخصيات الذي يضيف التشويق والإثارة للعمل .
كان من المفترض عرض العمل في رمضان كما أعلنتم، فلماذا كل هذا التأخير؟
بسبب الأشخاص المزاجيين والمعتمدين على أشياء غير الموهبة تنقلهم للشهرة السريعة، وبالطبع استبعادهم ومجيء آخرين عطلا العمل وتسببا في تأجيله لبعد رمضان . ولم أتخيل هبوط أداء البعض ممن يشار إلى أنهم ممثلين وتفاجأت بأنهم لا يستندون إلى موهبة حقيقية هذا من جانب، أما الحديث عن مزاجيتهم وعدم المصداقية فيطول ولا ينتهي، فالبعض مصاب بداء النجومية وهذا بعيد كل البعد عن رسالة الفن والعطاء الفني .
لكن من استبعدتموهم تكلموا في الصحافة وأشاروا إلى تقصير القائمين على العمل .
شيء طبيعي أن يثرثر من استبعدناهم من المسلسل، فهم لا يدركون أننا لا نملك وقتاً كافياً لتعليمهم التمثيل، فهم يحتاجون إلى أن نبدأ معهم من الصفر، وغير صحيح أنهم انسحبوا بل نحن من أخرجناهم من العمل، لأن الإنتاج الدرامي مكلف مادياً ولا بد من التعامل مع أشخاص يقدرون هذا ويلتزمون بكل التفاصيل ويقدمون ما في جعبتهم من إمكانات وقدرات بما ينعكس إيجابياً على العمل .
وماذا عن الفنانة هيفاء حسين التي شاركت في البداية وانسحبت؟
هيفاء حسين ممثلة ملتزمة بمواعيد التصوير وأخلاقها عالية وموهبتها تتكلم عنها، ورغم أنها صورت عدداً من المشاهد، فإنها طلبت أجراً أعلى غير المتفق عليه في البداية، وما حدث بالطبع لا يؤثر في العلاقة الودية بيننا والعمل معها مكسب كبير .
وهل الصعوبة في الأداء وعدم الالتزام بمواعيد التصوير فقط هما سبب استبعاد البعض من العمل، حسب وصفك؟
ليس هذا فحسب، هناك الخروج عن ملامح الدور العام، بمعنى أن إحدى الممثلات كانت تظن أنها في مسلسل لعرض الأزياء، مع أن دورها لا يتطلب البهرجة في الملابس ولا المبالغة فيها، فدورها هو طالبة جامعية ملتزمة تهوى الدراسة وطبيعي أن تكون ملابسها بسيطة خالية من المبالغة، لكن هذا لا يعجبها والحجة أنها أنفقت مبالغ كبيرة على ملابسها، لذلك لا سبيل في بعض الأحيان وخاصة عند تصوير مشاهد كثيرة سوى تغيير خط سير الشخصية وتبديل الأحداث والمشاهد لأجل عينها، فكيف لا يتأخر عرض العمل؟
وكيف تجدين الدراما الإماراتية؟
الدراما الإماراتية صاروخ قادم وتمتلك مؤهلات كبيرة تخولها للانطلاق بسرعة، لكنها لاتزال تعاني عدة إشكاليات منها تكرار المواضيع والأفكار المطروحة، وإفساح المجال لفنانين خليجيين أو عرب لسد فراغ الممثلين الإماراتيين، ولا أدري لماذا يتجه المنتج لهم مع العلم أن الساحة الإماراتية تزخر بأسماء واعدة وأخرى تستحق الظهور والدعم أكثر، مثل سلامة المرزوعي وخالد البناي اللذين يتصفان بأخلاق عالية والتزام مشهود، وكلامي ليس مجاملة بل حقيقة لمستها من تعاملي المباشر معهما في مسلسل »بنات الديرة« الذي يشاركان فيه .
قدمت الدراما السورية في رمضان أعمالاً عدة ومنافسة، ما تقييمك لها؟
الدراما السورية تسير في الطريق الصحيح لكنها بدأت تتلون في بعض المسلسلات وتنحرف عن اتجاهها، كمسلسل »بنات العيلة« للمخرجة رشا شربتجي، ولا أقول إنه ليس جميلاً لكنه تجاري . ولم أتوقع من المخرجة المبدعة الاعتماد على المبالغات التي تجسدت في ملابس الممثلات القصيرة وغير المحتشمة، مع أن لديهن قاعدة جماهيرية لا يستهان بها، وبالتالي لماذا كل هذا الاهتمام بالشكل كأنهن يروجن لماركة ملابس أو تجميل معينة؟ وهذا يقود المسلسلات السورية إلى وكر تقليد الدراما التركية وغيرها . لا بأس من تغذية الدراما بتفاصيل بسيطة جديدة، لكن لا للتفاهة والسطحية، لأن الفنانين السوريين يملكون قدرات هائلة تفرض نفسها بقوة.