2013/05/29

لماذا يصر صنّاع الدراما السورية على الاستمرار في رحلة البيئة الشامية ؟!
لماذا يصر صنّاع الدراما السورية على الاستمرار في رحلة البيئة الشامية ؟!


آمنة ملحم – عربي برس

قصص اجتماعية .. فنتازيا .. خيال واسع .. زخرفة فلكلورية .. صفات كثيرة لطالما أطلقها النقاد على دراما البيئة الشامية واسترسلوا في إلقاء أسهم الاتهام إلى صدرها ليعلنوا أنها لم تنجح بمعظمها في تقديم صورة حقيقية أو شبه واقعية عن دمشق عاصمة الأمويين لاسيما في الفترات التاريخية التي تدعي بعض الأعمال تداولها من خلال حلقاتها الثلاثين الملصق بشهر رمضان .

ولكن ورغم كل تلك الانتقادات لايزال بعض صناع تلك الأعمال يصرون على المضي في طريق ذلك النوع من الدراما بحثاُ عن جمهور كجمهور باب الحارة ويستميتون في الدفاع عما يقدمونه تارة ببعدهم عن التاريخ وتارة بظنهم انهم يقدمون التاريخ أو جزءاً منه بصورة لائقة .. ليكون التساؤل : إن كانوا يرون نجاحاً في حكاياتهم تلك فلماذا يختارون العباءة الشامية تحديداً لتقديمها ؟.

لايخفى على المشاهد كم السذاجة الواسع للنساء ذوات الملاءة السوداء اللواتي يظهرن بهذا الزي تحديداً في هذا النوع من الأعمال علاوة عن السروال أو القنباز الملصقان برجال الشام فيما مضى ..

نخوة وشهامة وأصوات مفخمة مثقلة برجولة مصطنعة نجح بعض الفنانين بتقديمها وفشل آخرون في لبس تلك العباءة الرجولية ومع ذلك تتهافت الأقلام نحو تلك الأعمال وهانحن اليوم مع التحضير لموسم درامي جديد نجد أن " ياسمين عتيق " أول الأعمال المنجزة لرمضان 2013 ذو صبغة شامية .. وتبعه " قمر شام " والجزء الثاني من " زمن البرغوت " الذي أصر صناعه على الاستمرار به رغم غياب عدد من نجوم جزءه الأول عنه ، وكذلك جزء ثان لمسلسل " زنود الست " ذو الصبغة الكوميدية الشامية والترجيحات تشير إلى عدد قادم من الأعمال الشامية لتزداد مع الوقت ..

لايبرر لكتاب تلك الاعمال تمسكهم بهذا النمط الشامي سوى بساطة الطرح في القصص المروية فهي لاتتطلب جهداً فكرياً أو حتى إبداعياً بل مجرد سرد حكايا أهالي حارات شامية قديمة يكفي لصنع عمل من 6 أو 7 أجزاء كباب الحارة الشهير الذي يستعد هو الآخر لمتابعة تلك الملحمة الدرامية الساذجة الحكاية البسيطة المعالم التي يقدمها لاسيما مع تهافت المحطات العربية الكبرى عليها لمجرد وجود بيئة شامية فيها.

فإن كانت البيئة الشامية مغرية للتسويق لهذا الحد فلماذا لايفكر صناع تلك الاعمال بتقديم صورة إبداعية لتلك البيئة ترفع من شأنها وشأن نسائها ورجالها بدلا من الاستمرار في التقليل من شأن تلك البيئة بأعمال بعيدة عنها كل البعد في المضمون قريبة بعض الشيء منها في الشكل فقط رغم كل الأقاويل التي يطلقها أصحابها ورغم كل الضجة الإعلامية التي تثار حول الأعمال المعدة لسنوات قادمة عاماً تلو الآخر والادعاءات بأنهم سيقدمون صورة أفضل ليفاجأ المشاهد بحلقات وقصص مألوفة مع حبكة درامية بسيطة .. وتستمر تلك الاعمال في طيشها القصصي والذي لايعدو كونه قصة اجتماعية تصلح لثلاثية أو رباعية لازيادة عليها.