لحظة؟! هشام شربتجي: ثمة غياب للبنى التحتية للدراما السورية

البعث

تدين الدراما السورية بجانب خاص ومهم من سمعتها المحلية والعربية لأعمال هشام شربتجي، الاجتماعية والكوميدية، التي أرست قواعد ثابتة أشرت بوضوح إلى مكانته كفنان متميز يتنقل على جناحي الإبداع، بحرية ملفتة، تؤكد أحقيته في كل الألقاب التي أطلقت لتصفه كسنديانة فنية، سواء لناحية القيمة الفنية أم لآرائه.

مخرج "مرايا"، "عيلة 5 نجوم"، "يوميات مدير عام"، "جميل وهناء"، "أحلام أبو الهنا" و  "أسرار المدينة"، "رجال تحت الطربوش" و"رياح الخماسين" و " أقارب وثعالب" و" الماشي" و" طاش ما طاش". يرى ثمة فرقاً كبيراً في الدراما السورية بين الأمس واليوم. فهو يحترم جداً ذلك الفنان الذي يلتزم أوقات العمل وقواعده ولا ينظر إلى ساعته لأنه تأخّر عن موعد تصوير ثان أو موعد. لأن ذلك برأيه يخرج على التقاليد المهنية المرتبطة بالاحترام الشخصي، وهو مايذكّره دوماً بأيام ألق الدراما السورية عندما لم يكن هناك ما يسمّى بـ «النجوم»، أو مَن يدّعون أنّهم كذلك!. ويضيف "شيخ الكار" شربتجي: إن ما يجذبه للعمل هو وجود نص جيد ومختلف أكثر من انجذابه للمال. ويؤكد انه تعامل مع أعمال عربية أخذ عنها أجراً هو أقل مما يأخذه مخرج منفذ محترم في الدراما السورية!.

يأسف شربتجي لأنه لايرى اليوم أن ثمة مخرجين قادرين على تبني مشروع خاص دون تدخل! فكل المخرجين السوريين من وجهة نظره يعملون بأموال ورغبات خليجية، حتى القدماء أو أصحاب التاريخ منهم. لذا فهو اليوم يذكّر بذلك الناقوس الذي أطلق محاذيره قبل سنوات من الفوضى الإنتاجية التي تجتاح درامانا والسير على خطا أسباب تراجع الدراما المصرية!

يعتقد " شيخ الكار " هشام شربتجي ان أهم ما يعترض مستقبل الدراما السورية هو غياب الرأسمال الوطني في الإنتاج وعدم تأهيل وتطوير الكادر اللازم وتوفير البدائل المحترمة في حال غياب المهنيين الكبار" غياب البنية التحتية للدراما السورية".. وليس آخرها طبعاً غياب المؤسسة التسويقية للإنتاج التي بإمكانها في أسوأ الظروف حماية الدراما السورية من مخاطر التراجع!

عبر مسيرته الطويلة أصيب شربتجي بكثير من الألم من سلوك الوسط الفني الذي تعامل معه بسوء في العديد من المواقف دون أن يفهم دوافع تلك المواقف غير المعلنة! فهو ودون مبرر كما يعتقد، أقصي عن أعمال سبق له أن تعاقد عليها مثل" الجذور العائمة، ذاكرة الجسد، طريق النحل، أقاصيص مسافر".

في الختام لايسعنا إلاّ أن نحيي الفنان الكبير شربتجي ونتمنى له عودة سريعة إلى الوطن الذي أحبه ويحبه وأخلص له. وللدراما السورية التي منحها حياته كل النجاح والتوفيق.. فما زالت ذاكرتنا تختزن أعماله وتستعيد ألقها كل حين.