2013/05/29
عامر فؤاد – دار الخليج
أثبتت نفسها بجدارة بين الوجوه الجديدة السورية، وقدّمت نفسها ببساطة ودون تكليف فأحبّتها عين المشاهد وقدّرتها، ولا تزال بإصرارها تحاول متابعة مسيرتها بقناعة ورضا ومحبّة، إنها الفنانة لينا دياب التي تحاول رغم كلّ الظروف الصعبة والضغوط الكثيرة أن تجد لنفسها المكان المناسب بين قلوب محبيها ومتابعيها، وكان ل”الخليج”معها الحوار الآتي:
شاركتِ مؤخراً في ثلاثة أعمال شامية ألا يشكل ذلك خللاً في مسيرة الفنان بشكل أو بآخر؟
- شاركتُ في مسلسل (الأمّيمي) من إخراج تامر إسحاق، وكان دوري “هدى”ابنة الأمّيمي التي مرّت بظروف صعبة وصدمتها الحياة، وكان لي دور في مسلسل (طاحون الشر) في شخصية “مروى”المظلومة التي تحمل في نفسها الطيبة ولكنها تعيش ظروفاً صعبة، وكانت علاقتها مع زوجها رومانسية جداً، والعمل من إخراج ناجي طعمة، وشاركت في (حارة الطنابر) بشخصية “نظمية”التي كان زوجها ضعيفاً ومغفلاً وهي تتحكم به .
وفعلاً في البداية لم أحبّذ أن تتكرر المشاركة في أعمال البيئة الشامية، ولكن بعد الانتهاء من مسلسل (الأمّيمي) أغراني دور “مروى”في تفاصيله وصفاته فوافقت عليه وفي مسلسل (طاحون الشر) تنوع الشخصية مدّني بالرغبة في المشاركة على الرغم من خطرها، ولكن في الواقع يبدو أنّ أعمال البيئة الشامية ما زالت مطلوبة، والمواطن العربي يرغب في متابعتها مهما كانت كثيرة، وهذا ما أثبتته التجربة .
أمّا في مسلسل (حارة الطنابر) فكان الوضع مختلفاً فعلى الرغم من أنّه عمل شامي لكن له حساب خاص كونه أقرب إلى السخرية والكوميديا من المواضيع الأخرى التي تتعاطى بها الأعمال الشامية .
كيف تصفين التجربة في العمل مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسل “الولادة من الخاصرة ساعات الجمر«؟
الفنان اليوم يحلم بأن يعمل مع هذه المبدعة، وفي الحقيقة عندما تعرفت عليها وجدتها رائعة ومُحبة، فازددت إعجاباً بها أكثر، وهي تعامل الممثل بطريقة لافتة في الاحترام والحب وتقدير المواهب، وأنا شخصياً أتشرّف بأن يكون لي تجربة جديدة معها بالتحديد .
تراجعت الكوميديا السورية في هذا العام بشهادة الكثيرين، فلماذا؟
- شاركتُ في مسلسل (بقعة ضوء) الجزء التاسع ووجدته ناجحاً، فقد أحبه الناس وتابعوه باهتمام، وكان فيه جرأة ومباشرة، ونقاط مهمة تمّ طرحها في هذا الجزء لم تتطرق لها الأجزاء السابقة، والنجاح بالتأكيد يعتمد على رؤية المخرج .
أمّا مسلسل (أيّام الدراسة) فإذا اعتبرناه من اللون الكوميدي نوعاً ما فأنا أعتبره ناجحاً لكونه اعتمد على شباب غير معروفين هذا أولاً، ولكون الشارع أحب العمل وتمت متابعته من شريحة كبيرة من الناس على الرغم من أنّه حمل الكثير من المشكلات والسلبيات التي كان يجب تداركها، ولكن على الرغم من عيوبه إلا أنّه نجح برأيي .
أمّا باقي الأعمال الكوميدية لهذا العام، فلم أتابعها كوني انتهيت من التصوير بعد 20 رمضان، ولذلك لم يتسنَ لي المتابعة الحقيقية كي أحكم، ولذلك لا يمكنني تقييم الكوميديا السورية هذا العام لأنني لم أشاهدها جيداً .
وأين موقع الدراما السورية هذا العام؟
- ضمن الظروف التي عملنا بها جميعاً، فإن كلّ من ساهم في صناعة الدراما السورية لهذا الموسم هو مشكورٌ على جهده الذي قدمه سواء كانوا فنانين أو مخرجين أو فنيين وكلّ الكوادر الأخرى، فهناك تعب رافقنا في أثناء العمل إضافة إلى عدم التنوع في مواقع التصوير والخوف أحياناً، وأتوقع أن ظروف البيع والتسويق لم تكن في مصلحة هذا الموسم كما في مواسم سابقة، فالضغط كان من كلّ النواحي، وبالرغم من ذلك حافظت الدراما السورية على مستواها وجودتها وحققت أرقاماً جديدة، ولكن نأمل أن تكون العقبات زائلة وغير معوّقة لنا مستقبلاً
ما الشخصية التي تحلم لينا دياب بتجسيدها؟
- لا يوجد في بالي شخصية محددة الآن، وأعتقد أنّه هاجس خطر، فأنا أطمح للحصول على فرصتي كاملة حالياً، وأن يكون دوري مكتوباً بطريقة صحيحة تلائمني لكي أتمكن من تفريغ طاقاتي وقوتي فيه، وهذا ما يشغل بالي أكثر .
حدثينا عن المشاركات السينمائية الخاصة بكِ؟
- هي قليلة جداً، وظرف العمل السينمائي في البلد هو السبب، فلي فقط دور في فيلم (دمشق مع حبّي) من إخراج محمد عبدالعزيز، وهناك مشاركة أخرى لم تكتمل بعد مع نفس المخرج .
وماذا عن المسرح لكونكِ خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية؟
- في الحقيقة من بعد التخرج لم أشارك في عمل مسرحي على الرغم من محبّتي الشديدة للخشبة، ولكن التلفزيون أخذ الوقت، واحتل المساحة الأكبر من وقتي، ولكن هناك نصاً للكاتب الألماني جورج بوشنر، أعشقه كثيراً، وأتمنى أن أشارك به، لكن الظروف تحول دون ذلك حالياً، وربما ننفذه مستقبلاً .
يشبهك البعض بإحدى الفنانات في الغرب فما موقفك من ذلك؟
- لم أحبّ هذه القصة أبداً، لأنّها تحد من الممثل وقدراته خاصة إن تمسك بها، فأنا شخصياً لا أعتقد بأنني أشبه أحداً، والناس ممكن أن تتطرق كثيراً لهذه القصة، ولكن أحبّ القدوة كثيراً، فهم مرشدون لأجيالنا وللأجيال الفنية القادمة، ومنهم نتعلم دائماً كالفنانة منى واصف وسمر سامي، وأمل عرفة ونادين خوري وأسماء كثيرة غيرهن فتلك هي الأسماء التي تلفتني وتأخذ من اهتمامي .
ماذا تفضلين في أوقات فراغك؟
- أحب المسبح والبحر والرياضة، والمهم أن أكون مع أناس أحبّهم وأرتاح لهم كأصدقائي وأهلي .
هل تفضلين أن تكون صداقاتك من ضمن الوسط الفني أم من خارجه؟
- من الضروري وجود الأصدقاء في حياتي لكنهم قلائل، وبوجهٍ عام إن كان هناك صديق أو اثنان على مدى الحياة كلّها فهذا شيء جميل، والصداقة لديّ غير مشروطة، وفي الحقيقة أصدقائي هم من خارج الوسط، وهم قدامى منذ كنت أدرس في الجامعة، واستمروا معي إلى اليوم، وأنا أتمسك بهم، ولم أسعَ لصداقات كثيرة، وبصراحة لا يوجد لي أصدقاء في الوسط الفني، ولا أفضل ذلك .
وماذا عن أعمالك الفنية خارج سوريا؟
- حالياً أهم شيء لدي هو أن أثبت نفسي في سوريا، وفيما بعد سأنشغل حتماً بهذا الموضوع، وقد يكون تحصيل حاصل لكون الدراما السورية تثبت نفسها بجدارة دائماً في منافسة الدراما السورية العربية على اختلافها.