2013/06/27
لؤي ماجد سليمان – تشرين
المتابع لقناة تلفزيون الشرق الأوسط ام بي سي1، يظن أنها قناة حيادية في تعاطيها مع المواضيع والأحداث التي تقدمها، ويظن أنها بعيدة عن السياسة، ومختصة بالأمور الاجتماعية والفنية والترفيهية في برامجها، حتى أن أسماء البرامج التي تعرض عليها تنتحل أسماء وصفات جذابة وأنيقة تجعل أفراد المجتمعات العربية تتابعها. (كلام نواعم) برنامج حواري نسائي وكالعادة مسروق من برنامج أمريكي، تقوم فكرته على أربع مذيعات يناقشن قضايا النساء والمجتمع، و(كلام نواعم) أيضاً منذ بدايته عام 2002 حاول طرح قضايا عائلية واجتماعية تهم المرأة العربية، لكن بعد إعلان الحرب على سورية من قبل السعودية وغيرها بدأت سياسة البرنامج تتغير وأصيبت النواعم بزكام سياسي حاد همه تجييش الرأي العام العربي على الدولة السورية بأية وسيلة ممكنة، أو بالتعاطف والتباكي على الشعب السوري، إذ خصص البرنامج في كل حلقة خبراً عن سورية أو تقريراً مصوراً لمحاربة الشعب السوري، ففي إحدى الحلقات عرض البرنامج تقريراً مصوراً عن «مأساة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية» وتقريراً سابقاً عن «لبناني يروي قصة جهنم المعتقلات السورية»!. وكأنه كان يعتقد أن الإقامة في السجون توازي الإقامة في الفنادق الفخمة. حلقات أخرى قدمت تقارير وحوارات عن «كيفية معالجة الأطفال السوريين نفسياً، أو شاهدوا الواقع المبكي لأطفال سورية، شاهد مأساة الطفل السوري فلان، مع المعالجة النفسية فلانة الفلانية، شاهدوا معنا هذا التقرير عن أطفال سورية الذين يعيشون واقع اللجوء بألم وحسرة، ويعانون مشكلات نفسية نتيجة أصوات القذائف» ما يثير الاهتمام أن النواعم لم يسمعن بسجن أبو غريب أو السجون الإسرائيلية، أو سجن جوانتانامو، ولا يعنيهم واقع الطفل الفلسطيني الذي يعذب ويقتل منذ أكثر من خمسين عاماً على يد العدو الصهيوني وأعوانه. واللافت أكثر أن معدة التقارير النائبة اللبنانية «نايلة جبران تويني» لم تسمع بسجن رومية في لبنان ولم يتبادر إلى ذهنها ولو للحظة عن قصد أو دون قصد أن إسرائيل كانت وراء قتل وخطف الشعب اللبناني، وأن سورية هي من قدمت الشهداء لإخماد الحرب الأهلية اللبنانية.
ماذا تقدم المحطات السعودية للشعب السوري غير التحريض والفتن التي تسكبها على عود الثقاب الذي أشعله عملاء الصهيونية من أتراك وعرب؟ ولماذا لا يذكرون في تقاريرهم أن السعودية وبعض دول الخليج كان لهم الدور الأساس في تشريد أطفال سورية وعائلاتها، بما قدموه من أموال قذرة وأسلحة، وجماعات تكفيرية أرسلوها لقتلنا. ربما ينخدع البعض في ملمس النواعم اللطيف والأنيق، كما ينخدع البعض من ملمس الأفعى الناعم، وما انضمام النائبة «نايلة جبران تويني» ابنة جريدة النهار إلى العصابات الإعلامية إلا لتسكب مزيداً من الزيت على النار التي أشعلوها في سورية، وكان حرياً بها أن تتابع برنامج للنشر لتعرف ما يعاني منه أطفال لبنان من حالات اغتصاب، وقهر، وإقحامهم في سوق العمل تحت السن القانوني، أو تعد تقريراً عن الفتيات اللبنانيات اللاتي أجبرن على ممارسة الدعارة. وما دام برنامج نواعم يهتم بالمرأة العربية والمجتمع، فلماذا لا يزور سجن رومية لمعرفة كيف يتم تنظيم وتدريب المجموعات المسلحة قبل إرسالهم إلى سورية.