2013/06/29
دار الخليج
لم يكتف النجوم الأتراك بالنجاح الضخم الذي حققوه بعد غزو مسلسلاتهم شاشات الوطن العربي، بل قرروا أن يقتحموا الدراما العربية بمشاركة النجوم المصريين في مسلسلاتهم . . الغريب أن الأمر لن يقتصر على الأتراك فقط، حيث يشارك نجوم من جنسيات عدة في بعض المسلسلات الأخرى . . ورغم حماس شركات الإنتاج لهذه الخطوة، إلا أن البعض شنّ هجوماً شديداً تجاهها وأعلن رفضه لها، بل وجدوا أنها مجرد استغلال لنجاح النجوم الأتراك واتهموا صناع الدراما بالإفلاس الفني . . فمن هم الذين وافقوا على تواجد النجوم الأتراك معهم في مسلسلاتهم؟ وما الذي دفع شركات الإنتاج المصرية لاتخاذ هذه الخطوة؟ وهل تعتبر هذه إضافة إلى الدراما المصرية لإنعاشها أم مجرد استغلال لنجاح النجوم الأتراك في الوطن العربي؟
مسلسل “قلب أم” الذي تعود من خلاله سميرة أحمد إلى الدراما المصرية بعد غياب استمر لسنوات طويلة، وتتعاون من خلاله مع المنتج صفوت غطاس، يعد من أوائل الأعمال الدرامية التي قررت الاستعانة بنجوم أتراك، حيث يشارك في البطولة أربعة نجوم على رأسهم إنجين أكيوريك الشهير ب”كريم” حيث يجسد دور ابن زوج سميرة الذي يعود إلى مصر بعد علمه بوفاة والده للمطالبة بميراثه .
المنتج صفوت غطاس كشف عن السبب الذي دفعه للاستعانة بهؤلاء النجوم في مسلسله، قائلاً: “اتجاهي للاستعانة بنجوم أتراك ليس فيه استغلال لنجاح الدراما التركية بل لرغبتي في البحث عن فكرة مختلفة وضخ دم جديد للدراما المصرية، من أجل إنعاشها والمزج بين الثقافات العربية والأجنبية” . ويضيف: أشعر بالدهشة من اعتراض البعض على هذه الخطوة وتوجيههم الاتهامات لنا بالإفلاس الفني واستغلال نجاح النجوم الأتراك في مصر، وليس لديّ سوى تعليق واحد على هذه الادعاءات وهو أن الفن لا يعترف بالجنسيات ولا يشغله سوى الموهبة الحقيقية والمتميزة، فمصر لن تكتفي بفتح أبوابها فقط أمام النجوم اللبنانيين والسوريين، بل قررت أن تتبنى المواهب التركية أيضاً .
تعبر الفنانة سميرة أحمد عن سعادتها بهذه الخطوة، متوقعة أنها ستنجح في إنعاش الدراما المصرية بقوة، لكنها أكدت في الوقت نفسه انزعاجها الشديد من الانتقادات التي شنّها البعض وتقول: الاستعانة بنجوم أتراك في مسلسلي المقبل لا تعني أن مصر لا تمتلك كوادر فنية أو نجومًا كبارًا قادرين على جذب الجمهور لمشاهدة مسلسلاتنا، بل جاءت لرغبتي في إضافة شيء مختلف ومتميز للدراما المصرية التي ستظل رائدة وتفتح أبوابها أمام كل موهبة ناجحة، لكنني لا أخفي إعجابي الشديد بالدراما التركية، فهي نجحت في غزو شاشات الوطن العربي، بل وتفوقت على المسلسلات المصرية، وهذا الأمر يرجع إلى حرصها على طرح القضية والبحث عن حلول لها، كما أنها حريصة على الاهتمام بأدق التفاصيل كالديكور والمناظر الطبيعية والإضاءة .
“النجوم الأتراك قرروا إنقاذ الدراما المصرية من أزمتها الاقتصادية” . . بهذه الكلمات كشفت المنتجة دينا كريم عن السبب الذي دفعها لترشيح النجمة التركية سنجول أندول الشهيرة ب “نور” لمشاركة أمير كرارة في بطولة مسلسل “تحت الأرض”، وتقول: “بعض النجوم المصريين لم يراعوا الأزمة الاقتصادية التي تعانيها شركات الإنتاج ورفضوا تخفيض أجورهم، وهو الأمر الذي دفعنا للتفكير في الاستعانة بنجوم من جنسيات أخرى لا يبالغون في أجورهم وحريصون على تقديم أفضل ما لديهم وإخراج جميع إمكاناتهم الفنية، فرغم أن الفنانة التركية نور تمتلك شعبية ضخمة وتفوقت على العديد من النجمات في مصر، إلا أنها كانت حريصة على مراعاة الأزمة الاقتصادية التي نمر بها ولم تبالغ في أجرها” .
أما الفنان أمير كرارة فيؤكد وجود أسباب أخرى دفعته لتأييد فكرة الاستعانة بالنجمة التركية سنجول أندول ويقول: “امتلاك النجمة سنجول شعبية ضخمة في مصر سبب رئيس لترشيحها للمشاركة في هذا المسلسل، فهي نجحت أن تثبت للجمهور العربي امتلاكها موهبة حقيقية وحضوراً متميزاً من خلال أول مسلسل يعرض لها على الفضائيات العربية، لكنني أريد أن أوضح شيئاً مهماً أيضاً وهو أن الدور الذي تقدمه سنجول لم يتم إقحامه في المسلسل بل هو مؤثر جداً في الأحداث، ولا يمكن أن تقدمه ممثلة مصرية حيث إنها تجسد دور فتاة تركية تقع في حب البطل المصري” .
أما المخرجة إيناس الدغيدي فقد رشحت النجمة بيرين سات بطلة مسلسل “فاطمة” للمشاركة في مسلسلها الجديد “عصر الحريم”، وتقول: “مشاركة النجوم الأتراك في مسلسلاتنا ستضيف الكثير إلى الدراما المصرية، حيث ستسهم في تسويق المسلسلات في تركيا، وفي العديد من الدول الأوروبية، كما أنها ستحظى بنسبة مشاهدة ضخمة، خاصة أن النجوم الأتراك نجحوا في غزو قلوب المشاهدين العرب في فترة زمنية وجيزة، كما أن هذه الخطوة ستدعم التعاون الفني الثقافي بين مصر وتركيا” .
يبدو أن صناع الدراما لم يكتفوا بالنجوم الأتراك حيث تشهد بعض المسلسلات تواجد نجوم من جنسيات أخرى، حيث يشارك في بطولة مسلسل “الفرعون” الذي يخوض من خلاله الفنان خالد صالح سباق الدراما الرمضاني المقبل النجمتان الأوكرانيتان ليلينا ماركوفا وباربي .
الفنان خالد صالح يؤكد أنه صاحب فكرة الاستعانة بنجوم من أوكرانيا للتعاون معه في بطولة مسلسله الجديد، ويقول: أحداث المسلسل فرضت علينا هذه الخطوة حيث السيناريو يتضمن أدواراً مؤثرة لشخصيات من أوكرانيا، وبالتالي كان من المستحيل أن نستعين بممثلين مصريين لتقديم هذه الأدوار، ولذلك اقترحت على المخرج ترشيح نجوم من أوكرانيا للمشاركة في البطولة، فالاستعانة بهم ستعمل على زيادة مصداقية الأحداث، كما أن هذه الخطوة ستجعلنا نفكر في تسويق المسلسل في بعض الدول الأوروبية، وهو الأمر الذي سيصب في النهاية في مصلحة الدراما المصرية .
ويكشف الناقد الفني طارق الشناوي عن رأيه في هذه الظاهرة قائلاً: “أعتقد أن السبب الرئيس الذي دفع المنتجين لاتخاذ هذه الخطوة هو مغالاة النجوم العرب في أجورهم، فالنجوم الأتراك لا يشغلهم الأجر لكن الأهم بالنسبة لهم الآن هو وصول نجوميتهم للعالمية، لكنني في الوقت نفسه أرى أن هذه الخطوة بها استغلال للنجاح الذي حققته الدراما التركية في الوطن العربي، فالمنتجون لا يهمهم الآن سوى الربح المادي وإنقاذ شركاتهم من الإفلاس .
أما الناقد نادر عدلي فيرى أن هذه الخطوة جاءت بسبب رغبة المنتجين في تسويق مسلسلاتهم في تركيا وغيرها من الدول الأوروبية ويقول: “كانت هناك رغبة منذ عدة سنوات لدى العديد من شركات الإنتاج لعرض مسلسلاتهم في الدول الأوروبية، إلا أنهم لم ينجحوا في هذا الأمر، ولذلك وجدوا أن تواجد النجوم الأتراك في مسلسلاتهم سيمكنهم من تحقيق هذا الهدف، ومن تسويق مسلسلاتهم خارج القطر العربي، وأعتقد أن هذه الخطوة ستفيد الدراما المصرية .