2013/05/29
5حواس البيان شهد هذا العام جدلاً واسعاً حول الميزانيات الكبيرة وغير المسبوقة التي تكلفها الكثير من المسلسلات الرمضانية مقارنة بتكلفة الدراما الرمضانية العام الفائت، حيث وصلت فاتورة الدراما المصرية هذا العام لما يقرب من المليار جنيه كميزانيات وأجور أنفقها المنتجون على ما يقرب من خمسين مسلسلا، تعدت تكاليف الواحد منها الـ50 مليونا من الجنيهات مقابل 25 أو30 مليونا لتكلفة المسلسل العام الماضي. ويعتبر مسلسل «الجماعة» من أعلى المسلسلات تكلفة هذا العام، حيث تعدت ميزانيته الأربعين مليونا، يليه مسلسل كليوباترا بـ30 مليون جنيه، وهي نفس ميزانية مسلسلي «شيخ العرب همام» و«ملكة في المنفى»، بينما تراوحت ميزانيات معظم المسلسلات الأخرى بين 25 و20 وأهمها مسلسلات منتهى العشق، العار، حكايات بنعيشها، بالشمع الأحمر، امرأة في ورطة، ماما في القسم، زهرة وأزواجها الخمسة ثم أكتوبر الآخر، كنت صديقا لديان، أغلى من حياتي، مملكة الجبل. تنازلات كبيرة التكلفة العالية للإنتاج هذا العام يرجعها الناقد إسماعيل كتكت إلى التطور الكبير في الديكورات والتصوير بجانب استقطاب عدد كبير من نجوم السينما ونجوم الغناء، لكن هذه التكلفة، على حد قوله، لم تشفع للمنتجين في بيع أعمالهم بأسعار أفضل، حيث انخفضت أسعار بيع معظم المسلسلات ووصلت في بعضها إلى 05% مقارنة بالعام الماضي.. الأمر الذي دفع بعض شركات الإنتاج لتقديم تنازلات كثيرة ومذهلة أدت إلى الإضرار بالقيمة المادية لأعمال كبيرة ومؤثرة. ورغم اعتراف كتكت بأن زيادة أعداد القنوات الفضائية خففت كثيرا من هذه الأزمة هذا العام فإنه في الوقت نفسه أرجع انخفاض أسعار الشراء إلى الزيادة الكبيرة في إنتاج الأعمال الدرامية التي جعلت أحياناً العرض أكثر من الطلب، وهذا ما دفع البعض إلى تقديم تنازلات كبيرة رغم أن أغلب الأعمال المنتجة هذا العام جيدة. خسارة ليست مؤثرة وعلى العكس من وجهة النظر السابقة نفى المنتج يحيى شنب منتج مسلسلي «فتاة العاشرة»، و«كابتن عفت» للفنانة ليلى علوي أي خسائر للمنتجين في مجال الدراما هذا العام واتهم كثيرا من الجهات التي اشتكت من انخفاض في أسعار المسلسلات بعدم قدرتها على التسويق وطرح أعمالها بشكل جيد. وأشار إلى أن الحديث عن خسائر كبيرة هذا العام أمر فيه كثير من المبالغة لأن الانخفاض في البيع لم يزد على 20% فقط وهي ليست خسارة مؤثرة.. لافتا إلى أن هذا الانخفاض لم تتأثر به الأعمال الجيدة أو أعمال كبار النجوم. وأشار إلى أن القنوات المصرية كثيرة وشركات الإعلان ساهمت في بيع الإنتاج المصري الذي يعد جيداً هذا العام رغم كثرته، مشيرا إلى أن هناك أعمالا حجزت مكانها في خارطة برامج الكثير من القنوات قبل أن تكتمل ودفعت القنوات ثمنها مقدما، وهذا أتاح الفرصة لمنتجيها في استكمال أعمالهم على أفضل حال رغم أن بعضها كان متعثراً. فوضى الإنتاج بدوره انتقد الناقد الفني زين العابدين أحمد إنتاج هذا الكم من الأعمال الدرامية هذا العام، مشيراً إلى أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تراجعاً في تسويق الأعمال الدرامية بسبب كثرة الإنتاج، مما اضطر البعض إلى تقديم تنازلات، وتساءل: كيف تنتج مصر هذا العام 50 مسلسلاً وسوريا مثلها بالإضافة ما ينتج في عدد من الدول الخليجية وغيرها؟ وقال إن هناك دخلاء على هذه المهنة تسببوا في رفع أسعار النجوم وزيادة التكلفة. ورغم وجود قنوات فضائية مصرية وعربية فإنها لم تستطع استيعاب هذا الكم من الأعمال المنتجة هذا العام. وأشار: نحن لم نقم بدراسات تحدد احتياجات القنوات المعنية وطريقة الإنتاج خاصة أن المسألة لم تعد تخضع لموضوع العرض والطلب في مثل هذه الحالات لأن القنوات محدودة تحكمها ميزانيات لشراء عمل أو اثنين، وهذا يعني أن كل هذه القنوات مجتمعة لا تصل قدرتها على شراء أعمال درامية إلى ثلاثين أو أربعين عملا في الموسم، بينما المعروض أمامها أكثر من مائة عمل من مصر وسوريا غير الخليج والمغرب العربي. وحول مستوى الأعمال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، قال الناقد نادر عدلي إن مستوى الأعمال هذا العام عال جدا من حيث الموضوعات المطروحة وكذلك التنوع الذي تشهده الساحة، حيث تجد المسلسلات ذات الطابع السياسي أكثر جرأة في طرح قضايا مهمة متعلقة بالقضايا السياسية في مصر، كما تم التطرق هذا العام لقضايا اجتماعية شائكة من صلب قضايانا الاجتماعية المهمة التي تتعلق بزيادة نسبة العنوسة من خلال أعمال مثل «عايزة أتجوز» و«نعم مازلت آنسة» و«زهرة وأزواجها الخمسة» وغيرها من الأعمال الاجتماعية الأخرى. وأشار عدلي إلى أن مسلسلات هذا العام شهدت تطوراً كبيراً في مجالات التصوير والديكور والنص، ما يؤكد أن الإنتاج أصبح حريصا على مستوى العمل أكثر من حسابات الربح والخسارة، لافتا إلى أن الأعمال الجيدة التي صرفت عليها أموال كثيرة تم شراؤها منذ وقت مبكر من القنوات الفضائية وحققت أرباحاً جيدة خاصة الأعمال التاريخية مثل «سقوط الخلافة»، و«كليوباترا»، و«ملكة في المنفى».