2012/07/04
ايلي هاشم - الحياة حين يصنع المرء نفسه بنفسه قد يتأخّر في الوصول إلى القمة، ولكن بالطبع سيكون أكثر فخراًً بإنجازاته التي حققها بمجهوده الشخصي، وهذا ما ينطبق على الممثلة كارمن لبّس التي يسألها البعض عن سبب تأخّرها لنيل البطولة المطلقة، فتهزّ برأسها وتبتسم. انتهت كارمن لبّس أخيراً من تصوير فيلم سينمائي من كتابة وإخراج بهيج حجيج تحت عنوان «شتّي يا دني» حيث تلعب دور زينب التي اختُطف زوجها منذ عشرين عاماً فقررت مقاطعة المجتمع والإمتناع عن الخروج من منزلها عازلةً نفسها عن كل محيطها تقريباً، بعدها تلتقي بالصدفة بشخص عائد من الإعتقال بعد عشرين عاماً أيضاً فيلتقيان فكرياً وتولد بينهما قصة حب فريدة من نوعها. هذا الفيلم يُفترض أن يبصر النور السنة المقبلة بعد انتهاء المونتاج. حالياً تحضّر لمسلسلين، «فكرتهما تعود لي أمّا الكتابة فيقوم بها أشخاص آخرون وأنا أتولّى تقريباً دور الإشراف». وقد بدأت الصحافية حنان فضل الله بكتابة المسلسل الأول، أمّا الثاني فلم يتم الإتفاق بعد على مَن سيكتبه. كانت كارمن قد شاركت في المسلسل المصري «البوابة الثانية» في رمضان وفازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه، «لقد أحببت الدور الذي لعبته وفرحت بأنني أنال جائزة في المرّة الأولى التي أدخل فيها إلى الدراما المصرية»، مع الإشارة إلى أنّها كانت شاركت سابقاً في فيلم مع الممثلة نجلاء فتحي ونالت جائزة أيضاً عنه. في «البوابة الثانية» لعبت دور امرأة فلسطينية جارتها مصرية فتذهب إلى غزة حيث يتم اعتقال ابنها وابن جارتها فنشاهد معاناة أسرة فلسطينية خارج بلدها. علاقتها بالممثلة نبيلة عبيد التي لعبت إلى جانبها بطولة هذا المسلسل تصفها بالجيدة، «إنّها إنسانة طيبة جداً على رغم أنّ البعض يراها من بعيد فيظنها مغرورة ومتكبرة، ولكن التجربة أثبتت العكس إذ استقبلتني بحرارة وكان تعاملها معي جميلاً جداً». لبّس كانت أعلنت في إحدى المقابلات أنّها تتمنّى لعب دور بديعة مصابني، وبالفعل حصلت على الدور ولعبته في مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي يروي قصة الممثل إسماعيل ياسين. «فرحت كثيراً بهذا الدور الذي أعتبره جديداً عليّ مع العلم أنني كنت أتمنى لو أنّ مساحته أكبر». لا تعلم كارمن إن كان الدور قد أُسنِد إليها لأنها تمنّته عبر صفحات إحدى الجرائد أو لا، فالمهم بالنسبة إليها أنّها لعبته، وحين تُسأل عن الدور التالي الذي تحلم بلعبه علّ هذا التمنّي يصل عبر هذه الصفحة إلى المعنيين تجيب: «أحلم بلعب دور تحية كاريوكا، مع أنني أعتقد أنّ هذا الحلم صعب التحقيق، ولكن ذلك لا يمنعني من تمنّيه». كارمن لبّس حصدت الكثير من الجوائز فنالت جائزة «الموركس دور» اللبنانية ثلاث مرّات، وكُرِّمت في الجزائر عن دورها في مسلسل «إبنة المعلّم»، بالإضافة إلى الجائزتين اللتين نالتهما من مصر... فإلى أي درجة تهتم بالحصول على الجوائز؟ تجيب: «أحب الحصول على الجائزة من دون أن تكون هدفي الأول، فهي وسيلة يقول لك بها الآخرون إنّ تمثيلك كان جيداً، وهذا أمر من الطبيعي أن أحبّ سماعه». بالإضافة إلى بروز اسمها في مجال التمثيل في أعمال متنوعة برز أيضاً في مجال المؤتمرات الداعمة لحقوق المرأة في جمعيات متعددة، وتسارع كارمن لبّس إلى التأكيد «هذا أقل ما يمكن فعله، وإن لم أكن أنا من المشاركات فمَن يمكنه أن يكون؟». هنا كان لا بد من الإستفسار: لماذا تعتبر أنّها هي بالذات يجب أن تكون حاضرة؟ تقول: «أولاً لأنني امرأة وثانياً لأنّ هذا الموضوع يعني لي الكثير، فنحن ندّعي بأنّنا نعيش في بلد حضاري وثقافي وعلى رغم ذلك لا تزال المرأة في بلدنا تعاني من الظلم ولا تزال أبسط حقوقها ممنوعة عنها!». وتتابع بالإنفعال الإيجابي نفسه: «أنا أنتمي إلى لبنان ويهمّني حماية المرأة اللبنانية، فالبعض في العالم العربي يعتقد أنّ المرأة اللبنانية تتمتع بكافة حقوقها في القانون، ولكنّ هذا الأمر غير صحيح البتة، فالقانون اللبناني لا يعطي المرأة حقوقها بعكس كثير من القوانين في البلدان العربية». وتشير إلى أنّ قانون الطلاق في الجزائر، مثلاً، يسمح للمرأة بالإحتفاظ بالمنزل وبالأطفال في حين أنّ الزوج في لبنان قادر على طرد زوجته من المنزل بعد طلاقها! ولكن ألا تُحبَط كارمن بعد ملاحظتها أنّ كل تلك المؤتمرات والمطالبات قلّما توصل إلى تغيير؟ تقول بأملٍ: «لا بد من أن نصل في النهاية إلى نتيجة مُرضية، فتلك المؤتمرات صحيح أنّها لا تتقدم بخطى سريعة ولكنّها تتقدّم رغم كل شيء، وقد تمّ أخيراً تغيير القانون المتعلّق بجرائم الشرف حيث كان الرجل يُسجن بالكاد لثلاثة أشهر إذا ارتكب جريمة شرف في حين أنّ المرأة تُحكَم بحسب قانون جريمة القتل العادية!». الإنطباع الذي يكوّنه معظم الناس عن كارمن لبّس هو أنّها «المرأة القوية» فهل يفرحها هذا الأمر أم يزعجها؟ توضح أنّ كلمة «قوية» هي كلمة مطاطة قد تعني الكثير من الأمور، «أنا لا أحب صورة المرأة القوية المزعجة التي تتصرّف بشكلٍ رجولي، فأنا امرأة مسؤولة وحرّة، وغالباً ما تُنسب صفة القوة إلى الشخص الحرّ». وتشرح أنّ صفة «الحرية» كما كلمة «القوة» لها معانٍ عدّة وتؤكّد أنّ الحرية التي تقصدها هي الحرية الفكرية لا التفلّت والحرية الجنسية التي يسعى إليها بعض شباب اليوم حاملين في رؤوسهم عقلية تعود إلى العصور الحجرية! بالعودة إلى التمثيل، قيل إنّ كارمن لبّس ناقمة على الممثلات اللواتي يأتين من عالم عرض الأزياء أو الغناء أو ما شابه، وتوضح أنّها ليست ضد أنّ تحاول العارضات والمغنيات التمثيل، بخاصة أنّ عدداً منهن أثبت جدارته، «أنا ضد أن تبقى الممثلات قابعات في بيوتهن لأنّ صديقة المنتج أو عشيقة المخرج تحتل مكانها». وتشدد على توضيح اللغط الذي صار مع الفنانة نيكول سابا في مصر، وتقول: « قلت إنّني لم أحب أداءها في «التجربة الدنماركية»، فنُقِل عنّي أنني قلت إنّها مبتذلة وسيئة وما إلى هنالك من صفات لم أتلفظ بها! لذلك أريد الآن توضيح هذه الفكرة بخاصة أنّ نيكول تطوّرت جداً وحسّنت أداءها بشكل ملحوظ منذ تجربتها الأولى حتّى اليوم».