2012/07/04
نضال بشارة – السفير لم يشفع لمسلسل «قيود الروح» مشاركة نجوم من وزن الممثلين بسام كوسا، وجهاد سعد، ومرح جبر، ويارا صبري، وميسون أبو أسعد، وسوزان سكاف، وعامر علي، وسوسن أرشيد، وسلافة معمار دون جعله ثقيل الوطأة على المشاهدين. فالمسلسل تعاون ثانٍ بين صبري وريما فليحان بعد «قلوب صغيرة» الذي اكتفت الأولى بالإشراف الدرامي عليه في العام الماضي. افتقد سيناريو «قيود الروح» إلى أفعال درامية قوية تحرك الأحداث، فضلاً عن عوزه لعناصر التشويق والرشاقة، فساهم ذلك في طغيان الملل على المشاهدين لا سيما أن الزمن الدرامي طويل جداً. بدأ من خريف العام 1983 ويستمر إلى ما بعد خريف 2010. وبغض النظر عما يريد أن يقوله العمل من هذا الزمن المستقبلي الذي تجاوز الزمن الواقعي، كان العمل يحتاج إلى معالجة مختلفة لمضمونه الفكري الذي قدّم من خلال ثلاث عائلات وأطفالهم، ولدوا في اليوم ذاته مصادفة في مستشفى واحد، والتقوا فيما بعد وتشابكت المصائر من خلال الأطفال الذين صاروا شباباً وتزاوجوا. لم يأت الاختلاف بين العملين فقط من ناحية السيناريو بل ومن ناحية الإخراج والمونتاج، (أخرج العمل السابق عمار رضوان والثاني ماهر صليبي)، فكان الاختلاف بالرشاقة والحيوية والكادرات وحركة الكاميرا والتقطيع المشهدي بيّناً بين العملين، ولصالح الأول. ولعلّ اختيار صليبي لهذا الأسلوب الهادىء جداً يناسب فيلماً سينمائياً لا عملاً تلفزيونياً. ورغم ما سلف يسجّل للمسلسل تقديمه لشخصية من ذوي الاحتياجات الخاصة (دون ضجة إعلامية مرافقة لتصوير العمل) وبمعالجة علمية ودقيقة، تحفّز المشاهدين على ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة وتحسين معاملتهم. هذه الشخصية كانت محفزاً لتجسد الممثلة صبري، من خلال دور الأم، لها دوراً هاماً في مسيرتها الفنية، إذ جسدت أبعادها الشعورية والنفسية وهي تفيض حناناً في كل مشهد يجمعها مع ابنها في المراحل الثلاث. كما جاء تجسيد الشخصية بشكل لافت في تلك المراحل خصوصاً في المرحلة الأخيرة من قبل الممثل علي سكر.