2012/07/04
أنور قاسم - القدس العربي تشهد الساعات القليلة المقبلة إعلانًا رسميًا لاكبر تغيير في تاريخ قناة الجزيرة منذ انشائها، تزامنا مع حلول الذكرى الرابعة عشرة لانطلاقها.
وعلمت 'القدس العربي' ان هناك تحديثا داخليا شاملا يرقى الى درجة الثورة في الشكل والمضمون، يشمل وجه 'الجزيرة' الخارجي وشاراتها، والغاء برامج واستحداث اخرى، وتغيير تواقيت معظم البرامج، وعصرنة نشرات الاخبار، وتوسيع شبكة المراسلين حول العالم، في مسعى لاستقطاب كافة افراد الاسرة العربية، وليس المهتمين والعاملين بالسياسة فقط.
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع بالمحطة ان المشاهد سيرى جزيرة اخرى مختلفة كليا من حيث المظهر والاستديوهات والموسيقى وشارات المحطة والبرامج والاخبار، حيث سيكون ايقاع الشاشة اسرع، عملا بمبدأ اتقان الصنعة، مع المحافظة على بعض العلامات التي طبعت 'الجزيرة'.
وشكل الكرة الارضية التي تغطس في الماء ثم تخرج بـ'الجزيرة' ستتغير لتجوب الكرة الارضية وتعود لشاشتها.
وفي حين ستبقى ثلاثة برامج اساسية تبث في مواعيدها دون تغيير، وهي 'الاتجاه المعاكس' و 'الشريعة والحياة' و 'حوار مفتوح' و 'بلا حدود'، سيلغى برنامج 'أكثر من رأي' ليحل محله وقت البث برنامج جديد باسم 'الملف'، يقدمه الاعلامي سامي كليب. ويعالج هذا البرنامج قضية ما سياسية او اجتماعية او ثقافية ويعالجها من كافة الجوانب، مثل قضايا الشمال والجنوب، والانتخابات والامن في بلد معين، مصحوبا بتقارير ميدانية ولقاءات في الاستوديو او في مواقع الاحداث، وستكون حلقته الاولى حول قضية 'المناهج في العالم العربي'.
اما البرنامج الاخر المستحدث فسيكون اسمه 'في العمق' وسيقدمه الاعلامي السعودي علي الظفيري، وهو برنامج استراتيجي سيأخذ توقيت بث برنامج 'من واشنطن'، الذي سيرحل لوقت ابكر، وسيغوص حسب اوساط الجزيرة بجذور الحدث او 'الشجرة كي يكشف جذورها، وبالتالي معرفة ثمارها ان كانت طيبة ام سامة'. والغاية الاساسية منه هو نقل الوقائع والافكار التي تسبق الحدث لالقاء الضوء على ما يتبعه من احداث.
وسيصار الى استحداث برنامج رياضي شامل يبث اسبوعيا كل يوم اثنين مساء باسم 'دنيا الكرة'، ويرصد النتائج الاسبوعية للدوري الاوروبي، ويطل على عالم الكرة والاندية العربية. وسيتميز عن البرامج الرياضية الاخرى ان لدى 'الجزيرة' مجموعة من الحقوق الحصرية في الدوريات الكروية، وهذا ما لا يتاح لمحطات اخرى، وهو موجه للشباب.
كما سيكون هناك ملخص رياضي لآخر النتائج يوم الجمعة، ما يعني ان الرياضة ستأخذ مدى اعمق في 'الجزيرة' الجديدة.
اما 'عالم الاقتصاد' فسيكون له مجال مختلف في البث الجديد، اذ ان القائمين على 'الجزيرة' كشفوا لـ'القدس العربي' ان ما يهم المحطة هو الاقتصاد الذي يلامس هموم وامال الناس، اي بمعنى الاقتصاد الحقيقي، الذي يحاكي المشاريع الصغيرة، والمنتجات والغلاء والاستهلاك والاستيراد، وليس اقتصاد الارقام، طبعا مع الاخذ باخبار البورصات وتقلباتها ونشاطاتها.
بينما يعود برنامج 'منبر الجزيرة' الى الساعة الثامنة، لان وقت بثه الان متأخر، كي يستجيب للمكالمات، ولن يطاله اي تغيير في المضمون، بل سيشبه نفسه، من حيث انه عفوي وغير مدروس ويطرح الاراء دون تخطيط، وبشكل تلقائي، الا ان الديكور سيدخل عليه تجديد.
كما سيخرج برنامج 'حديث الصباح' بحلة جديدة وسيمدد وقت بثه، وسيتناول شؤونا شتى، وستطغى على جزء منه قضايا الاسرة والمرأة والحياة اليومية، الا ان المحطة ما زالت تتكتم على الوجوه الجديدة - الرجالية او النسائية - التي يمكن ان تدخله وتقدمه.
وفيما سيعنى برنامج 'زمام المبادرة' بقصص نجاح القرى والمدن العربية وبحكايات عربية شتى، ستقع على عاتق برنامج 'في الواجهة' الوثائقي السياسي، والذي يقدمه عبد الدايم الصماري الاهتمام بشؤون التوثيق، وستكون اولى نشاطاته في البث الجديد حلقة عن ليبيا من منظور مختلف وسيجري العديد من المقابلات الميدانية ويطرح صورا وحقائق جديدة.
اما برنامج 'تحت المجهر' فمستمر على الوتيرة المتنوعة نفسها، وسيكون اول حلقاته في البث الجديد تحقيق موسع حول بيع الاعضاء.
وفي سؤال لـ'القدس العربي' لاحد المشرفين على القناة حول حقيقة ما يشاع عن تغير في مضامين القناة وتوجهاتها، قال ان 'الجزيرة' تميزت باهتمامها الشديد بالشارع العربي والناس العاديين، فالاولوية لهم. واضاف هناك صولات وجولات للسياسيين والمحللين والمفكرين، لكننا لن ننسى في بثنا الجديد هموم المواطن البسيط فهو المشاهد الذي سنحافظ عليه. واردف، نعد المشاهدين بعدم تقليم اظافر البرامج مع زيادة جرعة البرامج المنوعة، بحيث تغدو لكل الاسرة.
ومن المنتظر ان تقيم المحطة يوم الاحد احتفالا باسم 'يوم الجزيرة' يكرم فيه رئيس مجلس ادارة القناة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني العاملين فيها، ويعلن عن الـ'نيو لوك' للقناة.
ويرى المتابعون ان الشيخ بن تامر سيعيد التأكيد على حرص ادارته على تعزيز سياسة الرأي والرأي الآخر لـ'الجزيرة'، وثوابت عملها، وان الشكل الجديد سيصب ويرفد مضمون القناة، ولن يتعارض معه.
وكان العالم استقبل أول بث لـ 'الجزيرة' في الاول من تشرين الثاتي (نوفمبر) عام 1996 بعد ان احدثت ثورة في عالم الإعلام الفضائي العربي من خلال محاولتها كسر الجمود وكشف المستور، وذبح الابقار المقدسة، ورفدت القناة شهرتها وشعبيتها من خلال وجودها في قلب الأحداث الساخنة التي تشهدها منطقتنا، ونالت تغطيتها السبق والانفراد والتميز، وللمرة الأولى تمكنت وسيلة إعلام عربية من أن تكون مصدرا للأخبار للعالم بأسره، كاسرة احتكار مؤسسات عالمية مشهود لها بالباع الطويل في هذا المجال، وكان التحدي الدائم أمام 'الجزيرة' أن تقدم إعلاما متميزا وتحافظ عليه، بالرغم من وجود الاف الحواجز المزمنة، خاصة في منطقتنا العربية. وما زال شعارها الرأي والرأي الآخر عماد سياستها التحريرية، الذي حدى بـجريدة 'النيويورك تايمز' للقول: إن 'الجزيرة' أثبتت أن الناس في العالم العربي لديهم الرغبة في التحدث عن مواضيع تُؤثر في حياتهم اليومية، وإنّ التكنولوجيا الحديثة تجعل من المستحيل أن تتحكم الحكومات بِضبط المعلومات. وهذا يعني انك تستقبل جميع ما يخطر على البال من معلومات عن طريق القمر الصناعي أو الإنترنت، فـ'الجزيرة' لها صفحة في الإنترنت التي تبث عن طريقها بعضًا من الندوات بثًا مباشرًا - هذه التكنولوجيا تجعل من المستحيل أن تسيطر الانظمة على المعلومات.
اذا، القناة ستجتهد بارتداء حلة عيد جديدة ترجو ان تروق للمشاهدين وتنال رضاهم.