2013/05/29
ســـامــر الخيّــــر – البعث
> “إنه فيلم رائع، ولكنني لم أكن جيداً فيه”، بهذه الكلمات صدم الفنان العربي العالمي عمر الشريف الناقدة والكاتبة بصحيفة الأندبندنت راتشيل هاليبرتون... لقد مضى خمسون عاماً منذ أن أبصر لورانس العرب النور، ونحن في هذه المقالة بصدد الحديث عن أحد الممثلين اللذين سطع نجمهم في هذا العمل، والذي ترك بصمة خاصة به في تاريخ الشاشة الفضية، ليس لقيمته الفنية فقط وإنما لما خلّفه من جدل سياسي لكشفه وقائع تاريخية.
بمناسبة الذكرى الخمسين للفيلم، تم إصدار نسخة مرممة وخاصة “بقرص بلوري”. لقد كان الفيلم الذي أطلق الشريف بدور البطولة وجعله رمزاً للإثارة لعقود تلت.
ولد عمر الشريف واسمه الحقيقي ميشيل شلهوب في العاشر من نيسان عام 1931 في الاسكندرية من أب لبناني وأم سورية، انتقلت العائلة إلى القاهرة عام 1936، فوالده يعمل تاجراً للأخشاب وزادت ثروته بعد أن عمل على تحويل مخلفات البريطانيين من الأسلاك الشائكة التي خلفوها عقب الحرب العالمية الثانية إلى مسامير، والتحق بمدرسة فيكتوريا حيث درس الرياضيات والفيزياء، وبرزت موهبته مبكراً فى المسرحية المدرسية “هملت”، وأول أفلامه العربية الشمس الحارقة، وغير اسمه إلى عمر الشريف عند زواجه بالممثلة المصرية فاتن حمامة ولهما طفل اسمه طارق ولد عام 1957 ولعب طارق في أحد أفلام أبيه “ الدكتور زيفاغو”، دور زيفاغو الشاب في سن الثامنة، وفي عام 1962 تم إنتاج “لورانس العرب” العمل الذي أطلقه وزميله في الفيلم بيتر اوتيل إلى العالمية وبعد سطوع نجمه دولياً حدث طلاقه من فاتن.. وبالرغم من أصوله إلا أنه يفضل الحياة في مصر. يتقن أربع لغات إضافة إلى العربية، وحصل على عدة جوائز وهو أول ممثل عربي يرشح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم لورانس العرب. شغفه للحرية جعله يمضي حياته في الفنادق، وعرف عنه أيضاً حبه لورق اللعب والأحصنة والنساء.
وذكرت الكاتبة هاليبرتون أن عمر الشريف، ثمانيني العمر، بدا محتفظاً بجماله الغاضب وملامحه الباردة واللاهبة بآن معاً والتي عرف بها منذ بداياته الواعدة في السينما المصرية وحتى العالمية بعد أن اكتشفه ديفيد لين... فمن الصعوبة بمكان مراوغته في الحديث وحضّه على الإدلاء بما لا يريده أو استعجاله بالكلام.
وعند حديثه عن ذكريات الفيلم، قال: “كان التصوير في الأردن ومن الصعب علينا مغادرة موقع التصوير، ولكني لا أستطيع أن أنسى رحلاتي القصيرة مع بيتر إلى لبنان، قمنا بالذهاب ليوم كامل إلى بيروت حيث شربنا حتى الثمالة ودخلنا كل البارات والتقينا بكثير من الفتيات الجميلات”.
والجدير بالذكر الإشارة إلى الحِرفية في العمل التي يتسم بها واحترامه لقرارات الآخرين ورغباتهم وتلك المرونة المذهلة في التعاطي، فعلى سبيل المثال، “شاربه الشهير”، إطلاقه لم يكن فكرته وإنما فكرة المخرج ديفيد لين في فيلم لورانس العرب، ومنذ ذلك اليوم لم يحلق الشريف شاربه إلا بفيلمين ولضرورة العمل.
وقد يظن البعض عند استماعهم له يروي سيرته الذاتية وكأن حياته ابتدأت عندما أخذه المخرج الأمريكي ديفيد لين معه، إلا أن ابن تاجر الأخشاب عاش في جو الالتزام بالعمل بالرغم من ثراء أهله. وما يدعو للدهشة أن عمر الشريف ليس وحيداً بالقدر الذي يوحي به عشقه للحرية، نظراً لكثرة علاقاته التي كوّنها على مرّ السنين، إضافة لعلاقته مع أحفاده بالرغم من بعد المسافة بينهم، فهو يقطن في فندق باريسي وهم يسكنون في مصر.
وتبقى مقولته الأشهر التي أسيء فهمها في كثير من المناسبات: “على كل شخص أن يؤمن بشيء ما، فحياتك هي حياتك”.
< المـادة الأســاســية مأخوذة من صحـيفة الأندبندنـت البريطانيـة بمناســبة لقاء عمر الشريف بلندن للاحتفال بالذكرى الخمسين لفيلم لورانس العرب.