2012/07/04
عامر عبد السلام - ايلاف
نلتقيه في أكثر من مكان للتصوير فنجده دائم الوجود خلف الكاميرا بعد كل مشهد يصوره، وهي الميزة التي يمنحها المخرج السوري للنجوم ومعظم الممثلين، ليراقبوا أنفسهم بعد التصوير، إلا أن الفنان قصي الخولي برر حبه لمهنة الإخراج باعتبارها إحدى مشاريعه المستقبلية التي سيمارسها بعد أن تنضج تجربته أكثر، ويوضح قصي بأنه يتدخل ضمن حدود المقبول والتشاور مع المخرج لأنه لا يحب التعدي على حدود مهنتهم.
ويعود بنا قصي إلى الوراء ليحكي عن أول لقطة مثلها، والتي لن ينساها أبداً، وكانت في مسلسل "مرايا"، وكيف أنه لم يستطع النوم في ليلة التصوير، معبّراً عن الخوف في تلك اللحظة، الذي مازال يلازمه حتى الآن، بعد أكثر من عشر سنوات في المهنة.
وعن سر عدم تكراره التجربة مع الفنان ياسر العظمة، يختصر الفنان خولي قوله إنه لم يحب تجربة "مرايا". أما أصعب المشاهد التي صورها فيقول الخولي إن النجاح يفرض عليه أن تجعل كل المشاهد صعبة من أصغرها إلى أطولها، ولكي يستطيع الفنان الاستمرار في المهنة يجب أن لا يستهين بها، لأنه لا يوجد عمر افتراضي للفنان، فهو يبدأها من أول سنواته إلى وفاته.
ويشير خولي إلى أن الشخصية هي التي تعطيه مفاتيح تجسيدها، وغالباً ما يستند إلى النص كي يلاقي أدواته التعبيرية، إضافة إلى أنه شخص دائم الاحتكاك بالناس، ولديه الكثير من الأصدقاء والأقرباء ومن مختلف الطبقات، فيلامس أوجاعهم ومشاكلهم، ويستشف مجموعة من التفاصيل ويحفظ ردود أفعالهم كي يستعملها عند اللزوم، فالثقافة التراكمية الموجودة لديه لها علاقة بشدة حساسيته وملاحظته للأشياء، ويضيف بأنه دائم الاستعانة والتشاور مع المخرج كي لا يخرج عن سياق الشخصية المفترضة، ولا تبدو أنها بعيدة عن الحياة الواقعية.
ويوضح خولي أنه يبحث عن كل ما يقدم الممثل بإطار جديد، يبعده قدر الإمكان عن التكرار، لافتاً إلى أنه يحاول مقاربة النجاح على الأقل، ويصف مهنة التمثيل بالصعبة، خصوصًا وأن المشاهد السوري والعربي ذكي، ولا يقتنع ببساطة، ويجب على الممثل أن يكون حريصاً بانتقاء كيف يصور مشاهده، بحيث لا تكون مؤذية لعينه، كما يجب أن لا تكون بعيدة عنه، وإن لم تشبهه فيجب أن تشبه جاره مثلاً كي يقتنع بالممثل.
ويستطرد الخولي بالكلام عن كيفية قراءته لردود أفعاله وعلاقته بالنقد قائلاً: "أي فنان يعتمد نجاحه على رأي الجمهور، وأنا أحترم النقد وأتقبله، واستفيد منه كثيراً، عندما يكون هناك هدف واضح له، ولكنني أتأسف في بعض الحالات عندما أجد الكاتب ينتقد العمل من دون أن يوضح أسبابه، ويجب على الناقد أن يدخل في خصوصية كل خط، ويجب ألا يلام المخرج على الإضاءة مثلاً، ويجب ألا يسأل الممثل عن النص أو عن زملائه، بل يجب اكتشاف أدائه ومدى استطاعته بتقديم قراءة جديدة للشخصية المكتوبة".
وعن خصوصية الدراما السورية يقول الخولي إنها استطاعت اختراق كل البيوت العربية لملامستها هموم المجتمع العربي بكل جنسياته، لأنها تتلقى نبض الشارع، ويعلل السبب في سمو وارتقاء الدراما السورية بارتفاع سقف الرقابة، مما أدى إلى السماح للدراما بأن تدخل في خطوط كانت ممنوعة، وأنه طالما توجد فيها هذه الصفة سيجعل من الدراما السورية مطلوبة من قبل المشاهد العربي، كما إن النجاح على صعيد النص والإخراج والتمثيل هي ميزة موجودة في الدراما السورية وبفضل تكامل مفردات العمل الفني أصبحت متميزة.
وعن توقعاته في تسويق الدراما السورية هذا الموسم، عبّر الخولي عن أمنيته في أن تنتشر المسلسلات السورية على كل الشاشات العربية مثل أي موسم سابق.
وعن سبب غيابه عن الدراما المصرية، يقول الخولي إنه يحب الدراما المصرية ويحترم تاريخها العريق، ولكنه لا يحبذ تسجيل حضوره كضيف على شاشتها وإنه شخصياً غير متحمس بأن يكون في مصر، لكنه يرغب بإثبات وجوده في إمكانية قدرته في زيادة نجاح الدراما المصرية عندما يستدعي ذلك، مشيراً إلى أنه لا يستصعب اللهجة المصرية، وإن أكثر ما يهمه في الوقت الحالي هو الوجود في بلده.
على الصعيد الدرامي، قال الفنان قصي إنه أنهى تصوير مشاهده في مسلسل "ولادة من الخاصرة" حيث يجسد شخصية "جابر"، وهو شاب ينتمي إلى الطبقة الفقيرة، ويعاني الكثير من المشاكل، والعمل للكاتب سامر رضوان ومن إخراج رشا شربتجي، وأنه يستعد لتكرار العمل معها في بطولة المسلسل الاجتماعي "حياة مالحة" عن نص الكاتب فؤاد حميرة، ويشارك بدور "أكرم" العامل الأمّي والمتعدد المهن، تلك الشخصية التي تحمل ضمن طياتها الكثير من الطرافة والسخرية.
كما يشارك خولي في المسلسل الذي يتناول البيئة الدمشقية "رجال العز" عن نص طلال مارديني، ومن إخراج علاء الدين كوكش، ويجسد شخصية البطل "عبود الشامي"، الذي حمل روحه على كفه ليحمي أرضه من قبل الفرنسيين، والذي يعاني الأمرين منهم.
في سياق آخر، يشارك خولي في مسلسل "تَوقْ" المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأمير بدر بن عبد المحسن، وإنتاج دانة للإنتاج الفني، سيناريو وحوار الكاتب عدنان العودة، ومن إخراج المخرج التونسي شوقي الماجري، مع العلم بأنه وقف أمام كاميرا شوقي الماجري في مسلسل "الأرواح المهاجرة" الذي قدمه قبل نحو تسع سنوات.
ويكشف الفنان قصي عن دوره في مسلسل "العشق الحرام"، حيث يجسد شخصية "يزن" الشاب الضرير، ولكن لا تشكل إعاقته عبئاً عليه، لكونه إنسانًا متواضعًا ومحبًا للحياة، وهو من أسرة ميسورة، يفقد والدته منذ الصغر، ولديه أمنية وحيدة في الحياة، يسعى دومًا إلى تحقيقها، وبعد أن ينجح يكتشف عدم رضاه عن ذلك الحلم.
واعتبر أن العمل يناقش الكثير من القضايا التي يعيشها المجتمع السوري والعربي من حب وزواج وخيانات، معبّراً عن سعادته باللقاء الأول الذي يجمعه مع المخرج تامر إسحق، واصفاً إياه بالمتميز والمجتهد، والذي يتفهم الممثل، ولديه القدرة على استيعاب الآخر.
ويقول الخولي إن كثرة الأعمال من شأنها أن تشتت المشاهد، وإنه يحاول أن لا يرتبط بأكثر من عملين في السنة الواحدة، ولكنه في كثير من الأحيان لا يستطيع رفض الأدوار المغرية التي تجبره على الموافقة عليها، وأنه يتحمس دوماً للمسلسلات التي ستضيف له على الصعيد الفني من دون أن يقلل من شأن الأجر المادي الذي يتلقاه من خلال هذه الأعمال، والتي من شأنها أن تجعل الممثل يوافق على العمل في أكثر من مسلسل.
عن تجربته مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم بعد ظهوره معها في فيديو كليب أغنية "يا كثر"، أوضح قصي أنه خاض التجربة كممثل، وليس كموديل، وهذا كان شرطه الأساسي، والذي تم قبوله من فريق العمل، وعلى أساسه تمّ الاتفاق، مشيراً في الوقت نفسه إلى رضاه التام عن التجربة، مشيداً بالفنانة عجرم التي يحبّها كمطربة، كاشفاً أنه أحبها كممثلة أيضاً، وأنه كان قد نصحها بخوض تجربة سينمائية، باعتبار أن وجهها رائع على الشاشة، متمنياً أن تنال الأغنية إعجاب جمهورهما.
وتدور أحداث الفيديو كليب حول قصّة حبّ قديمة، كانت تجمع بين قصي ونانسي في الصّغر، ليسافر الحبيب، وعند عودته يرى نفسه على وشك أن يخسر حبيبته نانسي عجرم، فتترك العلاقة الجديدة لتعود إلى حبّ قديم والحبيب الأول.
واختتم الفنان السوري قصي بتوجيه التحية إلى"إيلاف"، مؤكداً أنها دائمة الوجود في كواليس الأعمال السورية، مما يعني أنها حريصة على متابعة الدراما بشكل جدي، منهياً اللقاء بتصريح حصري لنا بأنه سيسافر إلى الولايات المتّحدة، ليقوم بإجراء لقاءات لأكثر من عمل سينمائيّ حالياً.