2013/05/29
فاتن دعبول – الثورة
لفتت الدراما السورية الأنظار إليها بما حققته من انتشار في الأوساط العربية، وبرز فيها فنانون تصدروا على لائحة الشهرة والتميز والنجومية، حتى باتت بضاعتهم رائجة في سوق الدراما، وخصوصاً لدى المنتجين الذين وعوا أهمية تلك الصناعة، وما تدره من أرباح وخصوصاً عندما يحظون بالنجوم كأبطال لأعمالهم .
وفي زحمة هذه البورصة، يرفد هذا السوق كل عام بوجوه شابة جديدة ، ولكن هل تتسع الساحة الفنية لهم ؟ وهل تفتح لهم الصدور أم يُسجلون على قائمة الانتظار عل أحد المخرجين يطرق بابهم أو يرق قلب منتج لحالهم فيمنحهم ربما دوراً ثانوياً في أحد أعماله وبالطبع بعد أن يحمله الكثير من المنة والقليل من الأجر ؟ إنه سعي حثيث باتجاه إثبات الذات والبحث عن الفرصة المنتظرة ، فهل تتحقق ؟.
ـ الحظ والصعوبات :
قد يقف الحظ إلى جانب أحدهم فيحظى بفرصة ذهبية تضعه على أولى درجات سلم النجومية فتفتح له الأبواب دون أن يقرعها وهذا ما حدث مع الفنان جوان خضر، الذي حالفه الحظ والتوفيق من الله تعالى، بالمشاركة بأكثر من عمل بعد تخرجه مباشرة وكان أولها دوره في مسلسل (جلسات نسائية) ، واحتل دور البطولة في مسلسل (شيفون) مع المخرج نجدة أنزور الذي لم يتم عرضه لأسباب رقابية ، إذاً لم تكتمل دائرة الحظ، بل هناك صعوبات تقف عائقاً أمام تحقيق الطموحات، وأهمها الرقابة .
ـ شركات الانتاج سيدة الموقف :
ويرى الفنان وائل شريفي ، ان لغة السوق هي التي تتكلم، فشركات الإنتاج هي صاحبة القرار .. لاشك أن هذا الأمر يسبب إرباكاً للكثير من الوجوه الشابة من الخريجين الجدد إن كان على صعيد فرص العمل، أو على صعيد الأجر، فليس هناك عدالة في توزيع الأجور بين الفنانين، وخصوصاً عندما يكون الفنان خارج دائرة المعهد العالي للفنون المسرحية، ولا أدري لماذا لا تكون الموهبة هي المعيار ، ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يقف حجر عثرة أمام الطموح والمثابرة، يقول:
أجتهد دائماً لأترك بصمة متميزة على الساحة الدرامية، وهذا ما حدث فعلاً إن كان في الدراما، أو الدوبلاج، وحتى في الإذاعة .
ـ التسويق أولاً :
ويبدو أن الفنان مؤيد الخراط وضع النقاط على الحروف لتعثر الفنان وقدم الحلول للصعوبات التي تعترضه ممنهجة ومرتبة على النحو التالي : فأولها التسويق للفنان عن طريق دعوة الأساتذة والمخرجين من أجل التعريف بالخريج، إضافة للإعلان عن مشاريع التخرج ليتعرف الجمهور على الوجوه الشابة الجديدة التي سترفد سوق الدراما، فبرأيه أن المشروع ، هو جواز سفر وطريقه إلى سوق الدراما، حتى لا ينتهي به المطاف إلى مقاعد المقاهي، أو السعي وراء هذا المخرج أو ذاك المنتج لاستجداء دور في عمل ما .
فكيف سيكون نجماً إذا لم تتح له فرصة الظهور في أدوار عديدة واكتشاف إمكاناته وقدراته التي إن وظفت بالشكل الصحيح، لا شك سيكون لصاحبها الشأن الهام.
ـ البطولة الجماعية تتفوق :
ربما كانت الطريق الدرامية سالكة بيسر وسهولة أمام الفنانة مرام علي، فالموهبة التي لفتت الأنظار إليها أولاً، ومن ثم الحظ الذي حالفها وهي على مقاعد الدراسة ولم تغادرها يعد فتحا أمامها أبواب هذا الوسط دون كثير عناء . عندما اختارها المخرج نجدة أنزور للمشاركة في مسلسله (شيفون) ومنه انطلقت إلى أعمال عديدة مع المخرجة المتميزة رشا شربتجي في مسلسل (بنات العيلة) .. تقول : يمكن أن يقوم الممثل أحياناً بأداء دور ما، رغم عدم اقتناعه تماماً بالشخصية التي يؤديها، فالخيار ليس دائماً متاحاً أمام الوجوه الجديدة .
لكن ومهما يكن الأمر، فإن كل دور يكسب الفنان خبرة وتجربة جديدة تدفع به خطوات إلى الأمام، واللافت في درامانا تلك البطولات الجماعية، وهذا بدوره يعزز ثقة الفنان بنفسه، فالجميع يكمل بعضه بعضاً، والنجاح يعم الجميع .
والأهم من كل ذلك، الاجتهاد والمثابرة لتطوير المهارات والأدوات، والاستفادة من الأخطاء السابقة، كل ذلك يمثل خطوات سريعة باتجاه النجومية، وهذه مسؤولية يجب أن نحملها بأمانة .