2013/05/29
سمير المحمود – تشرين
علاء الدين كوكش.. ولد ونشأ في دمشق وبقي وفياً لبيئتها التراثية وحكاياتها الشعبية القديمة في معظم أعماله حتى ان البعض عدّه الأب الروحي للأعمال الشعبية والبيئية، وهو قد صرح أكثر من مرة أنّ الحكاية الشعبية تستهويه أكثر من غيرها، ويقول بهذا الخصوص: أنا أحب أن أنقل القصص المتوارثة من خلال الأعمال الدرامية..
والجدير ذكره أن كوكش يعد من كبار المخرجين من جيل الرواد الذين لهم بصمتهم الخاصة في عالم الإخراج، وإضافة لأنه مخرج وممثل فهو كاتب أيضاً، وله مجموعة مسرحية بعنوان «مسرحيات ضاحكة» ومجموعة قصصية بعنوان «إنهم ينتظرون موتك» وكتاب عن رحلته إلى تايلاند وماليزيا بعنوان «السفر بعيداً» وفي العام 2010 صدرت له رواية بعنوان «التخوم»، وفي إمكاننا القول: إن في رصيد كوكش على المستوى الإخراجي أكثر من أربعين مسلسلاً تلفزيونياً، ومؤلفاته المسرحية حوالي عشر مسرحيات، كما أنه كتب سيناريو أفلامه السينمائية الثلاثة، وطبعاً أعماله الفنية كثيرة جداً على الصعد كلها سواء كمخرج أو حتى كممثل، ومن أعماله على صعيد المسـرح نذكر «الفيل يا ملك الزمان»، و«حفلة سمر من أجل 5 حزيران»، و«لا تسامحونا»، و«الطريق إلى مأرب».. وفي السـينما نذكر له «المتبقي»، و«عائد إلى حيفا»، و«البحث عن المستحيل»، و«الناصر صلاح الدين».. ومن أعماله في التلفزيون: «مذكرات حرامي» تأليف حكمت محسن، و«حارة القصر» تأليف عادل أبو شنب، و«أولاد بلدي» تأليف أكرم شريم، و«أسعد الوراق» تأليف عبد العزيز هلال، و«رأس غليص» وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل أي «رأس غليص» هو أول عمل تم تصويره في الصحراء، و«حارة الملح»، و«تجارب عائلية» من تأليف أكرم شريم، و«أبو كامل» تأليف د.فؤاد شربجي، و«الهراس»، و«المجنون طليقا»، و«حصاد السنين» تأليف د.زهير براق، و«احتمالات»، و«الذئاب» تأليف عبد الكريم ناصيف، و»«أبو كامل ج1»، و«الأيام الصعبة»، و«أبو كامل ج2»، و«حي المزار»، و«أمانة في أعناقكم»، و«الرجل سين» تأليف د.زهير براق، و«عندما يموت الحب» وقد شارك في هذا العمل على مستوى التأليف والإخراج، و«البيوت أسرار»، و«ربيع بلا زهور»، و«حكايا الليل والنهار» للأديب الكبير محمد الماغوط، و«البحث عن المستحيل»، و«أهل الراية» تأليف أحمد حامد، و«رجالك يا شام» تأليف طلال مارديني، إضافة إلى أعمال أخرى كثيرة.. ومن المهم أن نذكر أن قصّة علاء الدين كوكش قد بدأت مع الإخراج عام 1960 وذلك بعد أن أنهى دراسته في قسم الدراسات الاجتماعية والفلسفية في جامعة دمشق، حيث عيّن حينها في التلفزيون السوري في شعبة البرامج، فوجد نفسه في هذا العالم، ثم أوفد بدورة تدريبية إلى ألمانيا.. ويرى كوكش أن المخرج الناجح هو الذي يستوعب عمله جيداً، ويحاول نقله على مرحلتين، من خلال تعاونه مع كادره الفني من ممثلين وفنيين والأخذ بآرائهم ومشورتهم لا أن يبقيهم على الهامش، واعتبارهم مجرد أدوات تنفيذية، كما يجب عليه تفهم جمهوره، وتقديم عمله مع مراعاة خصوصية العائلة التي يصعب تحديد هويتها، لأنها مؤلفة من مختلف الأجيال والأعمار والاهتمامات والثقافات، ويضيف: أنا أحترم المخرج الذي يهتم بالدراما القابلة للعيش والقابلة للتطور والاستمرار.. وبالنسبة إلى التجريب المستخدم في الإخراج عند البعض يقول كوكش: أنا ضد التجريب المجاني، فلقد تعلمت في المدارس الأوروبية بأن أي تجديد تدخله على أسلوبك يجب أن يكون بهدف، ويرى أن التطوير ليس مجرد أن تكون مختلفاً بقصد كسر الشكل التقليدي، والتجريب بقصد الاختلاف بحسب تعبيره لا يقنعه ولا يقنع المشاهد أيضاً، وفي حديث له عن الطموح يؤكد أن حلمه أن يقوم بإخراج فيلم سينمائي عن روح البيئة الدمشقية وليس إخراج مسلسل تلفزيوني، ورداً على الانتقادات التي تعرضت لها أعمال البيئة الشامية من حيث الكم والكثرة يقول: نحن نتحدث عن أقدم مدينة مأهولة على وجه الأرض، ومن الطبيعي أن توجد فيها قصص وحكايا لا تنضب، وتم توريثها عبر الأجيال عن طريق اللاوعي الجمعي عبر مخزون غير قابل للنفاد، كما أنه يرى أن نسبة هذه الأعمال حتى بعد طغيان نجاحها بقيت عادية بالمقارنة بعدد المسلسلات المنتجة في سورية، مشيراً على سبيل المقارنة إلى أن هوليوود تقدّم في السنة الواحدة أكثر من مئة فيلم من أفلام الكوبوي ومع ذلك لم يملّ منها الجمهور.. أخيراً لا بد من الذكر أن المخرج علاء الدين كوكش قد صرح لـ«تشرين» أنه يستعد للبدء بتصوير مسلسله الجديد «طوق البنات» ضمن موسم عام 2013 وسوف تقوم شركة قبنض بإنتاج هذا العمل.