2012/07/04
ندى الأزهري - دار الحياة
في «الليلة الأخيرة»، ملحقة بكلمة ربما، أصابت التلفزيون، ولا سيما القنوات الإخبارية الفرنسية والعربية، حمى جماعية. وكان التساؤل: «هل سيرحل؟»
سيد التساؤلات. أما الإجابات فكانت مرتبكة «لا شك الآن، سيرحل الليلة»، ثم استدراك سريع «إنه الافتراض الأكثر احتمالاً».هكذا كانت التكهنات على
الإخباريتين الفرنسيتين «ب اف ام» و«أي تي
تركنا الاحتمالات الفرنسية قبل «الخطاب الأخير» لنتجول في التأكيدات العربية، ولكنها لم تكن هناك. على «اليمنية»، كان هناك تطرق إلى «المعاكسات
وطهارة البنت وبراءتها» في حديث نقدي عن فيلم أول لمواطنين من اليمن
في الكويت كان البرنامج اليومي الذي يترحم على موتى النهار (في الكويت طبعاً وليس في مصر)، فيما كانت «قناة دبي» تعرض مسلسلاً مصرياً تحدث،
ويا للمصادفة، عن «الرحلة اللي خلصت». أما على «قناة أبو ظبي» فكان هناك لاعبو جودو أو كاراتيه منهمكون باستغراق شديد وتركيز عميق في صف
حجارة فوق بعضها، ما لبث أن قام زميل لهم وبضربة من يده الجبارة، ببعثرة انجازهم العظيم هذا، ما كان الحافز لإثارة موجة تصفيق عاصفة في الاستوديو
لحقها تركيز للكاميرا على وجه الضيفة الممثلة المصرية عبير صبري وهي تبدي دهشتها أمام هذا الانجاز الخارق
تركنا اللاعبين بصدد تحضير عمل باهر آخر، فوقعنا على القناة الأردنية حيث برنامج سحب اليانصيب، ورافق عملية اطلاق دواليب الحظ سؤال مهم
مستوحى، من دون قصد ربما، من أحداث اليوم، طرحته المذيعة بجدية حول من «سيفوز بالجائزة الكبرى هذه الليلة؟». وهنا علقت عبارة أسفل الشاشة:
«مبارك يوجه خطاباً للمصريين الليلة
لم يكن من مفر إلا انتظار النشرة الإخبارية لنزداد علماً بما يحدث في مصر. ولم يكن الخبر المصري في الصدارة إنما اتى في العنوان الثاني بعد العناوين
الأولى حول «البدائل اللازمة للحد من القات» على اليمنية بالطبع، و«تكريم أمير الكويت فائزين وفائزات من رياضيين مصابين بالإعاقة» على «الكويتية».
وهنا، وعلى رغم طول هذا التحقيق الأخير، لم نستطع أن ندرك، لا أين فاز هؤلاء ولا متى، فجلّ الكلام تركز على «اللحظات الأبوية التي تسمو فوق كل
إنجاز يحقق» وعلى «رفع علم الدولة» و«تكاتف وتوطيد الرعاية الأبوية»... أما التنقل بين المحطات المغربية والتونسية والجزائرية، فكان عبثاً
بعد النشرات، عادت كل محطة الى قواعدها، ومسلسلاتها التركية ثم التركية ثم التركية. وعودة إلى الأخبار الفرنسية لنجد مصر في عناوينها الأولى. وهنا
رأت «ت اف 1» أن تبدأها بالاعلان عن ثروة الرئيس المصري وعائلته التي قدرتها ما بين 40 و60 بليون يورو في «دولة تعيش نسبة كبيرة من افرادها بيورو
واحد في اليوم