2013/05/29

فيصل بني المرجة: الشللية أبعدتني عن المسلسلات
فيصل بني المرجة: الشللية أبعدتني عن المسلسلات


شادي نصير – دار الخليج

تدور كاميرا المخرج، فيصل بني المرجة، هذا الموسم، لتلتقط عدة حالات تجسد في أعماله التي سيتابعها المشاهد العربي عبر الشاشة، وهي أعمال تهم المواطن العربي في كل مكان وتهمه كرؤية مستقبلية، وهو الذي عمل على تصوير مسلسلات منفصلة متصلة من خلال بحثه عن كم كبير من الأفكار .

درس الإخراج في أمريكا، ويعمل على نقل ما تعلّمه من رؤية إخراجية مختلفة إلى الدراما السورية، حصل على ذهبيتين عن فيلميه، الأول “فلذات أكبادنا” الذي هو فيلم إنساني (تراجيدي)، وعن فيلمه “القرار” وهو فيلم “أكشن” . . التقيناه في هذا الحوار المفصّل . .

تعتبر من المخرجين الشباب، حبذا لو تعطينا فكرة عن آلية العمل التي تنتهجها أثناء إخراج الأعمال الخاصة بك؟

بالنسبة لأسلوبي في الإخراج . . أعمل على سرعة الإيقاع في التصوير، ومن خلال عملي في الفيديو كليب وحصولي عام 2008 على جائزة أفضل مخرج “فيديو كليب” عن أغنية “درس العشاق” للمطرب ربيع الأسمر من خلال اختصار قصة كاملة بأربع دقائق، وطريقة إيصالها للمشاهد من دون أن تخسر فنيات ورؤية النص . . . كما أن الإخراج هو ما أسعى إليه وتحديداً من خلال اختصاري لما يزيد على حاجة المشاهد .

ما سبب انتقالك من تصوير “الفيديو كليب” إلى “الدراما”؟

في الحقيقة ما يجهله أغلب المتابعين أنني مخرج سينمائي أصلاً، تخرجت في الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقلت لإخراج “الفيديو كليب” بسبب الشللية التي منعتني من دخول الدراما السورية، إلى أن دخلت في مجال الإنتاج فأخرجت فيلم “القرار”، ومن ثم مسلسل “بمب أكشن”، ولست نادماً على العمل في إخراج “الفيديو كليب”، لأنه أضاف لي شيئاً مهماً على صعيد تجربتي الإخراجية .

هل ترى فرقاً من حيث تقنيات العمل بين إخراج “الفيديو كليب” وإخراج “المسلسل”؟

من الناحية العملية لا يوجد أي اختلاف بين إخراج النوعين، فلو دخلنا في التفاصيل نجد أن الكليب الاستعراضي يختلف من حيث إخراجه عن الكليب العادي، ولو عدنا إلى الزمن الجميل نجد أن كل المسلسلات أو الأفلام فيها “كليب استعراضي” يختلف بقصته عن قصة الفيلم أو المسلسل، وهذا ما قدمته من خلال تصوري، فلا يوجد فرق، بل يوجد اختلاف ولمسات إخراجية وهي التي تختلف فقط .

أخرجت مجموعة من المسلسلات، وهي عبارة عن ومضات، ماذا تقدم للمشاهد من خلالها، وكيف تتعامل معها كمخرج؟

تصوير الأعمال المنفصلة المتصلة، عبارة عن نوع من الأفلام القصيرة، ففي كل حلقة قصة تختلف عن القصة في الحلقة السابقة أو اللاحقة، والمسلسلات الطويلة التي لها طابع المتصل المنفصل هي دراما في أغلبها كوميدية، ولكن هذا العام كسرت القاعدة بتصوير “أوراق بنفسجية” ضمن دراما منوعة وتراجيدية، وهي أصعب كمواقع ومجهود في التصوير .

تابعناك كمخرج لديك رؤية من خلال المساحة التي تقدمها للممثل، فكيف يكون التواصل بينك وبين الممثل؟

لا بد في البداية من أن أعرف مع من أتعامل من الممثلين، وكيف يستطيع أن يتقمص الأدوار، فالممثل هو نجم وخبرة في العمل ومن طبيعتي أن أترك له الخيار والحرية في تخيل كيفية تجسيد الشخصية، ونتناقش حول أمور الشخصية . كما أحب أن يعطيني الممثل ما يريده أثناء لعب الشخصية، لأن الإبداع يتشاركه المخرج والممثل معاً، وهناك حالات يخرج فيها الممثل عن الهدف الخاص للنص، وعندها فقط أتدخل من أجل تصحيح الخطأ وتصويب العمل، ولا بد من أن يكون الممثل مرتاحاً في أدائه ليعطي طاقته كاملة .

هل تفيد الحالات التجريبية في الإخراج في رفد الدراما السورية ألقها؟

لا بد من تنوع الإخراج، فهو يعطي إبداعاً للمخرج، لأن كل نص يختلف من حيث آليات إخراجه، وهناك خطوط للعمل، فكل خط لا بد من تصويره بما يتوافق مع آلياته، والتراجيدية تختلف عن الأكشن وتختلف عن الدراما الرومانسية .

كمخرج كيف ترى دراما الأجزاء؟

عندما يبدأ عدد الأجزاء بالتصاعد تصبح الدراما تجارية وبعيدة عن “الدراما”، حتى أنها تخرج العمل عن الخط المرسوم له، وأحياناً يبقى العمل محافظاً على ألقه حتى الجزء الثالث ويفقد رونقه في بقية الأجزاء، وهذا ما نراه من خلال التكرار في ما تقوم به الشخصيات .

كيف تدعم الطاقات الشابة؟

النجوم الشباب مبدعون ويستحقون الفرصة الحقيقية ليظهروا إبداعهم، ومنهم من يمتلكون أدوات لا تتوافر عند النجوم الكبار، وأرى أن من يتربع اليوم على عرش النجومية كان يوماً ما نجماً شاباً .

اليوم إلى أين تتجه الدراما السورية؟

الدراما السورية تسير نحو الأمام وهي تتجه نحو القمة بشكل تصاعدي، رغم كل ما يقال عن انخفاض في الإنتاج وقلة في التسويق .

ما الجديد الذي ستقدمه للمشاهدين؟

سأبدأ تصور مسلسل “مطلقات ولكن”، وسيعرض في رمضان المقبل وهو يعالج أغلب حالات الطلاق، ومع الأسف هناك الكثير من الأعمال الهدامة، فلا بد من أن يختار المخرج مسلسلات ذات قيمة.