2012/07/04
تماضر إبراهيم - الثورة
طالما تغنينا بألحانه وكلماته الرائعة التي مازالت تتردد على شفاهنا حتى الآن , عبّر عن مشاعرنا وخلجاتنا فعاش معنا بأغانيه التي رددناها كثيرا , لأنها انطلقت من لسان الحال
وبتلقائية وسهولة , وانسجام بين اللحن والكلمة بكل بساطة , محملة بموضوعات تهمنا جميعا كبيئة شعبية سورية , فيها العادات والتقاليد والمعتقدات التي ورثناها فكانت من خيرة الأغاني الشعبية .
وهو اليوم يزكي الشعور الوطني بتعبيره عن نبض الشعب في هذه الأزمة بشكل خاص , وليس غريبا عنه فهو المواكب للحدث , وقد غلب على العديد من ألحانه الطابع الوطني . إنه فنان الشعب رفيق سبيعي (أبو صياح) الذي التقيناه إثر عودته من المغرب ..
- فنان الشعب أبو صياح , كيف تقرأ الأحداث التي تواجهها سورية حاليا من وجهة نظرك ؟
- - نعلم أن بلدنا مستهدف , وهو في منطقة غليان دائم في سبيل حسابات معينة , نتيجة ارتباط الغرب باسرائيل من جميع النواحي السياسية والاقتصادية وغيره , هذا كله يجعل دول الغرب في بحث دائم عن مصالحها , ونحن قدرنا أننا في منطقة هي صلة الشرق والغرب , والغربيين يحاولون تنفيذ مصالحهم إن كانت قوى معادية أو قوى مسالمة , هم يبحثون عن مصالحهم ونحن نقول: إن السلام أفضل , وأي رموز تحاول الإضرار بالأنظمة المستقرة لاأعتقد أنها ستنال مبتغاها لأنها بالأساس لا تقصد الخير للبلد .
أتمنى أن تعود الأمور لاستقرارها وأتمنى النجاح للتعديلات الدستورية التي تقام حاليا , طبعا الدولة تستجيب لكل متطلبات الشعب , ولكن هناك أيدي خارجية لا تزال تحاول اللعب , واكبر دليل على ذلك القنوات المأجورة المطلوب منها أن تقوم بدورها لبث التفرقة , إن شاء الله سننتصر على كل المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا .
- ما هو دور الفنانين في هذه المواجهة ؟
- - لكل فنان دوره حسب قدراته في هذا الموضوع إن كان مخرجا أو ممثلا أو .. ، المفروض أن يساهم في تمكين أواصر الصداقة والعلاقة بين الشعب وبين الدولة وهذا ما نسعى إليه جميعا قدر إمكاننا , ولكن نحن الفنانين نحاول دائما أن نعطي الصورة التي تؤمّن النقاء والصفاء للبلد التي نعتبر أنفسنا مسؤولين عنها كي لا نُشعر الآخرين بأننا متشككين , بل على العكس نحن متضامنين بحب بلدنا وشعبنا الذي أثبت أنه يحب بلده وإن شاء الله تمر هذه الأزمة على خير ويحقق الشعب السوري حلمه .
- نحن في أي مرحلة من هذه المعركة أو المؤامرة حالياً ؟
- - لست خبيرا بالسياسة ولكن نوهت عن الأصابع الأجنبية التي تحاول تشويهنا سياسيا وتشويه الصورة العظيمة للمنطقة كاملة لتحقق هدفها الذي نعرفه ونقف ضده منذ سنوات عديدة , فالمفروض أن نبقى متمسكين بمواقفنا , وألا نجعل الغرب يضغط علينا ويحقق مآربه وهي قضية فلسطين أولا , التي يريدون انهاءها عن الخريطة , ونلاحظ حاليا ماذا يحدث على الساحة العربية من تغيير في أغلب الدول مثل اليمن وكل هذه المحاولات لثني العرب عن المطالبة في حقهم بالأرض العربية الفلسطينية .
- الأغنية الشعبية لها ارتباطها العقلي والروحي بالمجتمع ، ولكن ما تأثير الأغنية الوطنية على الحراك الشعبي الجماهيري ، وهنا أستذكر الأغنية التي أطليت بها علينا (أنت أملنا يا بشار) ؟
- - مما لا شك فيه أن الأغنية الوطنية تثير حماسة الناس لأننا بطبيعتنا محبون لوطننا , وتربينا تربية عاطفية, فالأغنية تستنهض العواطف تجاه بلدنا الذي نعتز به , وعندما ندغدغ عاطفة المستمع يشعر بوطنيته , لأن مضمون الأغنية يحكي عن بلاده التي عاش وتربى فيها , فهذا الارتباط شيء طبيعي , لذلك يكون رد الفعل عند الناس جميل عندما نقدم له أغنية وطنية وخاصة إذا كانت شعبية .
- كيف تشعر بالأغنية الوطنية التي تقدمها ؟
- - قدمت الأغنية التي تحمل النقد الاجتماعي أيضاً وهي التي كوّنت شخصية أبو صياح وكان لها أثر كبير جدا , الناس يغنون لسورية وليسوا سوريين ولكن الأغنية الشعبية لا تترك أثرا إلا إذا كانت من ابن البلد نفسه .
- هل كانت زيارتك إلى المغرب للعمل ؟
- - نعم .. فقد شاركت كضيف شرف في مسلسل (الفاروق) إخراج حاتم علي وهو عمل معظم أبطاله سوريين .
- ما مشاريعك حالياً ؟
- - إضافة لمسلسل (الفاروق) أشارك في مسلسل (طالع الفضة) إخراج سيف الدين سبيعي , وأعتقد أنه ملفت لبعض المهتمين بالدراما وأيضا بعض المهتمين بالسياسة ، ولن أتحدث عن طبيعة الدور حاليا لأني أود تركه مفاجأة للمشاهدين عندما يعرض في رمضان .
أما بالنسبة للأغنية فلست في سن يسمح لي بتوزيع نفسي في عدة توجهات , لكن أحيانا يصبح عندي ردة فعل , وانفعال بقضية ما فأحاول تأديتها ولكن ليس لدي مساع كالسابق لأن العمر امتد بنا وعملية الجري وراء الشهرة لم تعد محور تفكيري , لأنني جسديا لست مستعدا كالسابق لكن عندما أرى شيئاً ذا قيمة أحاول التضحية بكثير من الأمور وعلى حساب راحتي لتقديم ما هو مهم ضمن إطار يحبه الناس .