2012/07/04
ماغي سفر - مجلة الشبكة
لا شك في أن التصاريح التي ادلى بها أخيراً المطرب فضل شاكر، اثارت زوبعة من الردود، سواء على لسان اهل الفن الذين انتقدهم على طريقة "عينك بنت عينك"، او عبر الأقلام التي استهجن بعضها الفعل ورد الفعل، فيما بعض الأقلام انصرف الى تبرير هذه التصاريح التي انقسم إزاءها الرأي العام بين مؤيد ومعارض.
لكن "الشبكة" التي اعتنقت رسالة الحق والخير والجمال منذ نشأتها، كان لا بد من ان تدلي بدلوها في محاولة لتصويب الأمور ووضع الإصبع على الجرح كعادتها، من دون ان تنزف الدماء، والأهم الاستفسار عن الخلفية الحقيقية والجوهرية لكل ما حصل، والأسباب التي دفعت فضل إلى التلويح بالانتحار والاعتزال غير مرة. بناء على ما ذكرت آنفاً كان هذا الحوار:
الشبكة: ماذا يحصل معك يا فضل؟ عهدناك انساناً مختلفاً عن الصورة التي تظهر بها اليوم. عهدناك طوال أكثر من عقدين دافىء اللسان، مهذباً، عاطفياً ورومانسياً، وكثيرون احبوك وعشقوا اغانيك لأنك لامست احاسيسهم ودغدغت قلوبهم، "فشو بدا ما بدا" كي تثير هذه الزوبعة من التصاريح؟
فضل: قلت ما قلته ولست في وارد استعادته. "ساءبت" وما كنت أقصد. سئلت عن العمالقة، فأجبت. وحين أتى دور أسماء اقل مستوى، اقترحت على الصحافية أن تحصر الأسماء بالكبار فقط، لكنها لم تفعل!
الشبكة: لا أدعّي تأدية دور "إم ملحم"، لكن اذا كان لكل فنان خلاف مع زميل اساء اليه بطريقة أو بأخرى، أوليس من الأجدى ان يعطي مثالاً جيداً، ويبرهن انه افضل من غيره، ويثبت تالياً ذكاءه؟
فضل: ليس موضوع ذكاء. اذا اردنا ان نتحدث عن الشرف والكرامة، لا نأتي على ذكر اشخاص ندرك كيف انطلقوا في مسيرتهم الفنية، وفي أي زواريب دخلوا. تاريخهم معروف ولست في وارد الخوض في التفاصيل الآن.
الشبكة: "إنت شو إلك معهن؟ إنت إلك مع نفسك وشو بتقدّم لجمهورك وصيتك قدام الناس"؟
فضل: حين تسألينني عن رأيي، ينبغي ان اعبّرعنه كما اشعر. "انا ما إلي مع حدا، بس ما حدا يسألني عن رأيي، وبعدين تقولوا ليش قلت هيك؟" حين تسألونني يجب ان تحترموا رأيي.
الشبكة: انا حتى الآن لم أسالك رأيك في احد، بل اعاتبك بمحبة على طريقة ابداء رأيك في زملائك، فالناس هم الذين يحكمون "وهني قاشعين والشمس ساطعة"؟
فضل: هؤلاء ليسوا بزملاء بالنسبة إليّ، ولا حتى اصدقاء.
الشبكة: لكن لا يمكن ان تنكر ان مسيرتك بدأت مع مسيرة بعضهم. دخلت الوسط وانت ادرى بوجود السيئات فيه كما الإيجابيات، فما الداعي إلى انتقاد الوسط برمّته؟
فضل: هل شاهدني احد اتعاطى مع الوسط؟
الشبكة: غالباً ما نجدك بعيداً عن الأجواء ولا نراك في المناسبات...
فضل: "عال! بشوف شغلي وبفلّ، وما بتعاطى مع حدا!"
الشبكة: هنا بيت القصيد. أنت تتعاطى مباشرة مع الوسط حين تأتي وتدلي بتصاريح مماثلة تدخلك في متاهات لا طائل لها؟
فضل: لا شيء كان محضّراً أو محسوباً أو مخططاً له، "أنا قاعد بالبيت وإجت كذا مرّة (يقصد الصحافية)، وانت بتعرفيني ما بحب اعطي تصاريح صحافية لما يتضايق مني حدا أو ينزعج مني أو إتسبب بمشكلة لحدا. صارت عباب بيتي وضلّت تحاول اكتر من مرة، وفتحتلها الباب، ما بقش الي عين ما استقبلها. صارت القصة بالصدفة ومنها مقصودة ضد حدا ابداً. ما عندي مشكلة مع حدا، وفي خضم الحديث سألتني عن اسماء وساءبت عندي مآخذ ضد ناس وجاوبتها."
الشبكة: كان بإمكانك عدم الرد؟
فضل: هل تريدين مني ان اصمت ولا اجيب عن اسئلتك؟
الشبكة: لم اسألك عن أسماء، ولست في وارد احراجك وومحاورتك لقناعة ترسخت لدي أنك في الآونة الأخيرة واقع في اليأس والإحباط لسبب نجهله؟
فضل: الحمد لله ..اؤكد اني لا اشعر بأي يأس.
الشبكة: أوليس صحيحاً ان التعصب الديني جعلك اكثر تشدداً في آرائك الفنية، كما اشيع عنك في الفترة الأخيرة؟
فضل: أبداً، أبداً. لست متعصباً دينياً. في لبنان شرائح من 18 طائفة. انت حرة في أن تصلّي في الكنيسة، وانا حر في أن أصلّي في الجامع، وكل واحد حر في أن يمارس طقوسه الدينية كيفما وأينما يحلو له. لم أتطرّق إلى موضوعات مماثلة يوماً. أنا إنسان حرّ لكني لست متعصباً دينياً.
الشبكة: الحري بك أن تسعد من بعض الزملاء الذين ابدوا كل الاحترام والتقدير لشخصك. أولم يخجلك ذلك؟
فضل: مثل من؟
الشبكة: أنا اتحاشى الأسماء لكنك تحشرني. راغب علامة، مثلاً، لم يأتِ على سيرتك إلا بكل الخير؟
فضل: أنا لا اصدق تعاطفه هذا.
الشبكة: سواء صدقته أم لا، فهو تحدث في الإعلام بكل ما هو ايجابي، وكان بإمكانك ان تتحفط كما تحفط هو؟
فضل: ليست لدي مشكلة في ما لو اراد اي شخص ان يردّ علي. الخطأ الكبير الذي اقترفته "اني حكشت بشي ما كان لازم احكشو. هيدي غلطتي وبدّي اتحمل... شو بدي أعمل؟"
الشبكة: سبق فصرحت مرة ان الوسط لا يعجبك، وانت ضمن هذا الوسط وتغنّي فيه، لكنك تعتبر نفسك بعيداً عن هذا العالم؟
فضل: لا علاقة لي بهذا العالم. انا وحدي. اغني واساعد الناس حسب ما يقدرني به الله. فكرت جدياً في الإعتزال من القرف الذي اشاهده، ثم عدلت عن الفكرة، وسوف أغنّي وأعطي أجري لكل المشردين والمحتاجين وضحايا الثورات العربية ايماناً مني بالربيع العربي، "واللي عجبو عجبو، واللي ما عجبو يروح يبلّط البحر!"
الشبكة: في الحياة اشخاص من كل الأصناف. لا يمكنك تقويم اعوجاج بعضهم، ولا يمكنك ان تغيّر العالم، ولا يمكنك في المقابل ان تدين احداً على اخطائه. ربنا وحده يحاسب وليس انت؟
فضل: ومن قال ذلك؟ استغفر الله العظيم. أنا حر بأن ابدّي رأيي في الأشخاص الذين لا يعجبونني، وفي المقابل هم احرار في أن يدلوا بآرائهم عن شخصي.
الشبكة: عاصي الحلاني، مثلاً، حين دخل الوسط الفني شبهه بغابة، وفضّل ان يكون ذئباً فيه على ان تأكله الذئاب. أنت بمَ شعرت؟ هل كنت نعجة؟
فضلك نعجة؟ لست نعجة بالتأكيد. أنا في حالي ويكفيني. "في كتير فنانين احسن مني واصواتهن حلوي. انا زلمي عندي هدف براسي مقتنع فيه، وكل يوم بقتنع فيه اكتر. شفتيني يوم اختلطت مع شي واحد منهن؟".
الشبكة: من يغنِّ الرومانسيات بكل هذه الشفافية والعاطفة يتعجب كيف لهذا اللسان ان يشتم؟
فضل: هل تقبلين لأحد ان يسخر منك؟
الشبكة: أردّ عليه أن الأناء ينضح بما فيه ويكفي ذلك؟
فضل: هذا إناء لكن ليس من زجاج. أنا أعرف هؤلاء كيف اشتهروا ومن شهرهم وأي أثمان دفعوا. رجالاً ونساء...
الشبكة: ليس الجميع سواسية؟
فضل: "بتشيلي منهن 1 %". وأضيف أني لست في وارد ان ادين احداً على افعاله، وليس لي على احد، لكن هذا هو الجواب الصحيح...
الشبكة: نعرف ان اتصالاً حصل بينك وبين عاصي الحلاني؟
فضل: لم يحصل اتصال مباشر، بل عن طريق صديق مشترك، وانا لم اقل عنه شيئاً سيئاً. كان لي مأخذ عليه فقط، وتوضحت الصورة وانتهى الموضوع. لا خلاف بيننا. أما وردة فمن باب المحبة، ولأني اعتبرها كبيرة وعزيزة، نصحت لها ان تحج وتتحجب. هل من عيب في هذا الكلام؟
الشبكة: لكن هذه الدعوة تأتي من عند الله؟
فضل: صحيح، وهو من يهدي، وهي حرة في أن تفعل ما تشاء.
الشبكة: ما دمت تؤمن بربك، لماذا قلت انك سوف تنتحر وتدعو زملاءك الى التعزية بك؟
فضل: قال لي صحافي إن ما اقوم به هو نوع من الانتحار، فجاء جوابي على هذا النحو.
الشبكة: بمَ تعد جمهورك في المستقبل القريب؟ ألبوم جديد؟
فضل: ليس لي شيء حالياً، فالوضع لا يسمح، الى جانب أن "روتانا" مقصّرة تجاهي.
ثلاث سنوات مرّت ولم تنتج لي البوماً واحداً، وانا يمكنني الإنتاج من حسابي، لكنّ الظروف التي نمر بها لا تشجع، والمناخ في العالم العربي غير مهيأ للحفلات.
الشبكة: قلت إن الجميع دفع ثمناً لشهرته، وأنت أولم تدفع ثمناً؟ أولم تدفع ضريبة الشهرة؟
فضل: الحمد لله أبداً. أنا عصامي، كوّنت نفسي بنفسي، وتعذبت في حياتي كي أصل، ولم يساعدني أحد. ومن دفع الثمن معروف. "كل اللي كان بيطلعوا عالتلفزيون كان وجهن أصفر."
الشبكة: لماذا؟
فضل: لا أعرف، "بركي شعروا بالدوخة. خلّيني ساكت!".
الشبكة: بقيت ساكتاً وصائماً ثم فطرت...؟
فضل: "شو بدّي أعمل" أكثر ما يحزنني، حين يطل بعضهم على المنابر ويكذّب، والناس يصدقونه.
الشبكة: أإلى هذه الدرجة شديد الحساسية؟
فضل: وهل من انسان فاقد الإحساس؟ "بطّل حدا يتقبّل الحقيقة. تعودوا على الكذب، بيحبوا الناس اللي بتكذب وبتجامل. تربوا على الكذب، وبيقيموا القيامة على اللي بيحكي الصدق. تبقوا حاسبوني إذا حكيت عن حدا منيح بالعاطل..."
الشبكة: لكن بمجرّد انك تتحدث عن زميل من دون ان تبرهن خلفية هذا الكلام، سوف يعتقد بعضهم أنك تغار منه؟
فضل: لا اغار من احد الحمد لله. لا أحد يأخذ من درب احد. فلمَ أغار؟
الشبكة: هل يعني لك شيئاً عيد الحب؟
فضل، لا يعني لي شيئاً صراحة.
الشبكة: طيب، هل الحب يعني لك؟
فضل "وين في حب؟ ما فيش منّو هالحكي! حب مين والناس نايمين؟".