2013/05/29
محمد السيد رضا – الشروق
تبقى الأسباب النسائية هى الأكثر اثارة فى فضائح الساسة والقادة الأمريكان وهى الأسباب التى تصنع دراما حقيقية على الشاشات ويتعلق بها كل من يشاهدها، فقبل ان تنكشف علاقة رئيس الاستخبارات الأمريكية ديفيد بترايوس وباولا برودويل وتزامنا مع عدد كبير من الفضائح الجنسية للسياسيين الأمريكان تناولت السينما فى هوليوود تفاصيل مثيرة على الشاشة، «الشروق» تستعرض فى هذا التقرير، فضائح زعماء وقادة البيت الأبيض والتى ترفع شعار «فتش عن المرأة»:
قبل ديفيد برتايوس كان هناك سيل من الفضائح الجنسية للساسة الامريكان من اشهرها ما حدث لاليوت سبيتزر حاكم ولاية نيويورك الذى اعترف باستئجار فتاة من بيت دعارة! ومن قبله بالطبع بيل كلينتون صاحب فضائح مونيكا لونسكى وبولاجونز ومن قبله الرئيس وارين جى والذى ارتبط بعلاقة عاطفية وجنسية مع زوجة صديقه جيمس فليب عام 1923 وهناك ايضا فضائح جون كينيدى مع النجمة مارلين مونرو وغيرها من نساء هوليوود والرئيس جورج بوش الأب وغرامياته مع مارجو شويدينجر والسيناتور ستروم ثورموند والذى كان يمارس الجنس مع القاصرات وغيرهم من السياسيين الأمريكان.
وفى السينما بدأت السينما الأمريكية فى التقاط هذا الخيط وبدأت فى نسيج اعمالها فقدمت اعمالا كثيرة تعرضت لفضائح الساسة الجنسية، من ابرز هذه الأفلام ما قدمه المخرج روب رينر فى فيلم The American President «الرئيس الأمريكى» عام 1995 والذى كان من أوائل الأفلام الأمريكية التى تناولت علاقة الرئيس الأمريكى العاطفية وقد قام بدور الرئيس وقتها الممثل مايكل دوجلاس والممثلة أنيت بنينج التى أدت دور السيدة التى وقع فى حبها الرئيس الأمريكى سرا.
وهناك ايضا فيلم «Wag the Dog 1997» والمأخوذ عن رواية بنفس العنوان «الذيل يهز الكلب» وهو فيلم يحكى عن قصة الرئيس الأمريكى الذى يتورط فى فضيحة جنسية فيلجأ لشخص ما معروف عنه حل الأزمات الكبيرة قبل ان يخوض الانتخابات الامريكية بعشرة ايام تقريبا وبعد أن فاحت رائحة فضائحه فيشير عليه بأن يقوم بشن حرب على احدى الدول ويختار ألبانيا والفيلم له طبيعة كوميدية ويقوم ببطولته داستن هوفمان وروبرت دينيرو ومن اخراج بارى ليفنسون، وقد رجح عدد من النقاد ان الفيلم يتناول واقعة حقيقية لجورج بوش الأب وان كان البيت الأبيض وبالتحديد وزير الدفاع قد نفى تماما ان تكون الحرب التى شنها الأمريكان على افغانستان على طريقة الفيلم، وهناك ايضا فيلم «Primary Colors» أو الوان اساسية والذى قام ببطولته جون ترافولتا والذى قدم شخصية رئيس امريكا الذى يتورط فى ازمة جنسية ويحاول اعضاء حملته الانتخابية حمايته واخفاء هذه الازمة، ومن الأفلام التى طرحت قضايا الفساد الجنسى ما جاء فى فيلم «Charlie Wilson’s War» حرب تشارلى ويلسون والذى قام ببطولته النجم توم هانكس والنجمة جوليا روبرتس وأظهر الفيلم الفضائح الجنسية لأهم سيناتور امريكى فى هذا الوقت وهو الرجل الذى مهد الطريق للقضاء على السوفييت بمساعدة الأفغان وذلك باستخدامه لأنوثة جوليا روبرتس التى قامت بدور سيدة الأعمال التى اقنعته بالفكرة فأقنع بها الكونجرس الأمريكى.
الطريف ان الفيلم أشار لفضيحة جنسية لوزير الدفاع المصرى الذى وافق على حسب ما جاء فى الفيلم على تمرير الأسلحة التى ذهبت إلى افغانستان بعدما اقام ليلة مع راقصة أتى بها ويلسون لإقناعه بالموافقة ــ القصة التى أخذ منها الفيلم كانت تؤكد ان صاحب هذه الشخصية هو المشير محمد عبدالحليم ابو غزالة والذى عاصر هذه المرحلة لكن الفيلم لم يذكره بالاسم ــ ومن الفضائح الجنسية على الشاشة ايضا ما تعرض له فيلم «ابنة الجينرال» The General’s Daughter والذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا والذى كشف قضايا جنسية كثيرة داخل الجيش الأمريكى من خلال تحقيقه فى قضية مقتل ابنة احد الجنرالات.
الناقد أحمد رأفت بهجت يؤكد ان السينما الأمريكية اخترقت قضايا فساد حقيقية بها فضائح جنسية مماثلة لما حدث لرئيس الاستخبارات الامريكية مؤخرا ولكن بصيغ مختلفة ويقول: من المؤكد ان للسينما الامريكية باعا فى تقديم مثل هذه القضايا، سواء كانت عن قصص حقيقية مثلما حدث مع الرئيس الأمريكى بيل كلينتون وفضيحة مونيكا التى اقتبس منها افلام كثيرا أو من خلال قصص متخيلة وفى النهاية هناك افلام كثيرة قامت بتقديم هذا النموذج واحيانا يكون الغرض من تقديمها هو كسب تعاطف للرئيس كما حدث فى فيلم «Deav» أو ربما تكون افلام تبريرية أو انتقادية والأهداف دائما تختلف من عمل إلى اخر لكن فى النهاية لابد وان نعترف بأن السينما الامريكية جريئة وجادة فى تقديم مثل هذه الفضائح حتى لو كانت فى افلام كوميدية.