2013/06/21
فاتن دعبول – الثورة
وكأنه حمل عشقه للفن بين حنايا نفسه، فكان هاجسه منذ الطفولة، ووجد في مسرح الطلائع والشبيبة ضالته، حيث تألق في مسرحية «ضمير حنظلة» التي جالت المحافظات لما حققته من نجاح، إضافة للعديد من المسرحيات، ظل الوسط الفني حلماً يؤرقه إلى أن جاءت الفرصة من شركة اللورد الأردنية التي أعلنت عن مسابقة لاختيار الأميز في التمثيل ، والمكافأة إسناد البطولة للفائز، وكان فوزه بمثابة نقطة انطلاق له، حيث أسند له دور البطولة في مسلسل «وجوه وأزمنة» إخراج وتأليف عبده خضر..
تخرج الفنان فاتح سلمان في المعهد المتوسط للأعمال الإدارية والمكتبية ، ولم تتح له فرصة متابعة الدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهل كان ذلك عائقاً له، يقول:
لا شك أن دخول الوسط الفني يتطلب جهوداً كبيرة، فمن الصعوبة اختراق هذا العالم دون التسلح بأدوات الفنان المتمكن، وأظن أن الخريج وغير الخريج يحتاج الكثير من الاجتهاد والمثابرة، والسعي لتطوير المهارات، حتى يلقى القبول، ويستطيع أن يمثل مكانة في هذا الوسط، وقد استطعت وبمساعدة العديد ممن وقفوا إلى جانبي أن أقنع الآخرين بموهبتي، والمشاركات التي قدمت أظنها دليلاً على ذلك..
--هل كانت البطولة في «وجوه وأزمنة» بمثابة بطاقة عبور للساحة الفنية؟
---كنت أظن ذلك، لكن الواقع مختلف تماماً، فالوسط الفني يحتاج لإمكانات ومهارات عديدة يجب أن يتمتع بها كل من يريد دخوله، لكن المخرج سمير حسين، وقف إلى جانبي فكان بمثابة الداعم الأكبر لي وتعلمت على يديه معنى التمثيل والوقوف أمام الكاميرا ومعنى أن أكون ممثلاً حيث قدمني في مسلسل «قاع المدينة» بشخصية عبده الشاب غير السوي المشاغب.
بعد ذلك نلت شرف البطولة في مسلسل «كشف الأقنعة» مع حسان داوود، عندها شعرت أنني انتقلت من مرحلة الهواية إلى الاحتراف بدور محقق مسؤول عن قسم الأدلة والبصمات مع طاقم من المحققين، وتوالت المشاركات، «وراء الشمس، دليلة والزيبق، ودور بطولة في مسلسل «حائرات» النص لأسامة كوكش وإخراج سمير حسين، هذا العمل شكل نقلة نوعية في عملي الفني، أجسد فيه شخصية سلوان يعيش ضمن أسرة غنية، الأم أسيرة لآراء زوجها، والأخت تسعى وراء فتى الأحلام فلا تجده لأنها «بدينة» وأتعرض لحالة خطف، لأن الأحداث هي ضمن المرحلة الراهنة العمل يضم نخبة كبيرة من النجوم وسعيد بالعمل به..
---ماذا عن دورك في مسلسل «فتت لعبت»؟
--العمل للمخرج مصطفى برقاوي والنص لطلال مارديني، يحكي عن عالم شبابي بامتياز(أربعة طلاب ،أربع طالبات) يشبهون عالم أوراق اللعب لكل عالمه وحكايته، أجسد دور باسل، شاب مدلل، لم تختبره الحياة بقوة، يعاني وسواساً قهرياً تجاه النظافة، وخوفاً مستمراً من الموت والمرض، وهو بالتالي مريض نفسي ولكنه يرفض العلاج والذهاب إلى الطبيب، تجمعه علاقة حب مع زميلته ليلى في الجامعة وتساعده على التخلص من المرض، الشخصية تطرح موضوع المرض النفسي وأسلوب التعامل معه والخوف من حكم الناس في مراجعة الطبيب النفسي في مجتمعاتنا العربية، وتؤكد على تجاوز هذا الفهم وفعلاً العلاج كان سهلا، دون أي تبعات.
هل أخذت الوجوه الجديدة فرصتها؟
اللافت في الدراما، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، التفات المخرجين إلى هذه الشريحة من الفنانين الشباب، فكثيرون استطاعوا أن يشغلوا حيزاً من هذا الوسط، ولا شك لم يأت ذلك من فراغ، فالمثابرة والاجتهاد والعمل على امتلاك أدوات التمثيل والخبرة لاشك تلعب دورها ولكل مجتهد نصيب..
-- كيف تقيم أعمالك في البيئة الشامية؟
--- لا فرق عندي بين عمل بيئة شامية أو عمل آخر لأن لكل شخصية عالمها وخصوصيتها فأحاول أن أدرس الشخصية مع بيئتها ومحيطها وأقدمها بالطريقة المرسومة لها لتكون مقنعة للمشاهد ولكن أظن وتاريخ الدراما يسجل أن هناك ظواهر تتوالى إلى عالم الدراما فمن موجة الأعمال التاريخية إلى الفانتازيا إلى الأعمال الكوميدية ومن ثم البيئة الشامية وأظن أن نجمها بعد فترة سيأفل.
-- كيف تبني طموحاتك؟
--- أؤمن بالقدر، أسعى إلى تحقيق طموحي خطوة خطوة وبشكل مدروس، لا حدود للطموح عندي، أجتهد، أبحث، أسعى لأحقق نجاحات في الوسط الذي اخترت، فالمهنة تأسرني وهي متعتي في الحياة بكل تفاصيلها، بحلوها ومرها، وأرجو أن أكون أحد فرسانها..