2012/07/04
وائل العدس - الوطن السورية
تكريماً للفنان خالد تاجا وتزامناً مع مرور أربعين يوماً على رحيله، عرضت المؤسسة العامة للسينما فيلم «سائق الشاحنة» في سينما كندي دمشق، وهو أول إنتاجات المؤسسة «1966» ويلعب فيه الراحل تاجا دور البطولة.
وقد خيّب الفنانون الآمال بحضورهم الضعيف لدرجة أن عددهم لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ورسم البعض العديد من إشارات الاستفهام حول غياب فنانين بارزين كانوا أصدقاء مقربين من الفنان الراحل.
ولم يكن الحضور الشعبي والجماهيري بحال أفضل، فلم يستطع ملء ربع الصالة على أبعد تقدير.
أما حفل التكريم فكان كلاسيكياً ولا يليق بقامة فنان كبير كخالد تاجا، واقتصر على كلمتين.. واحدة لشقيقة الفقيد وأخرى لمدير مؤسسة السينما، قبل أن يتم عرض فيلم «سائق الشاحنة» وينتهي الحفل دون ضجيج.
قصة الفيلم
يحكي الفيلم قصة عن التسلط الذي يمارسه رب عمل يمتلك شركة كبيرة للنقل ويوظف عنده عدداً من السائقين، الذين لا يجدون عنده ظروفاً مناسبة للعمل، فينتفضون عليه، ويبدأ صراع شديد بينهم وبينه مستعرضاً بشكل انسيابي متصاعد حالة تأجج الصراع بينهما ومنتهياً إلى النهاية المحتومة المتمثلة بإلقائه في زاوية مهملة في الحياة وتخلي الجميع عنه، ولم ينس الفيلم المرور ببعض المفاصل البينية التي احتوت عليها قصته، فأوجد عدداً من المحاور الفرعية التي ساهمت في إغناء الحدث فيه.
وظهرت في الفيلم موهبة الفنان الراحل خالد تاجا إلى جانب عبد اللطيف فتحي وهالة شوكت وثناء دبسي وصبري عياد، على حين أسندت مهمة الإخراج للمخرج اليوغسلافي بوشكو فوتشينيتش.
بصمة خاصة
الفنان سليم صبري قال في تصريح لـ«الوطن»: خالد تاجا الصديق القديم ذو المسيرة الطويلة، أنا متأكد أنه لم يحقق كل ما يطمح إليه لكنه حقق جزءاً كبيراً لأنه امتلك طموحاً غير محدود.
وأضاف: الشيء الجيد في هذا الحفل أننا لا ننسى فنانينا والناس الذين قضوا عمرهم في هذا المجال، وكانوا دعاة ذوي عقل راجح، وأشكر المؤسسة العامة للسينما على هذا التكريم، وأتمنى أن تكون مسيرة الفنان الراحل عبرة لكل الفنانين وأن يكونوا جادين في طريقهم.
وتابع: لا نستطيع فعل شيء لأن الموت أكبر من أي شيء وكلنا على هذه الطريق، كل ما نستطيع فعله هو أن يبقى على البال، وبالفعل خالد تاجا بالبال دائماً، والحفلات والذكريات لا تكفي بقدر ما يحمل الإنسان في ذهنه الصداقة والمعرفة لهذا الفنان الذي صنع بصمة خاصة في مسيرته الفنية.
سنّة الحياة
بدوره أكد المخرج باسل الخطيب أن خالد تاجا صاحب مسيرة عطرة ورصيد فني كبير وغني، ونحن اليوم نجتمع لنكرم ذكرى رحيله، وعادة الفنان يكرم من خلال أعماله، ودائماً عندما نستحضر أي شخصية راحلة لا نستذكر حياته الشخصية بقدر ما نمر على اللحظات التي أبدع فيها وقدم فيها موهبة وعطاء كبيرين.
وقال: خالد تاجا من الفنانين القلائل الذين قدموا الكثير للسينما والمسرح والتلفزيون في سورية، وقدم للحركة الفنية رصيداً كبيراً، ووجودنا اليوم لنتابع أول فيلم سينمائي من بطولته، وسيكون حاضراً معنا ونترحم عليه، وأتمنى أن تلقى أعماله التكريم الذي تستحقه.
وعن سؤال عن تكريم الفنان بعد رحيله أجاب: هذا سؤال أبدي وهي مشكلة نعانيها، والموضوع غير مرتبط بالفنانين فقط، بل بالأدباء والشعراء، ودائماً مع الأسف يكرمون وتذكر أعمالهم بعد رحيلهم، وأعتقد أنها سنّة الحياة وقانون الطبيعة في ألا ننتبه إلى من يعيش معنا إلا عندما يغيب ونفقد حضوره، وهي مأساة بحد ذاتها، لكن المهم بالمحصلة أن خالد حاضر بيننا حتى بعد رحيله.
استغراب وتساؤل
أما الفنان تيسير إدريس فقال: خالد تاجا كان صديقاً مقرباً لي، وهو الفنان الذي لقبه الشاعر الفلسطيني بأنطوني كوين العرب، وهذا دليل على أنه فنان استثنائي ومختلف ورحيله خسارة للدراما العربية كلها، وحتى الآن أنا غير مصدق رحيله.
واستغرب إدريس عدد الحضور بالصالة وقال: خالد تاجا فنان كبير ومتميز ومن المفروض أن يلقى هذا الحفل ضجة أكبر، ويجب على جميع الفنانين أن يكونوا حاضرين باستثناء من لديه ظرف تصوير أو غير ذلك.
وتساءل: إذا لم نقم حفل تأبين متميزاً لخالد تاجا، فلمن سنقيم إذاً؟