2012/07/04
محمد عبد الرحمن - الأخبار
هل كان مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» آخر أعمال غادة عبد الرازق الناجحة جماهيرياً؟ سؤال يبدو أكثر من بديهي بعد «ثورة 25 يناير» مع تصدّر الممثلة المصرية القائمة السوداء للفنانين المغضوب عليهم بسبب مواقفهم الداعمة للنظام المصري. ولعلّ المصير الذي يواجه مسلسلها الرمضاني الجديد «سمارة» بات معروفاً في ظل عزوف المصريين عن متابعة أعمال «فناني القائمة السوداء»، وخير مثال على ذلك فشل فيلم طلعت زكريا «الفيل في المنديل».
في السنوات السابقة، وبعد انتهاء عرض مسلسل غادة عبد الرازق الرمضاني، كان يخرج الجمهور ومعه الإعلاميون لانتقاد المسلسل الذي «يعتمد على الإغراء، ولا يحتوي على أي مضمون حقيقي». مع ذلك، كانت نسبة مشاهدته كبيرة، ما جعل الممثلة المصرية تدخل نادي النجوم الأعلى أجراً في مصر.
لكن هذا العام تختلف الصورة. والسبب ليس مواقف عبد الرازق فقط. بل استبعد «التلفزيون المصري» المسلسل عن برنامجه الرمضاني من دون الكشف عن الأسباب الحقيقية لذلك. اكتفت رئيسة التلفزيون نهال كمال بالقول إن اللجنة التي تابعت الحلقات أصدرت هذا القرار «من دون أن يعني ذلك التقليل من مكانة غادة عبد الرازق». لكن جواب كمال «الديبلوماسي» لم يمنع صاحب شركة «كينغ توت» المنتجة للعمل عصام شعبان من كشف حقيقة ما جرى مع «ماسبيرو». إذ قال إنّ رقصات غادة عبد الرازق في المسلسل كانت السبب الرئيسي وراء استبعاده عن القناة الرسمية خصوصاً في شهر الصوم. وأضاف أن هذه الرقصات ليست مثيرة كما يشاع، بل أعلن أنه اتّفق مع مصممة الملابس على أن تكون كل الثياب «مستورة». ومع ذلك «هناك من استغل وضع عبد الرازق على القائمة السوداء للتأثير على مساحة انتشار المسلسل».
لكن هل هذه هي الحقيقة؟ يبدو الجواب صعباً في ظلّ تكتّم كل طرف عن المعلومات كاملة والاكتفاء بقول القليل. مع ذلك، تعدّ هذه الخطوة ضربة قاسية لمسلسل «سمارة». ورغم أن «ماسبيرو» أيضاً هو جزء من القائمة السوداء، لا يزال يتمتّع بشعبية عند بعض المصريين. كذلك لم يؤثر تراجع شعبيته بعد الثورة على رغبة المنتجين والنجوم في عرض مسلسلاتهم على قنواته الرئيسية وهي الأولى والثانية، أرضياً وفضائياً. لماذا؟ لأن قطاعاً كبيراً من المشاهدين، خصوصاً في الأقاليم المصرية لم يعترف بعد بالقنوات الفضائية الخاصة، وتعوّد (عاطفياً) على متابعة تلفزيون الحكومة في رمضان. لذلك، بات عرض العمل على التلفزيون المصري بمثابة صك يؤكد الجودة والتميز وضمانة لمزيد من الانتشار. أما مسلسل «سمارة» فكان من المفترض أن يعرض على شاشات «ماسبيرو» لو لم تقم ثورة في مصر.
ولئن كان كثيرون غير راضين عن الإدارة الحالية لـ«ماسبيرو»، فإن هذه الأخيرة باتت تعرف جيداً قائمة المحظورت، وبالتالي تدرك جيداً أن عرض مسلسل لـ«نجمة الإغراء الأولى في مصر حالياً» في رمضان سيجيّش الجمهور ضدّ التلفزيون، وسيعدّ مكافأة للممثلة التي هتفت من سيارتها الفخمة ضدّ الثوار في ميدان التحرير.
وفي انتظار بدء ليالي شهر الصوم ورصد مدى إقبال جمهور القنوات الخاصة على النجمة التي تحب مبارك... يبقى سؤال وحيد يتعلق بالقصة نفسها: سمارة فتاة شعبية جميلة تتزوج من تاجر مخدرات وتقع في حب الضابط الذي يتنكر للإيقاع بزوجها. الأحداث كلها تدور في الحارة والتركيز على قدرات سمارة الجسدية في السيطرة على الزوج المجرم والضابط الشريف. الشخصية قدمتها تحية كاريوكا في فيلم شهير عام 1956، فهل لا يزال المصريون بحاجة لمشاهدة القصة نفسها من جديد عام 2011 في ظلّ سعي المصريين إلى تغيير جذري في كل القطاعات بعد الثورة؟ سؤال مشروع، والإجابة عنه تنتظر انتهاء شهر رمضان، وتقييم الجوانب الفنية والثقافية، وحتى السياسية للعمل.