2012/07/04

عين على الفن السابع ورشة عمل سينمائية...خطوة للشباب من خريجي الفنون المسرحية على طريق الاحتراف
عين على الفن السابع ورشة عمل سينمائية...خطوة للشباب من خريجي الفنون المسرحية على طريق الاحتراف


ديما ديب  - الوطن السورية

بدأت منذ أيام فعاليات ورشة العمل السينمائية التي يقيمها موقع «دي برس» الإلكتروني الإخباري والمخصصة لخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بعنوان «عين على الفن السابع» وذلك بإشراف خيرة من عملوا في السينما السورية، فقدم المخرج محمد عبد العزيز في اليوم الأول محاضرة نظرية عن السيناريو والإخراج السينمائي حيث وضح لخريجي المعهد الطريقة المثلى لتحويل فكرة أو صورة أو حتى مقولة إلى نص وثم تحويل هذا النص إلى صور مرئية تشكل أساس الفيلم السينمائي. وشرح عبد العزيز عدة نقاط سينمائية مهمة بعد عرضه فيلمين من إخراجه على الشاشة الكبيرة هما «ظلال النساء المنسيات» و«نصف ميللغرام نيكوتين».

تهدف الورشة السينمائية إلى تسليط الضوء على الخريجين الجدد، وتزويدهم بخبرات إضافية، وتقديم فرصة لترجمة مواهبهم على أرض الواقع من خلال تصوير فيلم قصير، إضافة إلى إفساح المجال أمامهم للحصول على فرص عمل سينمائية تحت أعين الخبراء.

وقد قسمت هذه الورشة إلى قسمين، الأول نظري «محاضرات» والثاني عملي ويتم بعد ذلك تصوير فيلم قصير من صنع الخريج تأليفاً وإخراجاً ومونتاجاً.

وعلى هامش الورشة السينمائية التقت «الوطن» المخرج محمد عبد العزيز قال: نحن نحتاج لتوعية بأهمية السينما في هذا العصر ونفتقد مثل هذه الورشات التي تقربنا من المناخ السينمائي فنحن نعيش ببلد لا سينما فيه، ومن ثم فالورشة ساعدت على تبادل الخبرات واكتساب الطلاب المعرفة من خلال تجربتي وعملي بالسينما وأقول دائماً نحن ضمن بلد لا سينما فيه وإنما هناك مجموعة من الأفلام فالسينما كإرث لا توجد، ومن خلال محاضرتي تحدثت عن السيناريو بمبادئه الأولية وعن الفكرة الأولى وكيف يتعامل الكاتب معها وقدمت للطلبة مجموعة من الخرائط التي تبين مدى قدرة الفكرة على التحول إلى سيناريو ثم تناولت الإخراج وهو كيفية تحويل النص الأدبي إلى بصري وما العمليات التي يمر بها الفيلم وسلطت الضوء على الجانب التقني فالسينما فن جماعي مرهف الإحساس.

وأضاف عبد العزيز: لا أستطيع أن أسمّي المشاركين طلاباً، فهم خريجون وممثلون ومحترفون وليسوا هواة، وفيهم من لعب أدواراً مهمة وله وجود على الساحة الفنية». وختم حديثه بالقول: «سأكون موجوداً بمرحلة كتابة النصوص واختيارها، وعمليات التصوير أيضاً، لنحصل على النتيجة النهائية «الفيلم القصير».

تقول أروى عمرين خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل: أحببت فكرة ورشة العمل السينمائية وقد أصبح لدي حماسة كبيرة ليصبح لدينا سينما ذات أهمية ببلدنا فنحن من خلال محاضرات الورشة تعلمنا تقنيات السينما، فمحاضرتي تناولت الإخراج وبناء النص وهي ذات أهمية لأننا اكتسبنا فكرة ومعرفة عن كيفية بناء النص وتكوين الفكرة الأولية.

ومن جهته أكد وسيم قزق خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل أن الورشة هي تجربة جديدة، فلقد تخرجت ممثلاً وليست لدي خبرة بالإخراج السينمائي أو صناعة السينما لذا فأنا أعتبر الورشة تجربة مهمة وهي عبارة عن اكتساب خبرات من أناس ذوي خبرة ومعرفة في عالم السينما.

أما الممثل مصطفى سعد الدين خريج عام 2011 فقال: الكلام كان مفيداً، فخلال السنوات الأربع التي درسنا فيها بالمعهد لم نحصل على أي معلومة عن السينما، وأما أنا فكان اليوم الأول مشجعاً لي.

بينما يقول وسام أبو صعب: أحببت فكرة الورشة لأننا بحاجة كثير لمثلها فهي سلطت الضوء على السينما ونتمنى الانطلاق منها إلى مشروع سينمائي سوري، وكل ممثل يحب الاطلاع على فكرة الإخراج بالعمل الذي يعمل فيه، وإنا أحب التعرف إلى رؤية المخرج بشخصيتي بالدور الذي أقوم به.

أما اليوم الثاني فكان مفعماً بالحيوية بحضور الأستاذ حنا ورد مدير التصوير والإضاءة الذي وضع الطلاب في الصورة الحقيقية الفعلية والتطبيقية للإضاءة السينمائية، موضحاً حالات الإضاءة وتفاعلها مع الكاميرا بأكثر من حالة ونقطة، مستفيداً من الأجهزة التقنية الكبيرة التي حملها معه إلى المحاضرة، كما أكد ورد أنه شرح للطلاب علاقة الممثل بالمخرج ومدير الإضاءة، وخاصة بما يتعلق بالجانب التقني الذي يفتقده الخريجون الجدد. ولامست من خلال المحاضرة النظرية تعطش الخريجين للتطرق لمشاكلهم في مواقع التصوير، لكن هذا لا ينفي أنهم مبدعون. أعتقد أن إقامة دورات وورشات بشكل دائم ستساعد الخريجين في رفع مستوى الثقافة البصرية السينمائية والتلفزيونية.

وفي اليوم الثالث وبعد الانتهاء من السيناريو والإخراج، إضافة إلى التصوير والإضاءة، جاء الدور إلى الماكياج والخدع السينمائية بإشراف الماكيير نيرمين وزير التي تتحضر لتصوير المسلسل السوري «رفة عين» للمخرج المثنى الصبح، الوزير وزعت الوقت المخصص على قسمين، الأول نظري تحدثت فيه عن فن الماكيير بشكل عام، أما القسم الثاني فشهد التطبيق العملي لعدة خطوات تتعلق بالخدع السينمائية، فشرحت للطلاب طريقة صنع الجروح والكدمات على جسم أي ممثل، ثم تناولت الطريقة التي يتم من خلالها تكبير وتصغير عمر الممثل، كما أثنت الوزير على فكرة الورشة، متمنية تكرار هذا النوع من الفعاليات، وخاصة أن السينما السورية بأمس الحاجة لأي نشاط يدعمها ويعزز مكانتها. واعتبرت أن اهتمام الخريجين بالسينما أمر إيجابي، وخاصة أنهم يفتقدون الكثير من المعلومات السينمائية لأن الدراسة في المعهد تختص بالمسرح فقط.