2012/07/04
فاتن قبيسي - السفير
«بدي غازل سوريا» أغنية أطلقها مؤخراً المطرب اللبناني ملحم زين، إثر بدء الأحداث الأخيرة في سوريا. تضج بها بعض القنوات التلفزيونية السورية، فيما يصدح صوته: «أقوى من أي شدة، غيمة سودا وبتعدي». وهكذا يستعيد الفن قيمته برأيه عندما يرتفع من مرتبة الترفيه ليعبر عن موقف وطني أو قومي.
لكن الأغنية فتحت على زين النار من كل حدب وصوب. فلامته بعض الأقلام الصحافية، وعتب عليه بعض معارفه لأنه قصد سوريا وغنى لها في محنتها. ويقول لـ«السفير» في هذا الصدد: «لماذا كل هذه الهجمة، هل قصدت تل أبيب؟ أنا أفتخر بموقفي هذا، لأن سوريا أعطتني الكثير كمواطن وكمطرب. وأقول لكل الأطياف في لبنان، لا يمكننا أن نكون في عداء مع سوريا، إنها بلد شقيق، وأمنها واستقرارها من أمن لبنان واستقراره. كما أن مئات العائلات في البلدين تربطها علاقات نسب ومصاهرة».
وزين أنجز البوما غنائياً يضم 13 أغنية، يتريث في إطلاقه لحين تهدأ الأوضاع في بعض البلدان العربية. وهو إذ يحترف الغناء الا أن عينه اليوم على الثورات العربية، وهو يتحدث عنها باندفاع وطلاقة كمن كان ينتظر سؤالاً في هذا المجال ليعلن موقفه. «هناك ثورات وثورات مضادة، ففي تونس ومصر مثلاً، انطلقت الثورة في البداية، ثم دخلت على الخط القوى الأجنبية. يجب أن نكون واعين كفاية، فلا نعتبر أي تحرك ثورة أو ربيعا عربيا، خصوصاً أن بعض الدول الأجنبية تجاهر بدعمها لهذه المعارضة أو تلك».
ويعرّج زين على سوريا، فيعتبر أن الإصلاح وتغيير بعض القادة أمر مطلوب وملح، لكن هذا لا ينفي وجود مؤامرة على البلد، الذي يشكل آخر قلعة من قلاع الصمود. ويضيف: «إذا أعلن الرئيس بشار الأسد فك تحالفه مع إيران، فستهدأ الأوضاع فورا في سوريا».
ولا يوفر زين اليمن باعتبارها موطن زوجته، فيصف الرئيس علي عبد الله صالح بالطاغية، معتبرا أنه «يحتضر اليوم، فيما شكلت المعارضة مجلسا انتقاليا وطنيا، وكل الدول تدرس مرحلة ما بعد علي عبد الله صالح».
وبعيدا عن السياسة، يعيش زين أجواء شهر رمضان مع العائلة، ويتحايل على ساعات الصوم الطويلة، عبر مزاولة نشاطات معينة ومشاهدة التلفزيون. ويقول ممازحا: «الصوم هالأيام على مدى 17 ساعة مرجلة»! وهو يتابع ثلاثة مسلسلات: «الحسن والحسين ومعاوية»، «العشق الحرام»، و«بو كريم برقبته سبع حريم». ويبدي رأيه في الدراما، معتبراً أن «السورية والخليجية رائدتان، فيما تراجعت الدراما المصرية قليلاً».
وزين الذي شارك مؤخرا في «مهرجانات فقرا»، وأنجز تصوير أغنيتين من البومه المزمع إطلاقه، ما زال يتحدث عن الاعتزال، كأنه ما زال يتأرجح بين الفن وأضوائه وإغراءاته وبين امتهان التجارة، كخيار مهني بديل. ولدى سؤاله عن سبب هذا التأرجح يقول: «لم أحدد فترة زمنية معينة تفصلني عن الاعتزال. وهناك عقود موقعة مع جهات معينة، وتتضمن بنودا جزائية تحول دون اعتزالي في السنوات الخمس المقبلة. كما أنني لم أشبع بعد من الفن. ولكن في كل الأحوال، لن أبقى كل حياتي مطرباً. بل سأستخدم صوتي حصرا في الأغاني الوطنية لاحقاً، وفي الأناشيد الدينية، ومدح الرسول (ص)».
وهل يمكن خوض مجال التمثيل؟ يجيب زين بقوله: «عُرض علي ذلك، لكنه غير وارد. «بالكاد تزبط معي بالكليب، فكيف بدي مثّل؟». قناعتي أن الله تعالى منحني موهبة الصوت فقط».
ولدى قولنا بأن كثرا من المطربين المصريين امتهنوا التمثيل الى جانب الغناء، يعلق بقوله: «لكنهم لم ينجحوا كلهم، فالتمثيل أضرّ بالمطرب فريد الأطرش على سبيل المثال. ربما كانوا مضطرين الى التمثيل، للوصول الى الجمهور، في غياب «الكليب» آنذاك».
وعن سبب رفضه المشاركة في لجان التحكيم في بعض برامج الهواة الفنية، يقول: «عرضت عليّ ذلك كل من «ام بي سي» و«نيو تي في»، لكن ما زال مبكرا خوض مثل هذه التجربة، التي تتطلب نضجا فنيا للحكم على المواهب الجديدة».
وعن اكتظاظ الساحة الفنية يقول: «الطالح يجعلنا نعرف قيمة الصالح. الأصوات السيئة لن تدوم، وفي النهاية ما بصح الا الصحيح».