2012/07/04
(CNN) عربي
اعترف مخرج فيلم "أسماء" عمرو سلامة أنه لم يتوقع أن تنجح فكرة الفيلم تجاريا، ولم يفكر في طرح فكرة الفيلم، كفيلم روائي طويل في البداية، ولكن الفكرة تكونت في ذهنه بالتشاور مع برنامج الإيدز بالأمم المتحدة.
وقال عمرو سلامة، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن البداية كانت بفيلم تسجيلي عن مرضى الإيدز، وخلاله سمع قصصا حقيقية كثيرة مليئة بالحب والشجاعة والبطولة، وشجعه على ذلك أنه كان يتمنى عمل فيلم عن قصة حقيقية.
وأشاد سلامة بشجاعة بطلة الفيلم هند صبري، عندما عرض عليها الفكرة الرئيسية، وقبولها تجسيد الشخصية الرئيسية فيه، وأنه لم يعرض السيناريو على أي بطلة أخرى غير هند، ولو كانت قد اعتذرت عنه لأعاد النظر في تنفيذ المشروع.
ونفى مخرج فيلم "أسماء" أن يكون قد تعرض للضغط لحذف بعض مشاهده، وأكد أنه حذف بعض المشاهد من أجل تقصير مدة عرضه، وأنه عرض المشاهد المحذوفة على الإنترنت، لأن أبطاله بذلوا فيها مجهودا كبيرا.
وأبدى عمرو سلامة تخوفه من صعود التيار السياسي الإسلامي، وتأثيره على السينما، ولكنه أكد أن أمام الجميع معارك كثيرة على عدة مستويات، كما نفى تراجع السينما التجارية بعد الثورة، مؤكدا أن السينما التجارية موجودة في كل العالم، ولن تتوقف ونجاحها يساهم في تنشيط السينما الجادة.
وعن غياب الموسيقى التصويرية في فيلم أسماء، أكد سلامة أنه كان يرغب في تقديم الفيلم بدون مؤثرات موسيقية لأنه مأخوذ عن قصة حقيقية، وكان يريد أن يقدم الفيلم كحقيقة بدون موسيقى، ولكنه وافق على رغبة البعض بتقديم موسيقى تصويرية في نهاية الفيلم.
وكان هذا نص الحوار:
متى بدأت فكرة فيلم أسماء؟
في 2005، كنت أصور فيلما تسجيليا عن مرضى الإيدز في مصر، وسمعت حكايات كثيرة أثارت فضولي، وبعد عام تحدث معي المكتب المسؤول عن الإيدز في الأمم المتحدة، وعرض علي فكرة أن أستمع لأشخاص آخرين وإمكانية عمل فيلم طويل، ولم أعتقد في البداية أن ذلك يصلح كفيلم تجاري.
ما أثار إعجابي بهؤلاء الناس أنني سمعت عن حكايات كثيرة منها الحب والشجاعة والبطولة، وكنت أحلم منذ فترة طويلة في عمل فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، ومن هنا تكونت فكرة فيلم "أسماء."
لماذا استمر التحضير للفيلم كل هذه السنوات؟
لأنه كان من الصعب أن أحول قصة درامية بهذا الشكل إلى سيناريو طويل، وهو أمر صعب للغاية، كما أن إنتاج فيلم بهذه الفكرة لم يكن أمرا سهلا في ظل ظروف الإنتاج الصعبة التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة، وقد كتبت السيناريو على مدى فترة طويلة وانتهيت منه في 2008.
كيف وافق أبطال القصص الحقيقية الذين استمعت لهم على رواية قصصهم؟
الشخصيات التي التقيت بها كانت في غاية الشجاعة والجرأة، وشعر هؤلاء أنهم مشوهون ويريدون الدفاع عن أنفسهم أمام مجتمعهم.
ما هي أصعب فترات التحضير للفيلم؟
فترة كتابة السيناريو كانت صعبة وطويلة، كما أن فترة التصوير لم تكن سهلة.
لماذا غابت الموسيقى التصويرية عن الفيلم إلا في نهايته؟
لم أكن أحبذ وجود موسيقى تصويرية في الفيلم لأنه عن قصة حقيقية، وكنت أريد تقديم الفيلم كقصة واقعية بدون موسيقى تصويرية، ولكني أخذت بنصيحة المقربين مني ووضعتها في نهايته.
البعض يسأل عن أسباب حذف بعض المشاهد من الفيلم؟
هذا حدث لأسباب فنية بحتة، من أجل تقصير فترة العرض، ولكني وضعت المشاهد المحذوفة على الإنترنت، من أجل عرضها على المشاهدين لأن الأبطال بذلوا فيها مجهودا كبيرا.
ألا ترى أن الفيلم كئيب للغاية؟
قصة الفيلم نفسها درامية جدا وليست كوميدية، والثقافة المصرية تعودت على الكوميديا، ووجود الفنان الكوميدي ماجد الكدواني خفف حدة الدراما بعض الشيء.
هل عرضت الفيلم على بطلة أخرى قبل هند صبري؟
هند كانت الاختيار الأول والوحيد لي، ولو كانت قد رفضته لأعدت التفكير في الفيلم كله، ولكني فوجئت بشجاعتها بقبول تجسيد الشخصية الرئيسية للفيلم فورا.
هل ترى أن الفيلم نجح تجاريا؟
من الصعب أن نحكم على الفيلم من الناحية التجارية، بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت بها مصر في العام الأخير، وجاء وقت عرض الفيلم خلال أحداث شارع محمد محمود وأمام مجلس الوزراء مباشرة، وهو ما أثر على الناحية التجارية للفيلم، ولكن ما أسعدني أن من شاهدوا فيلم "أسماء" خرجوا منه بانطباعات جيدة.
هل تعتبر فيلم "أسماء" تكملة لفيلم "6 - 7 - 8" لصديقك محمد دياب؟
الربط بين الفيلمين مقصود، فأنا ودياب أصدقاء قدامى، وكنا نسعى لكسر حاجز الصمت في المجتمع المصري، وتقديم الهموم الاجتماعية، وقد كان لكل منا تأثيره على الآخر.
كيف رأيت إشادة برنامج الإيدز بالأمم المتحدة بالفيلم؟
لم أفاجأ بإشادتهم لأنهم كانوا سعداء بالمشروع منذ بدايته، وكان فيلم "أسماء" بالنسبة لهم مثل الطفل الصغير، وساعدوني جدا لإخراج الفيلم للنور، فإشادة برنامج الإيدز بالأمم المتحدة مثل أم العروس، شهادتها مجروحة.
كيف ترى شكل السينما المصرية بعد الثورة؟
التوقع هنا صعب للغاية، فنحن لا نعرف توجهات القادمين للسلطة في مصر تجاه السينما، بالإضافة إلى مزاج الناس في الشارع، وما أعرفه أن أمامنا معارك كثيرة قادمة سواء من الناحية الاقتصادية أو على مستوى الحريات.
البعض يخشى من صعود تيار الإسلام السياسي على السينما المصرية؟
لن نتجاهل ذلك، ولكن أمامنا خيارين، إما أن يحاربوننا أو نحاربهم، وقد اكتشفنا في الفترة الأخيرة أنه لا يوجد من يدعي إنه يعرف طبيعة المجتمع المصري، لأن خيارات الناس محيرة جدا.
هل تتوقع أن تتراجع السينما التجارية في الفترة المقبلة؟
السينما التجارية لن تتوقف، ولم تتوقف في العالم كله، ولابد وأن تكون موجودة، نجاح السينما التجارية يمنح السينما الجادة فرصة أكبر للنجاح، لأن منتج الفيلم التجاري سيخاطر بإنتاج سينما جادة بسبب المكاسب التي يحققها من السينما التجارية.
هل توافق على العمل في السينما التجارية؟
أريد أن أعمل سينما بحرفية جيدة تسعد المشاهدين ويعيش فترة طويلة، بعيدا عن المسميات.
ما هو الجديد لديك في الفترة القادمة؟
أمامي أكثر من مشروع، منها سيناريو لفيلم "الإعلان"، كما أحضر لمشروع آخر مع بعض الأصدقاء.
هل ما زلت تنزل لميدان التحرير؟
لم أذهب للميدان منذ فترة طويلة لطبيعة المشهد وانعدام الرؤية، كما أن الفترة الحالية ضبابية.
هل ترى أن الثورة المصرية حققت أهدافها؟
الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها الثلاثة الرئيسية "عيش - حرية - كرامة إنسانية،" ولكنها حركت المياه الراكدة في المجتمع المصري، وجعلت الناس تهتم أكثر بالسياسة والتفكير في المستقبل، وأنا متفائل على المدى البعيد.
ما هي أكبر مكاسب الثورة وأكبر خسائرها؟
أكبر خسائرها أن الناس لم تقدرها بالشكل المطلوب، كما أن البعض شوه صورة الثورة وأهانها، وهذا أغضبني جدا، وأكبر مكاسبها أن الناس أصبح لهم صوت مسموع.