2012/07/04
ماري ريتا نهرا – دار الخليج
يتميز الإعلامي والممثل عماد هواري بصراحة شفافة في قول الأمور كما هي إنما بأسلوبه الإعلامي المهذّب، منتقداً أقلاماً فنية تتبدل حسب الظروف والإغراءات، وأيضاً العصابات الفنية القابضة على الانتاج الدرامي اللبناني، مشيراً إلى أن مستقبله في التمثيل يراه في سوريا ومصر . كيف ولماذا؟ أجرينا معه هذا الحوار تزامناً مع عرض مسلسل “في حضرة الغياب” في الشهر الفضيل على قناة “روتانا خليجية” .
* لماذا اعتذرت عن “صبايا3” مع أنه يُعرض في الشهر الفضيل؟
- لأن الشخصية التي كنت سألعبها لم تعجبني كثيراً . وفي الوقت نفسه اتصل بي المنتج والممثل فراس ابراهيم ورشّحني عن دور سكريتير السفارة المصرية أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو الذي ساعد الشاعر الكبير الراحل محمود درويش لدخوله إلى مصر في تلك الفترة . مساحة الدور ليست كبيرة لكن هناك شبهاً في الشكل بيني وبين الشخصية التي أؤدي دورها .
* لماذا غبت هذه الفترة عن التمثيل؟
- لم أغب إنما الظروف شاءت أن يكون تركيزي في الفترة الأخيرة على الإعلام . قبل عرض “صبايا 3” و”في حضرة الغياب”، تلقيت عرضاً للتمثيل إلى جانب نيكول سابا في فيلم سينمائي بترشيح من الفنان عصام كاريكا لكن حدوث الثورة الشعبية أدى إلى توقف العمل . وللعلم صورت في مصر أربعة أفلام مع كريم ضياء الدين ومحمد صيفي وصورت عدداً من المسلسلات أبرزها “حب تحت الحراسة” و”الجبال حين تنهار” مع يوسف شرف الدين وكان عملاً مصرياً-لبنانياً . أما غيابي عن التمثيل في لبنان فسببه أن عصابات الانتاج تتحكم بالدراما . ينجح ثنائي في عمل ما فيكررونه في أعمال أخرى . قد ينجح الأمر مرة لكن تكراره يعني الفشل .
* الأعمال الدرامية اللبنانية دخلت المنافسة من الباب العريض . فهل العصابات وحدها هي العائق؟
- صحيح أن الدراما اللبنانية ناشطة اليوم، وأنا أتلقى الكثير من العروض لكنني لا أجدها تشبه مجتمعنا اللبناني . لا أجد من المناسب تسليط الضوء على فتيات الليل والمخدرات والانفصال العائلي .
* لكنها موجودة في كل المجتمع العربي وليس فقط عندنا؟
- هي مجرد عيّنة ضيقة من مجتمعنا اللبناني والعربي . أين المبادئ العائلية ولماذا لا يُسلط الضوء على العائلات المترابطة بدلاَ من الذهاب نحو تفكيك العائلة والمشاهد التي تصور الخلافات بين الآباء والأبناء؟ أين أعمال شكري أنيس فاخوري ومروان نجار؟ لماذا لا نصور أعمالاً لبنانية مثل “أبو ملحم”، وسوريا مثل “جميل وهناء” . وهي أعمال تصلح اليوم كما حالها في الأمس .
* أين تكمن المشكلة؟
- المسلسلات لم تعد تركز على الشخصيات إنما على حياة الكل فيها أبطال وهنا الخشية من الانزلاق إلى فخ عدم التركيز في القصة .
* بين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والتمثيل، أين أنت؟
- أنا في كل هذه المواقع . أستحق أن يقال إنني إعلامي لأنني عملت في كل روافد الإعلام، وأنني ممثل لأنني بدأت ممثلاً . وحققت نجاحاً فيه . أنا لم أتأخر في التمثيل لأنني اجتهدت على نفسي كما في الإعلام حتى ارتبطت بي صفة الإعلامي وهذا ما أفتخر به، علماً بأن الصفة صارت تُطلق عشوائياً . فهل يجوز أن نقول عن مذيعة تغني وترقص في برنامجها أنها صارت إعلامية؟ هي موجة بين موجات كثيرة تسري على الساحتين الفنية والإعلامية .
* أنت مقرب من كل الفنانين . فلماذا لا يكون لديك برنامجك الفني؟
- الحمد لله أنني صديق جميع الفنانين والله لا يعوزني لأحد منهم في الوقت نفسه . الفنان يعرف أن عماد هواري يفيده في نشر أخباره بمصداقية واهتمام لهذا السبب يتقرب مني . الأخبار التي أقدمها سريعة لكن لها مفعول كبير على الصعيد الفني . أما عن البرامج، فصحيح أن ليس لي برنامجي الخاص إنما لا أقل أهمية عن أي زميل آخر لأنهم يعتمدون على أخباري في برامجهم . على أي حال سوف أطل في عيد الفطر إن شاء الله في برنامج خاص على شاشة عربية لا تقل أهمية عن “MBC” .