2012/07/04
المعتصم بالله حمدي – دار الخليج
فنان متميز حقق نجوميته عبر عشرات الأغنيات المحفورة في قلوب الجماهير المصرية والعربية، وهو مشغول دائما بقضايا وطنه ويرى أن أي فنان لا يفعل مثله، فهو لا يستحق الحياة، كما يرى أن شركة “صوت القاهرة” جمدت ألبومه “اصح يناير” لأنها “لا تزال غير مصدقة أن مصر فيها ثورة” . إنه المطرب الموهوب علي الحجار الذي كان لنا معه الحوار التالي:
كيف ترى الوضع الحالي في مصر؟
كل ما يحدث من مشاكل نتاج طبيعي للأمور التي تفرض نفسها بعد الثورات الكبيرة، والتاريخ يؤكد كلامي، وأجمل ما في الأمر أن رموز النظام السابق ينزلون الآن في “سجن طرة” . . ولكن علينا أن نتحلى بالصبر .
هل امتد فساد النظام السابق إلى الفن؟
بكل تأكيد مثله مثل كل قطاعات الدولة تأثر الفن وعبثت فيه أيدي الفاسدين من النظام السابق ولذلك لم أدهش كثيراً من تجميد شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات لألبوم “اصح يناير” لأنها أحد القطاعات الحكومية “الفلول” التي لم تصدق حتى الآن أن مصر بها ثورة .
وللعلم فقد رفضت العديد من عروض شركات إنتاج خاصة لتوزيع الألبوم وفضلت “صوت القاهرة” لأنني كنت أعتقد أنها شركة وطنية وهي الأولى بالألبوم .
طرحت مؤخراً ألبوم “اصح يناير” ما وجه الشبه بينه وبين ألبوم “عم بطاطا”؟
“عم بطاطا” ألبوم كامل تعاونت فيه مع الموسيقار فاروق الشرنوبي عندما قامت “حرب الخليج” بعدها شعرت بأن المنطقة العربية تتفتت، ومصر واقفة تتفرج، فقدمنا ألبوم “لم الشمل” وأجلت ألبوماً رومانسياً كان جاهزاً للعرض في الأسواق، وهو ما تكرر هذا العام فقد كنت أحضر لألبوم رومانسي سيطرح يوم 24 يناير سمعنا أن هناك ترتيبات لمظاهرات فطلبت تأجيل الطرح وانتظار ما سيحدث فأعيد الشريط للمخازن وتطورت بعدها التظاهرات لتندلع الثورة وقررت تأجيل الطرح وقمت بعمل ألبوم “اصح يناير” حتى أشارك في الثورة بصوتي .
ماذا عن رؤيتك لشكل الساحة الإعلامية بعد الثورة؟
لا تغيير، حتى الفضائيات الجديدة تفكر وتعمل بالطريقة ذاتها التي كانت تعمل بها، حتى الوجوه التي كانت مسيطرة هي ذاتها الآن تسيطر أيضا، سواء أكانوا مذيعين أم ضيوفاً، وكذلك سياسة الأجندات الخاصة ما تزال متبعة بشكل مستفز، كما أن هناك العديد من مقدمي البرامج تحولوا بشكل مضحك وهم يظنون أن المشاهد لا يمتلك ذاكرة .
ما علاقة مسلسل “السائرون نياماً” بالثورة؟
هناك تشابه كبير بين العصر المملوكي والعصر “المبروكي، أو المباركي” و”السائرون نياما” التي كتبها سيد مكاوي اعتبرت من أفضل وأهم مائة رواية عربية في القرن العشرين، وكان حظي جيداً في المسلسل حيث أديت دور مطرب الثورة، وكانت أغانيه ضد النظام، وتم تعذيبه حتى فقد بصره وبعدها قامت الثورة، فهو عمل جريء لكن لم أكن أتوقع أن أرى ما قمت بتمثيله واقعا في حياتنا .
أستشعر أنك تتواصل دائما مع قضايا وطنك؟
الفنان الذي ينفصل عن قضايا وطنه ويعيش لنفسه لا يستحق الحياة، وسينال شهرة في وقته، لكنه لن يخلد، انظر إلى سيد درويش الذي عاشت أغانيه أكثر من مائة عام وأذكر هنا والدي الفنان إبراهيم الحجار رحمه الله عندما اختلفنا على دخولي عالم الاحتراف لأنه لا يريد لي التعب والعناء الذي واجهه في حياته، ثم وافق بعد عناء وتدخلات والدتي وخالي مختار، ودعوته لحضور أول حفل لي وكان في الجامعة الأمريكية مع فرقة التخت العربي ورأى الجمهور يصفق بشدة ويطالبني بإعادة الوصلة عدة مرات، بعد ذلك قال لي الوالد أنا لي عندك شرط “أريدك أن تعمل أغاني تعيش طويلا بعدما تموت”، لذا فإن الفنان لا بد أن يكون مهموما بوطنه ويتواصل مع همومه وطموحاته .
لمن تهدي أغنية “ضحكة المساجين”؟
بالتأكيد لا أهديها لمساجين النظام في “طرة”، ولكن أهديها لكل سجين سياسي أعطى حريته من أجل مصر مثل علاء عبد الفتاح الذي تم الإفراج عنه مؤخرا، وهذه الأغنية هي الجزء الأول من قصيدة كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ولحنها فاروق الشرنوبي، وخلال الأيام المقبلة سنقدم الجزء الثاني من القصيدة الذي يتحدث عن الأقباط في مصر .
البعض يرى الثورة تعاني من عدم وجود قائد من بدايتها وبالتالي فملامحها تائهة . . ولم تكتمل بعد؟
روعة وعظمة ثورة 25 يناير أنها بلا قائد فعلي، وأن الشباب كانوا وقودها وقاطرتها وانضم إليهم الشعب كله، لكن كانت هناك إرهاصات ومقدمات سبقتها وأوحت بقربها مثل إضرابات عمال المحلة وكفر الدوار والضرائب العقارية وغيرها من التظاهرات والإضرابات والاعتصامات الفئوية، فضلا عن طوابير العيش وطوابير البوتاجاز وأزمات السولار والبنزين، كل ذلك كان بمثابة التمهيد لاندلاع الثورة .