2012/07/04
دمشق تشرين دراما ثقافة – فنون الاحد 21 شباط 2010 بشرى مسعود يؤكد علماء النفس اكتساب الطفل لعاداته اليومية وأنماط تفكيره من الرسوم المتحركة التي يشاهدها، فما الذي يمنع من وجود رسوم متحركة عربية خالصة، فالإمكانات العربية المادية مهدورة في اتجاهات تتجاهل التكوين الفكري لجيل قادم هم من يصنع مستقبلاً أفضل، ورغم التجارب القليلة الموجودة في سورية والتي نالت الإعجاب والتقدير، يبدو أن العيون بدأت تتفتح على أهمية إنتاج رسوم متحركة مستقلة، يتفاءل أن تلقى نجاحاً كالدراما السورية، أو الدبلجة السورية للأعمال الدرامية المختلفة، فمثلاً فيلم الرسوم المتحركة «خيط الحياة» الذي كتبته «ديانا فارس» وأخرجته «رزام حجازي»، وحصد مجموعة من الجوائز منها: الجائزة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان القاهرة السابع عشر لأفلام الأطفال، وشهادة تقدير من مهرجان سيسلي للأفلام في ولاية ميامي الأمريكية، ما يبشر بإمكانات وقدرات على إنتاج أفلام رسوم متحركة شبيهة، حيث تضمن الفيلم الأزياء العربية إضافة إلى أشكال الوجوه العربية التي تجعل الطفل العربي يعايش أحداث الفيلم بشكل طبيعي دون أن يشعر بالغرابة. وإذا كانت الدعوات التي انتشرت في المدة الأخيرة، تؤكد على خطورة انتشار الفكر والثقافة الغربية بين الأطفال، خاصة من خلال الرسائل المبرمجة التي تختزن دون أن يشعر المتابع بوجودها، لتدخل في إطار اللاوعي والعقل الباطني من خلال صور سريعة ومواقف محددة تبقى لدى العقل الباطن لتشكل خلفية طفل غير سليم في بنيته الفكرية سريع الانقياد من خلال صور غريبة مشوهة وحيوانات تشبه الكائنات «الفضائية»، وأسلوب حوار متخلف بعيد عن أي قيمة يشجع على العنف ويشوه التفكير والذاكرة، خاصة مع وجود القنوات المتخصصة ببرامج الأطفال والتي تبث ساعات طويلة دون رقيب. إن الترخيص لأي فضائية موجهة للأطفال يجب أن ينحو لطرق أكثر جدية، وليس فقط لمجرد الاستثمار الإعلاني، ويجب ألا تتم المساومة على عقول خصبة يانعة بل ضرورة التدقيق والمراقبة والمساءلة ودراسة محتوى برامج الكرتون بشكل أساسي. وهذه البرامج إنما أنتجت بتكلفة رخيصة وبيعت في بلدان العالم الثالث، وهنا السؤال من المسؤول عن انتقاء هذه البرامج وهل كانت البرامج ذات المحتوى المتدني ارخص مادياً فاسترخصها المشتري حتى على تزييف عقول الصغار، بالتأكيد توجد برامج أطفال أجنبية ذات مضمون جيد، فما الذي يمنع شراءها. على أمل أن نتمكن قريباً من إنتاج رسوم متحركة عربية الصورة واللسان ما يتطلب دعم المسؤولين واكتشاف الموهوبين.