2012/07/04
سلوان حاتم - الثورة
لن نقول إنه برنامج تجاري كغيره من البرامج التي تعتمد على جذب المتابعين باستضافة مجموعة من النجوم, لأنه لا يغفل ناحية انسانية تبرز من خلاله ولكن...
هذه الـ(لكن) ما هي إلا غصة تصدر من أعماق كل من رأى أن أبواب الانسانية تفتح في سبيل الترفيه والربح وإن رأى بعضهم تبرير الوسيلة في سبيل الغاية فإن غاية الربح لا تبرر صعود أكتاف الانسانية.
ديو المشاهير في موسمه الثاني مازال يجلب النجوم الذين أتوا لثلاثة أسباب أهمها السبب الانساني وثانيها السبب المادي لأن الكلام عبر مواقع النت عن عقود تبرم مع هؤلاء النجوم حتى إن الحديث عن أحدهم أنه اشترط عدم خروجه باكرا من البرنامج كي يشارك وهذا ما دفع إدارة البرنامج لوعده بذلك (على ذمة بعض مواقع النت) أما ثالث الأسباب فهو الظهور عبر الشاشة والانتشار أكثر عربياً وقد نضيف سببا رابعا وهو تجربة غناء في حال نجحت ربما يتم توجيهها في هذا الطريق الفني الجديد لعلها تطلق النجومية لهذا النجم.
أحاديث كثيرة ترافق هذا البرنامج عن خروج المتسابقين وآراء اللجنة وللأسف فإن التبدلات التي طالت لجنة الحكم التي ولعلها اللجنة الأولى في برنامج ترفيهي فني تخلو من العنصر النسائي بعد استبدال الشاعرة جومانا حداد بالمطرب الإماراتي عبدالله بالخير الذي يضفي نوعا من المرح عبر رأيه وأكثرها كان مرحا الحلقة التي استضاف بها البرنامج المطربة الاستعراضية ميريام فارس التي جعلت من بالخير يشيد ويمدح ويثني على النجمة ناسياً ديمة الجندي شريكتها في الأغنية وباقي المشاركين فهو قد اعترف بأنه سحر بإطلالة ميريام...! إلى جانب بالخير يجلس الملحن الفنان غدي الرحباني الذي حل محل شقيقه أسامة في لجنة تحكيم البرنامج وهو صاحب رأي فني لا يجامل فيه كثيرا أما العضو الثالث في اللجنة فهو روميو لحود الغني عن التعريف وسبق له أن كان عضوا في لجنة تحكيم استديو الفن.
ولو حاولنا مساءلة أنفسنا من سيفوز في نهاية البرنامج لوجدنا أن الجواب لن يأتي بهذه السهولة فباستثناء مشاركين أو ثلاثة ممن نستطيع وضع علامة الوسط على أصواتهم فإن الباقين لنستغرب كيف لم ندقق يوما أن أصواتهم ليست موسيقية أبدا رغم محاولتهم الغناء، وهو أيضا يثير تساؤلا آخر وهو إذا ما كان دور أحدهم وهنا أقصد الممثلين المشاركين يقتضي أن يكون دور مغنٍ فكيف سيقومون بهذا الدور أم عندها سيضطرون لوضع صوت أحد المطربين المغمورين مكان صوتهم, كما أننا نشاهد وجود إعلاميين وملحنين ومخرجين في هذا البرنامج والسؤال الذي يطرح نفسه كيف اختارت لجنة البرنامج هؤلاء الفنانين بل على أي أساس تم اختيارهم ولماذا؟
في الموسم السابق فازت النجمة اللبنانية نادين الراسي بالمركز الأول وتبرعت بالمبلغ الذي ربحته كحال كل من يخرج من البرنامج وهذا التقليد لم يتغير عن الموسم الماضي ولا ندري من سيفوز هذا الموسم ولصالح من سيذهب المبلغ الذي سيربحه صاحب المرتبة الأولى مع وجود إشاعات تتحدث أن الجائزة هذا الموسم لن تكون لبنانية من أجل المشاركين العرب ومن أجل التصويت مع أنه لو تم إعطاء ما يتقاضاه أحد الضيوف المشاهير المشاركين في البرنامج لقاء ظهوره في إحدى الحلقات لكان باستطاعتهم تقديم مبلغ أكبر لصالح الجمعيات الخيرية أو المشافي أو حتى في مكافحة المجاعة في الصومال.
ولعل المشاركين اتخذوا من أنجلينا جولي وزوجها براد بيت أو من روجيه فيدرير وشارابوفا لاعبي التنس أمثلة للإنسانية وكذلك مجموعة كبيرة من الأثرياء الذين يجنون أرباحا طائلة ويعطون جزءا معنويا منها لمساعدة أو مكافحة الفقر والتشرد وربما لو استغل هؤلاء شهرتهم بطريقة صحيحة لكانوا استطاعوا القضاء على الفقر لكنهم يريدون الترويج دائما لانسانيتهم عبر استغلال الطفولة والفقر والمرض ولا نريد من برنامج ديو المشاهير أن يتحول لجامع أرباح من خلال النجوم والفكرة الانسانية.
لم نستعرض البرنامج ونقيمه من جميع النواحي ولم نتطرق لأسباب الخروج والبقاء ولم نتحدث عن الكمية الكبيرة من المتعة والسرور التي يضيفها البرنامج وعن التسلية المترافقة مع الضيوف الذين يقبلون الانتقادات كما لو أنهم طلاب جدد في المدرسة ولا عما يجنيه البرنامج لقاء الكم الكبير من الاعلانات والاتصالات ولا عن المطربين الضيوف الذين يصعدون المسرح ويغنون مع المشارك مثل النجم عاصي الحلاني وميريام فارس وعصام كاريكا ولا عن المشاركين العرب مثل ماغي أبو غصن وطارق أبو جودة وميرنا خياط وغيرهم ولا عن ديمة الجندي التي خرجت متفاجئة وعن سيف سبيعي وعن اعتذار ميلاد يوسف لأن سؤالاً واحدا يخطر في بالي وهو هل الإنسانية باب من أبواب الربح ولماذا لايخصص جزء أكبر من الأرباح من أجل مساعدة أكبر؟.. هو سؤال قد لا يجيب عليه أحد ولكن بأقل تقدير تحظى إحدى الجمعيات بمبلغ من المال قد يساعدها بعض الشيء في عملها.