2012/07/04
مِلده شويكاني - البعث
عُرف الفنان عبد الفتاح مزين بكاركتر خاص يمزج بين الاجتماعي والكوميدي الساخر، وتميز بنبرة ساخرة متهكمة، وهذا ماجعله قريباً من الناس رغم أنه مقل بأعماله نوعاً ما ويفضل الابتعاد إذا لم يقتنع بالدور، وخلال مسيرته الفنية في السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون قدم كاركترات مختلفة غلب عليها طابع الشر خاصة في (اختفاء رجل – هجرة القلوب للقلوب –وجهاً لوجه –دائرة النار -) إلا أن العمل الأهم الذي ارتبط بأذهان الناس كان (زاهي أفندي) في"أبو كامل" وفي السنوات الأخيرة قدم كاركترات شامية كما في "حارة الياقوت ورجال العزّ". وفي موسم رمضان 2012 سيطل على الشاشة بعدة كاركترات إذ يقول :
سأشارك بالعمل الشامي "طوق البنات" النص ممتع جداً يجسد البيئة الشامية في ثلاثينيات القرن الماضي وسأمثل دور رجل شرير ماكر يختلق المشاكل في الحارة، العمل من إخراج علاء الدين كوكش .أما دوري في "زمن البرغوت "فسيكون الحلاق و حكيم الحارة الذي يرتبط مع سكانها بعلاقات اجتماعية عميقة، ويكون له دور في تصاعد الأحداث، ترتبط الشخصية أيضاً بخيط كوميدي ساخر، يعود العمل بأحداثه إلى زمن الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى وهو من إخراج أحمد إبراهيم أحمد.
ويتابع مزين حديثه عن الأعمال الشامية: الأعمال الشامية القديمة تؤثر بي كثيراً وتعيدني إلى الوراء، فأتذكر صورة أمي وهي تحضر مائدة الإفطار وتعود صور متتالية للعلاقات الاجتماعية الحميمة السائدة آنذاك والصداقات الطيبة مع الأهل والجوار.
ونشهد من ملامحها سهرات رمضان وبائع الفول والزينات المعلقة احتفاءً برمضان، وأرى –والحديث للفنان مزين- أن لهذه الأعمال مكانةً خاصة لدى المشاهدين ليس في سورية فقط وإنما في الوطن العربي و بلاد الاغتراب.
وعلى صعيد آخر توجد لمزين تجارب في الدراما العربية المشتركة لا سيما التاريخية و سينضم الى أسرة مسلسل "يهود خيبر" لموسم رمضان القادم حيث يتابع: تعاملت مع المخرج محمد عزيزية في عدة أعمال منها شجرة الدر وسقوط الخلافة الذي حصل على جائزة، وفي يهود خيبر سأؤدي دور رجل سيىء، ولمناسبة الحديث فأنا أحب الأعمال التاريخية عامة لأنها تمزج بين المصداقية و مقدرة الكاتب على التخيل، تضاف إليها رؤية المخرج، وأنوه بأن العمل مع المخرج عزيزية له فائدة ومتعة في آن واحد لأنه مخضرم بالدراما ، وإضافة الى دراستي الأكاديمية في أمريكا أمتلك براعة ليس بجمالية الصورة فقط، وإنما بالتمكن من إدارة الكاميرا وبمعرفة دقيقة بتقنياتها ولديّ ثقافة واسعة بتاريخنا العربي مما أتاح لي إخراج أهم الأعمال التاريخية منها "الظاهر بيبرس" .
إلا أن العمل الأهم الذي توقف عنده عبد الفتاح المزين كان "كوهين "العمل السياسي الضخم الذي يفضح أساليب الجاسوس الإسرائيلي كامل ثابت بعدما دخل الى سورية إثر علاقاته الاجتماعية، وأصبح رجلاً متنفذاً ثم رشح للوزارة ، وقد اكتشفه المصريون من خلال صورته في أحد اجتماعات الموساد الإسرائيلي، بعد ذلك أعدم في سورية. وعلى الرغم من أن أعمال الجاسوسية لم تحقق نجاحاً يذكر بعد رأفت الهجان إلا أن مزين يتوقع نجاح العمل فيقول: قصة العمل شائكة وخطيرة وفيها حبكة درامية قوية وسيكون من إنتاج شركة الشرق للإنتاج الفني، وتتم حالياً التحضيرات له ومن المتوقع أن يصور في هذا العام وسأجسد فيه دور كوهين، و سأضيف إلى الشخصية رؤيتي الخاصة من خلال قراءاتي عن الشخصية في سورية ومصر ومشاهدتي الأفلام الوثائقية عنه، لأنني لا أقدم من خلاله حدوتة مسرودة فقط وإنما أقدم رسالة إلى العدو الصهيوني .
وفي الختام علق مزين على دراما 2012 قائلاً: لاشك بأن الأزمة أثرت على الدراما السورية من حيث عدد الأعمال، إذ صورعدد قليل منها لا يتجاوز أصابع اليد، فحرم الكثير من الفنانين من المشاركة وكذلك بعض المخرجين، ورغم ذلك فأنا متفائل لأن الأعمال التي أنتجت من قبل المؤسسة العامة للإنتاج والشركات الخاصة نوعية وستتخطى نجاح دراما 2011. فمن المعروف أن الدراما السورية تتبوأ المكانة الأولى في المحطات الفضائية، وهي موضع إعجاب شعوب الوطن العربي قاطبة، وعلى صعيد آخر لا ننسى أهمية سورية من حيث الموقع الجغرافي الهام ومناخها المعتدل وتعدد البيئات والأمكنة فيها ، ومساحة الصحراء الموجودة في تدمر، والتي أصبحت مسرحاً للأعمال التاريخية العربية المشتركة، وهذا كله يزيد من مكانة الدراما السورية.