2013/05/29
خاص بوسطة- محمد الأزن
قال المخرج عامر فهد إن أسرة مسلسل بقعة ضوء يتحدث بلسان الشارع؛ " إذ لايمكن أن نكون خارج السرب، ونقول للناس تعالوا نتحدث عن الحب، أو أن العصافير تزقرق في ظل الظروف التي نعيشها"، واعتبر أنه من المبكر الحديث عن ردود الأفعال على العمل الذي مازال في طور العرض، وأملَ أن يحظى "بقعة ضوء" 9 بنصيبه من النقد الموضوعي، وشرح عامر فهد في مقابلةٍ خاصّة مع موقع «بوسطة» مشكلته مع رقابة المشاهدة، داعياً وزارة الإعلام إلى توحيد مرحلتي الرقابة على النصوص والمشاهدة في مرحلةٍ واحدة.
وإليكم نص المقابلة:
ما السر في استعادة بقعة ضوء بجزئه التاسع لشعبيته قياساً بالانتقادات التي طالته في الموسم السابق 2011؟
"باعتبار أن بقعة ضوء حمل بأجزائه السابقة توقيع عدّة مخرجين، أردت أن أقدم بصمتي الخاصّة كمخرج في بقعة ضوء 8 أول الأجزاء التي أخرجها من هذه السلسلة، فقررت الذهاب باتجاه الدراما الاجتماعية الإنسانية، وكانت النتيجة أننا اتهمنا بالابتعاد عن هموم الناس، والحرص على تقديم صورة جميلة قد لا تتفق مع الأجواء السائدة في البلاد، لكن الحقيقة هي أنني كنت أبحث عن التميز عن الأجزاء السابقة باختيار زوايا جديدة للقضايا التي يتناولها المسلسل بنسخته الثامنة، وهذه مهمة ليست سهلة في سلسلةٍ صورّ منها سبع أجزاء سابقة."
لكن هذا لم يفهم من النسخة الثامنة من العمل، بل ربما اعتقد البعض أن بقعة ضوء 8 أراد النأي بنفسه عن الأحداث التي تجري في البلاد؟
"أبداً... فالكل يعلم أننا بدأنا التحضيرات لبقعة ضوء 8 قبل أشهر من بداية الأحداث في سورية، وحينما بدأ التصوير كانت صورة ما يجري غير واضحةً بالنسبة لنا، وبالتالي لم نتمكن من مواكبتها، أو التطرق لانعاكاسات المشكلات السياسية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ما حدث شكلّ صدمةً للجميع في البداية، إلا أننا استعدنا في الجزء التاسع من المسلسل الحس الانتقادي الساخر للعمل بعد أن بدت الأمور أكثر وضوحاً، وقررنا أن نتحدث بلسان الشارع، إذ لايمكن أن نكون خارج السرب، ونقول للناس تعالوا نتحدث عن الحب، أو أن العصافير تزقرق في ظل الظروف التي نعيشها."
على مستوى الكتّاب هناك الكثير من الأسماء المعروفة التي غابت عن بقعة ضوء 9 ... لماذا؟
"أثناء التحضيرات لهذا الموسم تكلمت مع كل مَنْ كانوا يكتبون لبقعة ضوء في المواسم الماضية، ومعظمهم اعتذر بسبب إحساسهم بالحزن على ما يجري في البلاد، والحق يقال أن أكثر من تجاوب معي الكاتب حازم سليمان، وكتب لوحات عديدة تناسب هذه المرحلة، وكان من فريق الإعداد لبقعة ضوء 9، معظم اللوحات كانت لحازم، وللكاتب سامر سلمان، مع مشاركات بسيطة لمازن طه، بالإضافة للوحات متفرقة لكتّاب مختلفين."
الجرأة في الطرح كانت السمة الأبرز لمعظم لوحات بقعة ضوء 9... هل واجهتم صعوبات مع الرقابة في موسم 2012؟
"بالفعل كان لدينا الكثير من اللوحات السياسية والاجتماعية الناقدة في هذا الموسم من بقعة ضوء، الشارع فرض علينا أن نكون ضمن أجواء ما يجري، طبعاً هناك عدّة لوحات لم توافق عليها رقابة قراءة النصوص، ولكن واجهتنا مشكلة من نوعٍ آخر تتعلق برقابة المشاهدة التي اعترضت على لوحات أخرى بعد التصوير، وأتمنى على وزارة الإعلام في المواسم المقبلة أن توحد بين مرحلتي الرقابة على القرآءة، والرقابة على المشاهدة، فحينما تجيز رقابة النصوص إحدى اللوحات، ويتم تصويرها، ثم تأتي رقابة المشاهدة لتعترض عليها هذا يعني المزيد من الخسائر الماديّة والمعنوية بالنسبة لنا، فليس من السهل أن تذهب جهود الناس سدى، لمجرد أن رقيب المشاهدة لم تعجبه اللوحة، علماً بأنه تمت إجازتها مسبقاً من رقيب النصوص، وهنا لا أعترض على مسألة الرقابة بالمطلق، وإنما أدعو إلى توحيدها في مرحلة واحدة، هناك لوحات لم تعرض على التلفزيون السوري، وأخرى تم الحذف منها على تلفزيون المنار، ووحده تلفزيون الدنيا يعرض كل اللوحات كما هي دون أي حذف."
ماهي الأصداء التي لمستموها مما عرض من بقعة ضوء 9 خلال شهر رمضان؟
"لازال العمل في طور العرض، ومن المبكر الحديث عن ردود الأفعال، لكنني أتمنى أن يحظى بنصيبه من النقد الموضوعي بعيداً عن التجريح في المسلسل والمخرج، وخاصّةً أولئك الذين يتحدثون عن الرؤية الإخراجية بالمطلق دون أدنى علمٍ بما يتحدثون عنه، فيأتي النقد لمجرد النقد."
من اللافت أيضاً أن بقعة ضوء 9 استعاد كامل نجومه في المواسم المسبقة؟
"علاقتي بالزملاء الفنّانين جيدّة جداً، والمحبّة هي التي جمعتنا، وساد بيننا جو من الثقة بعد بقعة ضوء8، والكل كان لديه الرغبة في المشاركة في هذا الموسم بالذات، كما حرصت على نوع من التوزان في عدد اللوحات التي يشارك فيها كلٌ من الفنّانين الذي ضمتهم أسرة بقعة ضوء 9، طبعاً هناك فنّانون لم تسمح ظروفهم بالمشاركة في عددٍ كبير من اللوحات مثل أيمن رضا الذي كان منشغلاً بـ"سيت كاز" فحلّ ضيفاً على المسلسل بلوحتين، والفنّانة أمل عرفة التي لم يسمح لها انشغالها بـ"رفّة عين" سوى بالمشاركة بأربع لوحات."
ماذا عن الأخبار التي تدوالتها الصحافة عن توقف تصوير المسلسل بسبب نقص في اللوحات، أو أسباب أخرى؟
"هذه إشاعة لا أعرف مصدرها، والحقيقة أن التصوير لم يتوقف مطلقاً لأي سبب كان، بل بالعكس فترات التوقف أثناء تصوير المسلسل كانت أقل من المعتاد، واستغرق تصويره بالمجمل واحداً وستين يوماً، وأنا أتحدى أن يكون أي مسلسل سوري قد تم إنجازه بمثل هذا الزمن، خاصةً في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، والكل يعلم أن بقعة ضوء من أصعب الأعمال، ويتم تصويره في عددٍ قياسي من المواقع التي لا تشبه بعضها البعض."
هل واجهتم مخاطر من أي نوع أثناء التصوير؟
"لا أبداً... وهذا يتعلق باختيارنا لمواقع التصوير البعيدة نوعاً ما عن المناطق الساخنة."
....وفي ختام مقابلته مع موقع «بوسطة» أعرب المخرج عامر فهد عن أمله في أن يعم الخير والسلام سورية، وأن تعود محبة الناس لبعضهم البعض أكثر مما كانت من قبل.