2012/07/04
عاطف عفيف - تشرين
يتابع عازف الكمان السوري العالمي أشرف كاتب مشواره في مشروعه الذي أطلق عليه تسمية «الموسيقى العربية والعالم» وهو مشروع رائد على مستوى العالم.
بدأ به عام 1997، ويقوم من خلاله بإعادة جمع أعمال الموسيقيين العرب وعزفها ونشرها في خطوة لتعريف العالم بنتاج المبدعين الموسيقيين العرب.
ويقول أشرف كاتب في لقاء مع تشرين أثناء وجوده في اللاذقية لتقديم أمسية موسيقية مع عازف البيانو الأوزبكي «أولو غبيك بالفانوف» في جمعية
العاديات باللاذقية:
الموسيقا ليست حكراً للغرب، هناك الكثير من الموسيقيين العرب المعزولين والمعتم عليهم إعلامياً، ولا أحد يعرفهم وهم جديرون بأن يظهروا للنور وأن
تعزف أعمالهم، ولم يقم أحد بعزف أعمالهم، لا أعلم إذا كان ذلك متعمداً بالغرب..! لكن المصيبة الأكبر أنه بالدول العربية لم تعزف أعمالهم، مثل ضياء
السكري، بوغوص جلاليان، مصطفى عائشة الرحماني، جمال عبد الرحيم أبو الموسيقا العربية المعاصرة والذي أسس أول فرع للتأليف الموسيقي
بكونسرفتوار القاهرة بالخمسينيات.
ويتابع: رغبت بالقول إن هناك فكرة عن العرب مسبقة لدى الغربيين بأنك أنت كعربي إرهابي وجاهل ومتخلف، لذلك حاولت إطلاق هذا المشروع لأقول لهم:
كم هم مخطئون وأننا نحن أيضاً مشاركون بالحركة الموسيقية العالمية، وأننا نحن أيضاً نؤلف موسيقا كلاسيكية وليست حكراً على الغربيين
ويقول: بأن هناك مؤلفين عاشوا وماتوا ولن ينشروا أعمالهم، فأخذت تلك الأعمال وطبعتها بشكل لائق ومحترم وسجلتها بأسمائهم في الجمعية العالمية
لحفظ حقوق النشر، البعض لم يثق بي لذلك لم يبعثوا لي بنوتاتهم خافوا أن أسرقها وأضعها باسمي.
وأضاف: سجلت أول أسطوانة في تاريخ الموسيقا العربية وهي أول نتاج لمشروع «الموسيقى العربية والعالم» وسميتها إيماء في عام 2001، وتتضمن
مؤلفات لسبع مؤلفين من أربعة أقطار عربية، لكن للأسف ظهرت هذه الأسطوانة إلى الوجود في تشرين الأول عام 2001 أي بعد حوادث أيلول عندما كان
الناس يخافون ويهربون من كل شيء يمت بالصلة للعرب مع العلم أن التمويل جاءني من شركة ألمانية، رغم أني حاولت مع الكثير من الجهات العربية للحصول على تمويل لكن دون جدوى، وسجلت تلك الأسطوانة مع صديقي غزوان زركلي في مدينة سان بطرسبورغ، وتم تسجيل 5000 C.D
بيعت خلال 3 أشهر.
ضياء السكري
أما الخطوة الثانية في المشروع جاءت متأخرة ثماني سنوات وهي تسجيل أسطوانة عن ضياء السكري وسميتها «ضياء السكري، موسيقي من حلب».
وذكر أشرف: بأنه في عام 1992 عندما تقدمت لفحص الدبلوم بموسكو طلبت مني اللجنة الفاحصة أن أقدم عملاً لمؤلف من بلدي إذا كان بالإمكان، راسلت
الأستاذ ضياء وأرسل لي عملاً رائعاً اسمه «سلطانة دمشق» وأخذت عليه أعلى درجة بين المتسابقين من كل دول العالم الذين كانوا يتقدمون لفحص
الدبلوم، وكنت أينما أعزف مؤلفات ضياء السكري يبدي الناس اعجابهم بتلك المقطوعات، لذلك قررت في عام 2008 أنا و 9 عازفين للبيانو من دول مختلفة من العالم أن نسجل C.D
على حسابنا وأن نهديه بعيد ميلاده السبعين، لكن المشروع فشل في حينها لأن تكلفته كانت كبيرة، وفي عام 2010 عرضنا الموضوع على مجلس مدينة
حلب ووافق على تمويل المشروع، وحين أطلعت الأستاذ ضياء على موافقة مجلس المدينة على التمويل، تفاجأ بالمشروع وفرح كثيراً، فأرسل لي كل النوط
الموجودة لديه وهي 22 قطعة وقال يمكنك أن تختار منها ما تريد، ورأيت أن جميع القطع جديرة بالعزف، لكن كان المبلغ المرصود سيتضاعف لان هناك 22
عازف بيانو من 22 بلداً من العالم، وحين عرضنا الموضوع على مجلس مدينة حلب وافق مباشرة على مضاعفة التمويل وكنا نسابق الزمن لتسجيل
الأسطوانة لأن صحة ضياء بدأت تدهور بشكل سريع وتم تسجيل الأسطوانة في برلين، وكان من المقرر أن يحضر عملية التسجيل لكن وضعه الصحي لم
يسمح بذلك.
في 13 تشرين الأول من العام الماضي تم إطلاق الـ C.D في قلعة حلب ولم يحضر الأستاذ ضياء لأن صحته كانت متدهورة جداً لكنه تابع الحفلة مباشرة
على التلفون، ووجه حينها تحيته لجمهور حلب وتشكّر القائمين على العمل، وكرمته مدينة حلب وأعطته درع المدينة الفضي، وللأسف بعد شهرين وفي 3
كانون الأول توفي ضياء السكري بعد أن رأى وفرح بأهم مشروع بحياته الفنية.
بورتريه
أما الخطوة الثالثة ضمن مشروع «الموسيقى العربية والعالم» في عام 2011 تتضمن تقديم عمل بورتريه منفصل لكل مؤلف من المؤلفين الذين عزفت لهم في الـ C.D
إيماء(1)، وهذا العمل سيصدر بكتيب يتضمن تسجيلاً لكل مؤلفاته وأعماله مع فيلم وثائقي عن حياته وبدأت الآن بضياء السكري، والمشروع القادم بوغوص
جلاليان وهو مؤلف سوري المولد ولد باسكندرون عام 1924 ويعيش الآن في بيروت، وهو موسيقي عظيم حصل على جوائز عالمية كثيرة، وهو غير معروف
أيضاً، وهو الذي علم الأخوين رحباني الهارموني، وعلم زياد الرحباني العزف على البيانو والعلوم الموسيقية والتأليف الموسيقي، وكان يعزف على البيانو في
بعض أغاني فيروز.
وهناك C.D لأعمال موسيقيين غربيين مشهورين نكّهوا أعمالهم بقطع موسيقية عربية سموها إما لحناً عربياً، أو رقصة عربية، أو دبكة ومنهم أمثال تشيكوفسكي، ريمسكي كورساكوف، إدوارد غريك، ريتشارد شتراوس، وتقوم شركة غاناما السورية بتمويل الـ C.D
كاملاً، وسأقوم بعزف تلك الأعمال مع عازف البيانو الأوزبكي العالمي أولوغبيك بالفانوف.
إيماء 2
وهناك C.D إيماء «2» وهو تتمة لـ C.D إيماء «1» حيث كنت قد دعوت كل المؤلفين العرب ليبعثوا لي بنوتاتهم لعزفها ونشرها، وتوالت الأعمال على عنواني في برلين، ولقد اخترت 11 عملاً سأنفذها قريباً في C.D
مع العازفة السورية المقيمة في باريس السيدة دانيا طباع.
بطاقة
ولد عازف الكمان السوري الألماني أشرف كاتب في مدينة حلب، أنهى دراسته الموسيقية متخصصاً في العزف على آلة الكمان من معاهد حلب، موسكو،
برلين، كراكوف يعيش في برلين منذ عام 1992 ويعمل مدرساً وكعازف سولو وموسيقا الحجرة، شارك في الكثير من المهرجانات العالمية وكان ممثل العرب
الوحيد في أوركسترا الأمم.