2012/07/04
وليد أبوالسعود وأحمد فاروق - الشروق
رفض الفنان عادل إمام الاتهام الموجه إليه من قبل بعض المنتمين لتيار الإسلام الساسى بازدراء الدين الإسلامى فى أعماله الفنية والسخرية من الجلباب واللحية. وقال إمام ــ تعليقا على الحكم الذى قضى بحبسه ثلاثة أشهر من محكمة جنح الهرم، وتغريمه ألف جنيه ــ إن أفلامه ومسرحياته لا تحمل أى إساءة للأديان السماوية. وتعجب من أن الدعوى المقامة ضده تقول إن فيلمى «مرجان أحمد مرجان»، و«الإرهابى»، ومسرحية «الزعيم» تزدرى الأديان، وهذا ليس صحيحا بالمرة.
وتمنى إمام أن يكون هذا الحكم الذى صدر بشكل غيابى ضده دون أن يعلم بداية أو خطوة أولى للدفاع عن حرية التعبير، الذى يخشى الكثير من المبدعين المساس بها خلال الفترة الأخيرة. ونفى إمام أن يكون تعمد تشويه صورة المسلم فى أعماله، قائلا: «أنا لم أشوه أحدا، وإنما كنت أدافع عن بلدى فى أفلامى». وكشف إمام أن القضية تم تأجيلها إلى 3 من أبريل المقبل، وأن المحامى الخاص به طعن فى الحكم الصادر ضده غيابيا، الذى لم يكن ليصدر لولا أنه لم يكن يعلم بهذه القضية.
كان أحد المنتمين للتيار السلفى قد تقدم بدعوى أمام هيئة المحكمة يتهم فيها عادل إمام بـ«تقديم أعمال فنية سخر خلالها من الدين الإسلامى والجلباب واللحية، واستشهد المدعى بمسرحية «الزعيم» وفيلمى «الإرهابى» و«مرجان أحمد مرجان» وأعمال فنية أخرى استخف فيها الكوميدى المصرى برأى المدعى من الإسلام وسفه من تعاليمه.
وفى الوقت نفسه، أعربت مجموعة من المبدعين عن تضامنهم مع إمام، وقال المخرج محمد فاضل الذى شاركه عادل إمام العديد من الأعمال لعل أبرزها «الحب فى الزنزانة» إن هذا شىء خطير جدا، ويدل على أن المبدعين كان لهم حق عندما قاموا بالمسيرة لمجلس الشعب، وأضاف فاضل أنه يعتقد أن الأمور قد تتطور أكثر من هذا.
وأشار محمد فاضل إلى أنه لا يعلق على أحكام القضاء، لكنه يعلق على المبدأ نفسه وعمل قضايا للإبداع هو نوع من التضييق الشديد على حرية الإبداع، وهو نوع من أنواع العودة للديمقراطية الشكلية.
ويعتقد فاضل أنه شىء طارئ وغير طبيعى.. فنحن ومنذ مئات السنين ونحن نبدع ولكنه سينتهى سريعا فمن قبل رفعوا قضية على طه حسين عندما ألّف كتاب الشعر الجاهلى، لكن تواصلت مسيرة الإبداع وسيسترد المبدع حريته وهو شىء عابر وطارئ.
ورفض فاضل الربط بين الحكم وسيطرة الإسلاميين على البرلمان، وأشار إلى أن عادل إمام قد استهدف من قبل عدة مرات، لكنه تجاوز هذا الأمر لأنه ليس منفصلا عن مجتمعه.
وطالب فاضل بمنح حصانة لحرية الإبداع وأن تكون مناقشة الأخطاء الإبداعية فى حالة وجودها تكون من خلال المبدعين أنفسهم ولو كنا نزعم وجود ديمقراطية لابد من دراسة تجربتها من خلال حرية الإبداع ووثائق الأزهر المختلفة نصت على حرية الإبداع، وهى يجب أن توفر حماية عظيمة وصدور تشريعات قانونية تحفظ هذا الأمر.
أما السيناريست تامر حبيب فقال إنه لم يصدق الحكم لأنه حكم عام وليس على عمل محدد و«أنا كنت أؤكد للناس أنه شائعة وهو شىء عبثى غريب».
وحول علاقته بسيطرة التيار الإسلامى قال إنه من الطبيعى أن يعتقد البعض هذا خصوصا مع عدم وجود سبب واضح لهذا، لكن عادل إمام كان فى وقت الأزمة يقدم أفلاما مثل الإرهابى، وهو شىء غريب أن يتهموه بسبب الفيلم نفسه والكلمات نفسها تعجز عن التعليق.
وطالب الفنانون بالوقوف واتخاذ موقف ضد هذا الهجوم، وهو دور للفنانين، وقد يحدث معه هو شخصيا قريبا، وهو خطر على حرية الإبداع نفسها.