2012/07/04
خمس الحواس – دار الإعلام العربية
«عائلة عجب» نموذج لعائلة تعيش وسط مشاكل عجيبة يفتعلها الأب الذي يحول حياة أسرته إلى صراعات متشابكة لكنه في النهاية هو رمز لهم، ولكن ماذا تفعل هذه الأسرة في ظل وجود هذا الأب المتسلط؟ وهل هذه الأسرة المصغرة انعكاس لما يعيشه الوطن ككل؟ تلك التساؤلات يناقشها ويجيب عنها مسلسل «عائلة عجب» سيناريو وحوار أحمد حسنين، وبطولة أحمد راتب والبحرينية علياء والأردنية صبا مبارك وسعيد مختار ومجدي فكرى وعمرو محمود ياسين وسلوى عثمان وإيمان السيد، ومن إخراج مسعد فودة.
«الحواس الخمس» جالت داخل لوكيشن تصوير المسلسل والتقى بعض المشاركين فيه، وكانت البداية بالمؤلف أحمد حسنين الذي أكد أنه على الرغم من أن المسلسل تم تصوير جزء منه قبل أحداث ثورة 25 يناير فإنه يحمل بين طياته الكثير من المشاكل والقضايا التي عاشها المصريون لسنوات طوال فترة حكم النظام السابق، حيث يلقي العمل الضوء على وقائع مهمة في تاريخ الشعب المصري مثل واقعة تزوير الانتخابات التي كانت أحد الأسباب المهمة التي أشعلت ثورة 25 يناير، إضافة إلى ظواهر أخرى كثيرة مثل العنف الذي كان وسيلة أصحاب النفوذ والسلطة لسرقة ممتلكات الدولة والمواطنين.
وأشار إلى أن الكاتبة عبير صلاح كانت قد عرضت عليه فكرة المسلسل، وأعجبته بشدة مما شجعه على كتابة السيناريو، ولكن بعد تصوير بعض مشاهد المسلسل انطلقت ثورة 25 يناير، فكان من الضروري إجراء بعض التعديلات الطفيفة على السيناريو بحيث يتناسب مع الأحداث الجارية، على الرغم من أن كل أحداث المسلسل تتناسب مع واقع حياتنا المصرية بكل تفاصيلها وتناقضاتها، وبشكل خاص تأثير الفيس بوك على شباب اليوم ليصبح هو الوسيلة الأولى لتجميع الشباب حول هدف واحد ورؤية واحدة ومن أجل تحقيق مطالب شعب واحد.
إسقاطات سياسية
تدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي حول «عائلة عجب» والأب عجب أو الفنان أحمد راتب الذي يسبب مشاكل كثيرة لكل المحيطين به خاصة ابنتي أخيه اللتين إحداهما من أم قروية والأخرى قاهرية، ومع محاولاته الدائمة للاستيلاء على ميراثهما تحدث بينه وبينهما الكثير من المفارقات الكوميدية الطريفة والمقالب المختلفة في كل حلقة، كما يعيش «عجب» أيضا في صراعات في عمله من خلال رئاسته قناة حكومية مع أحد رجال الأعمال الذي يمتلك قناة فضائية.
ويحمل ورق العمل، حسب مؤلفه، إسقاطاً سياسياً كبيراً للأوضاع السيئة بمصر ولرموز الفساد الذين توغلوا وأفسدوا اقتصاد بلادنا ونهبوا وسرقوا ممتلكات المصريين، ولهذا فإن «عائلة عجب» هو أول مسلسل كوميدي يتناول أحداث مصر قبل وبعد ثورة 25 يناير.وأشار إلى مشاركة العديد من نجوم مصر والوطن العربي كضيوف شرف في المسلسل مثل الفنان سمير غانم والفنانة ميرفت أمين والأردنية صبا مبارك التي تظهر في العمل بشخصيتها الحقيقية والممثلة البحرينية علياء والفنان عمرو محمود ياسين والفنان محمد سليمان.
ويضيف أن بعض القنوات الفضائية قامت بشراء حق عرض المسلسل بشهر رمضان المقبل، ومن بين تلك القنوات قناة روتانا وموجة كوميدي ونايل لايف، كما يجرى الآن التفاوض مع بعض القنوات العربية.
إنعاش سوق الدراما
ويشير الفنان أحمد راتب إلى أن من أهم الأسباب التي جذبته لقبول بطولة العمل هو الورق الذي يتضمن استعراضا لكثير من مشاكل مجتمعنا الشرقي والتي انعكست بشكل كبير على أغلب الأسر المصرية ولكن فى شكل كوميدي، بالإضافة إلى أن العمل يتناول ظاهرة محاكمة الحاكم الظالم وكلها أسباب ميزت العمل وأكسبته اختلافاً عن كل الأدوار التي سبق أن قدمها من قبل.
ويشير إلى أن اختيار اسم المسلسل تم بناء على اسم شخصية بطل المسلسل «عجب» وجاء أيضا لأنه يحمل مضمون العمل، حيث تقع هذه الأسرة في مشاكل غاية في العجب تدور كلها في فلك كوميدي ممزوج بالكثير من الإسقاطات السياسية. يقول راتب: الدور يمثل بصمة قوية في مشواري الفني لما يتميز به من مساحة فنية كبيرة استطعت من خلالها إخراج الكثير من طاقاتي الفنية، خاصة أن المسلسل كوميدي ويحتاج إلى إمكانيات فنية أكثر من العمل التراجيدي.
مشاكل المجتمع بلون كوميدي
بدورها تشير الفنانة الكوميدية إيمان السيد إلى أن المسلسل يتناول بعض المشاكل التي أطلت على المجتمع أخيرا، منها الروتين الذي سيطر على قطاعات مختلفة وتسبب في تعطيل حركة الإنتاج، بالإضافة إلى مشكلة التعليم التي تعاني منها كل الأسر ومشاكل أخرى مثل سيطرة رموز الفساد على كل موارد الدولة، فالعمل يحتوي على مضمون سياسي من خلال استعراض لحياة إحدى الأسر المصرية ولكن مع إضفاء اللون الكوميدي للعمل الذي أعطاه شكلا مختلفاً.
وأكدت أنها منذ نجاح دورها بمسلسل «أهل كايرو» في رمضان الماضي وفيلمها الأخير «زهايمر» مع الفنان عادل إمام وهي تحرص دائماً على اختيار أعمالها بعناية؛ حتى لا تقدم عملا أقل مستوى مما قدمته من قبل، وقالت إنه عندما عرض عليها المخرج مسعد فودة المشاركة في بطولة العمل، وبعد قراءتها الورق شعرت أنه سيمثل خطوة مهمة في مشوارها الفني وأنه تكليل لما قدمت من أعمال لاقت نجاحاً جماهيرياً، خاصة أنها لأول مرة تقدم عملا فنيا باللهجة الريفية، ولهذا فإن الدور مختلف تماماً عما قدمته من قبل مما جعلها توافق على الفور.
وتضيف أنها من خلال العمل تجسد شخصية فتاة ريفية تدعى بكرية جاءت إلى القاهرة لتحصل على ميراثها من والدها الذي استولى عليه عمها ويرفض إعطاءها إياه، ومع محاولاتها الدائمة لتدبير المقالب لعمها يحدث الكثير من المفارقات الكوميدية، ومع ظهور شقيقتها القاهرية ووجودهما سوياً في منزل عمهما تزداد المواقف الضاحكة