2013/05/29
محمد الحمامصي - ميدل ايست أونلاين
أكد الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي أن أبرز ما يميز الدورة السادسة لمهرجان أبوظبي السينمائي هو سيطرة "الروح العربية" على أجواء المهرجان.
وأضاف "هذا مهم جدا لأن المهرجان عربي، ففي مهرجان فينيسيا تجد على المسرح اللغة الإيطالية هي البطل وهناك ترجمات عبر السماعات للغات الأخرى، أما في مهرجان القاهرة مثلا فيقضي المسؤولون ساعات على المسرح لسرد المعلومات الخاصة بالمهرجان والضيوف والأفلام، حتى أن بعضهم يستغل المنصة لإلقاء قصيدة شعرية أو سرد أمور شخصية، وهذا لا تليق بخشبة مسرح ليلة الافتتاح".
وأشاد الشناوي بـ"الاختيار الموفق" للأفلام من قبل القائمين على المهرجان، وكذلك بالنسبة للأعضاء المشاركين في لجان التحكيم من العرب.
وحول سيطرة تيارات الإسلام السياسي على الحكم في أكثر من بلد عربي وتأثير ذلك على مستقبل المهرجانات السينمائية في المنطقة، أكد الشناوي أن الراهن قائم والمخاطرة قائمة ولكن الإرادة هي الأقوى.
وأضاف "إنها إرادة المثقفين في العالم العربي كله، فطيور الظلام أو من يريدون إرجاعنا للخلف موجودين في كل العهود، والضعف لا يأتي من قوة من يريدون غلق النوافذ، ولكن من الطرف الآخر المتمثل في المثقفين الذي يقدم أكثر مما هو مطلوب، فلو راجعت تصريحات عدد من مثقفينا وفنانينا، هناك جزء منهم بدأ يراهن على التوجه المحافظ على الفن، لأنهم أحسوا أن الدولة تريد ذلك، فقال لماذا لا أقدم للدولة ما تريد مقدما، لذا فإن الضعف يأتي من المثقفين وليس من قوة طيور الظلام، فإذا كان المثقف أو الفنان يؤمن برسالته ويؤمن بأنه يقدم فنا يستحق الدفاع سينتصر".
ولفت الشناوي في لقاء مع "ميدل إيست أونلاين" على هامش فعاليات المهرجان إلى أن المشكلة الحقيقة التي تواجه المهرجانات السينمائية العربية التي زاد عددها يتمثل في قلة الإنتاج الجيد من الأفلام، مما يضطرها غالبا لقبول أفلام سبق عرضها أكثر من مرة في مهرجانات آخرى لتحافظ على قيمتها ودورها.
وأكد الشناوي أنه عندما تحدث الأزمات فإن الفن والثقافة أول من يتأثر بها ، مشيرا إلى أنه في الأزمات غالبا ما يخشى المنتجون من خوض تجربة انتاج جديدة.
وأضاف "هناك شركات كبرى في مصر توقفت عن الإنتاج وتتحسب الخطوة القادمة، فرأس المال كما تعلم جبان، فما جرى من تغير في مزاج الناس يجعل المنتج يتردد، فهو لا يدري هل سيكون هناك إقبال على هذا الفنان أو ذاك، هل سيقبل عليه الجمهور أم إن للجمهور موقف قد يكون سياسيا أو نفسيا، إن المنتجين لديهم يقينا أن هذه الحالة التي عليها الجمهور لن تأتي بأرباح، لذا يتحسسون الخطوة".
ورأى الشناوي أن الوجه الجميل لهذه الصورة "أنك ستنتج أفلاما بميزانيات أقل ربما تخلق فنا أفضل، فليس بالضرورة أن يكون الفيلم العظيم هو الفيلم صاحب الميزانية الإنتاجية الأكبر".
وأشار إلى أن الزمن تغير ولن تستطيع طيور الظلام السيطرة على الفن أو الفنانين حتى لو سايرهم البعض، وقال "في زمن الانترنت كسرت الكثير من التابوهات، فمثلا مشكلة الفيلم المسيء للنبي محمد تعاملنا معها كأننا نعيش عصر ما قبل ثورات الفضاء والكمبيوتر والانترنت، تعاملنا معها بمقاييس الاتصال الأرضي وليس الفضائي، الآن التغت الكوابح ويمكن من الدخول ليوتيوب تحميل الفيلم، لكن ماذا عن المواقع الأخرى أو أن يقرر غوغل بعد أسبوع أو أسبوعين إعادة الفيلم"؟
وأضاف "ينبغي ألا نراهن على المنع، ولكن على أمر أبقى وأبعد تأثيرا في المستقبل، أن تتواجد وأن تقدم البديل والصح، دائما ما أقول إننا لا نريد فيلما عن الإسلام لكن نريد فيلما يظهر حقيقة الإسلام، وهناك تعبير خاطئ يردد في مثل هذه المشكلات 'نريد فيلما للدفاع عن الإسلام'، فالدفاع برأيي يعني إظهار وجه آخر غير حقيقتي، نحن نحتاج لأعمال فنية تظهر حقيقة الإسلام وهذا هو الدور الذي ينبغي أن نحرص عليه".
وقسم الشناوي ردود فعل الفنانين على هجمات تيارات الإسلام السياسي إلى ثلاثة مواقف الأول سيذهب إليهم و'يسلم نمر ويقول لهم أنا معكم'، والثاني سوف يتحسس الخطوة ليعرف أي الجهتين سيكسب ليذهب إليه، والثالث سيقاوم ويتحدى.
ويؤمن الشناوي بأنه من المستحيل على أحد مهما بلغت قوته أن يغير لونها وطبيعتها، "مصر يستحيل أن تصبغ إلا بصبغة المصريين، الاعتدال، فمن يراهن على انه سوف 'ينقب' مصر أقول له رهنك خاطئ".