«طاحون الشر» تعلن دورانها بين الحب والصراع على المال

ميسون شباني – تشرين

تعددت عناوينه بين (ابن الميتة) و(ابن اليتيمة)، و(ابن الداية) و(كسر الرجال) لكن أخيراً تم اعتماد اسم (طاحون الشر) من قبل صناع العمل وهو من تأليف مروان قاووق وإخراج ناجي طعمي.

العمل بيئة شامية يرصد فترة الاحتلال الفرنسي في سورية، معظم حكاياته شعبية اجتماعية ولكن هناك خط سياسي هو النضال ضد الاحتلال الفرنسي وعبره نسلط الضوء على ثوار الغوطة في تلك الفترة.

تبدأ القصة منذ قيام (فخرية) بإبعاد الطفل (زيدو) عن أمه التي قتلت بعد مخاضها بدقائق فعاش (زيدو) بعيداً عن أبيه الزعيم وعن حارته وعندما كبر وعاد صدمت (فخرية) وكبر الصدام.. عندما خرج من الحارة قرر عاصم شقيق فخرية قتل الزعيم وفعل، فاتهم «أبو شكري» بمقتل أخيه، ومن هنا تفجرت الأحداث.‏

يشارك في العمل عدد من الفنانين نذكر منهم: رفيق سبيعي، منى واصف، بسام كوسا، ناهد الحلبي، صباح الجزائري، لينا حوارنة، ليلى سمور، وائل شرف، ميلاد يوسف، لمى إبراهيم، ليليا الأطرش، رانيا دياب.. ‏وهو من إنتاج شركة الغولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفني..

المخرج ناجي طعمي الذي دخل إلى عوالم الحارات الشامية للمرة الأولى عبر هذا العمل أكد أن العمل يركز بشكل أقل على ملامح البيئة الشامية من دون إهمال لتفاصيلها التي ترافق هذه النوعية من الأعمال من خلال حكاية اجتماعية حدثت في أواخر عشرينيات القرن الماضي في دمشق والتي تكون لها آثارها الواضحة على المجتمع إبان تلك الفترة.

الكاتب مروان قاووق لفت إلى أن العمل حكاية مفترضة في زمن افتراضي بدءاً من الحارة وحوادثها وصولاً للشخصيات، وأن العمل يحمل فكراً وجزءاً من الحياة المعاصرة ببعض تفاصيلها لذا قام بنقل الأحداث المعاصرة إلى البيئة الشامية.. وأضاف: هناك شيء من الموروث الشعبي الممزوج بالحكاية المعاصرة وبعض مما قرأت وأعتقد أن خصوصية العمل تكمن في القصة فهي تقدم لأول مرة في أعمال البيئة الشامية من ناحية البناء القصصي إضافة إلى الاعتماد على أسلوب الفلاش باك في بعض الخطوط الدرامية، وهنا اعتقد تكمن خصوصيته إضافة إلى أن الرسالة من خلاله تشدد على الحب والتآخي.‏

وحول الجانب التوثيقي للعمل قال: كوني وضعت حارة افتراضية، فأنا لم أوثق الواقع الثقافي والسياسي في تلك الفترة، ولا أنكر أنه كان واقعاً ثقافياً نشطاً، ولكن أنا عندي قصة ولو تم إدخال أحد الرموز الثقافية أو السياسية فسوف يبقى مهمّشاً ولن أعطيه حقه وقيمته كما يجب، إضافة إلى أن المشاهد العربي ملّ من مشاهدة الأخبار يومياً، ففضلت تقديم شيء جديد ومختلف نجعله يفهم المطلوب منه ومحاولة إحياء ما كان موجوداً في تلك الفترة.

الفنانة منى واصف تجسّد دور الدّاية التي خرجت من الحارة قبل ثلاثين عاماً، ولكنها تعود إليها بعد مقتل كل من زوجها وابنتها، وتقول: إن العمل يتناول فترة الاستعمار الفرنسي لسورية، وتدور أحداثه حول سرّ خروج الداية من الحارة قبل ثلاثين عاماً، ومن ثم عودتها إليها مع ابن ينخرط في صفوف الثوار ويكون بداية لانطلاق معظم أحداث العمل.

الفنان وفيق الزعيم يلعب دور أحد زعامات الحارة ويقول عنه: إنه دور فيه صراع على أكثر من مستوى وعلى أكثر من صعيد وهو شخصية متلونة وبعيدة عن الشخصيات التي قمت بها سابقاً سواء في مسلسل الزعيم أو من خلال شخصية «أبو حاتم» في باب الحارة ويختلف عنهم بشكل كبير، وإن شاء الله أكون موفقاً في تقديم شخصية جديدة وجميلة.

وأضاف: الشخصية تحمل معاناة كبيرة ومقهورة كثيراً وحقها مغتصب وعندما تصل إلى اللحظة التي يجب أن تأخذ فيها حقها تتركه لأنها تكون قد خسرت شيئاً أهم من المال وأهم من كل الدنيا فعندما تخسر الغالي لا أسف على الرخيص كما يقال.

الفنانة ليلى سمور تلعب دور داية متدربة ومتتلمذة على يد داية أولى هي الفنانة الكبيرة منى واصف وتقول إنها تقدمها بطريقة مختلفة عما قدمت سابقاً وخصوصاً من ناحية اللباس والشكل الخارجي، فليست الداية هنا كما شاهدناها سابقاً في عدة أعمال امرأة تقوم بجولات بين البيوت وتلبس ملابس غير أنيقة وتكون قبيحة إضافة لتقديمها على أنها مولعة بالطعام، هنا سنجد نقيضاً لكل ملامح هذه الشخصية لكن في الوقت نفسه حافظنا على كونها امرأة ذات ثقافة كبيرة ومرسال الحارة وتبحث عن مصلحتها لكن ليس بطريقة شريرة بل بطريقة طيبة وهي تريد أن تعيش حياتها بأسلوب جيد.

الفنانة لمى ابراهيم قالت: أقوم بدور ملك زوجة صبحي موجودة ضمن عائلة وهي شخصية سلبية ومحرك الشر ضمن المكان الموجودة فيه... تعيش في شجار دائم مع سلفتها وتبقى هذه المشكلات حتى تتصاعد الأحداث لتنقلب عليها العائلة وعلى زوجها..

الفنانة ليليا الأطرش لفتت إلى أن دور الفتاة الحالمة والرومانسية هو دور مختلف عن كل ما قدمته في أعمال البيئة الشامية.

وأضافت: أجسد شخصية نرجس التي تعيش قصة حب مميزة مع زيدو... تعاني من الفقر ومن فقدان والديها وتتعرض لظروف صعبة نتيجة وضعها..