2013/05/29
وسام كنعان – الأخبار
يبدو أنّ صنّاع الدراما السورية لن يستكينوا للظرف السيئ الذي آلت إليه بلادهم، ولن يرفعوا الراية البيضاء مستسلمين للأمر الواقع.
إذ تنذر المعطيات بأنّ كاميرات المخرجين لن تتمكن من الدوران لإنجاز دراما سورية في دمشق، ما جعل السوريين يلجأون إلى بدائل جديدة. هكذا، يطبخ على نار حامية عمل سوري لبناني تتضح معالمه وتفاصيله بعد فترة وجيزة. إلا أنّ مصادر موثوقة تؤكد لـ«الأخبار» أنّ العمل يكتب نصه الزميل حازم سليمان، وسيخرجه السوري أسامة الحمد، فيما يلعب بطولته النجم باسم ياخور. ويرجّح أن يشاركه البطولة كل من قصي خولي، وكندة حنا ومجموعة من الممثلين الشباب السوريين واللبنانيين، لكن لم تحدّد أسماؤهم بعد. وتضيف المصادر إنّ سليمان الذي كتب معظم لوحات «بقعة ضوء»، والجزء الثاني من «أبو جانتي»، يعكف حالياً على كتابة حلقات مسلسله الجديد، وقد أنهى حوالى عشر حلقات، على أمل أن يستكمله مطلع تشرين الثاني (نوفمبر). هذا العمل المقرر عرضه في رمضان 2013، يخوض في العلاقات السورية اللبنانية بطريقة إسقاطية ذكية تخلق حكايتها من خلال ضيعتين متجاورتين: واحدة سورية والأخرى لبنانية. وعلى طريقة كوميديا الـ Farce التي قدّمها الليث حجو سابقاً في «ضيعة ضايعة» و«الخربة»، سيحاول أسامة الحمد سبك حكاياته التي تحمل وجهين: الأول هو الشكل الظاهري الكوميدي الذي يحاول خلق مادة مسلية وممتعة للجمهور تقدم صراع المجتمع البدائي مع المتغيرات الحضارية في هذه المنطقة الحدودية التي تفصل دولتين متشابكتين في الكثير من الأشياء، على أن تمثل الشخصيات إسقاطات مهمة كأن يرمز مختار الضيعة إلى حكومة بلاده وسياستها بالمجمل، فيما يجري الوجه الثاني جردة حساب مع النظام السوري وممارساته خلال وجوده طيلة ثلاثة عقود على الأراضي اللبنانية. وهنا يشير مصدر مقرّب من السيناريست والصحافي السوري حازم سليمان إلى أنّ الأخير انكب على كتابة هذا النوع من الدراما بعد مراقبة الواقع السوري الذي تجاوز الدراما بأشواط، ولم يعد تصوير الواقع ضرباً من الجرأة. فما الذي ينفع لو قدمنا ضابط أمن مستبداً وفساداً يضرب خلايا الدولة، طالما أنّ مشاهد القتل والإعدامات الميدانية صارت جزءاً من الشارع السوري ومشهداً مألوفاً؟ لذا، فإنّ الكتابة عن الواقع في هذه الأثناء ستشوّهه وتخفف من صدقية الأحداث التي تجري على الأرض.
إذاً، حازم سليمان بشراكة أسامة الحمد وباسم ياخور يسعون إلى خلق فسحة أمل جديدة لدراما سورية متقنة، تسلط الضوء على مكامن لا تزال مظلمة حتى الآن.