2013/05/29

صورة سينمائية مبهرة.. تفرد مسارحها لمبدعيهم...وفي كواليسها يُغتال مبدعونا!!
صورة سينمائية مبهرة.. تفرد مسارحها لمبدعيهم...وفي كواليسها يُغتال مبدعونا!!


هزار عبود – الثورة


في مظهر هوليوودي...احتل شاشات التلفزة كما تحتل صانعته الأميركية العالم بوسائلها التي يعجز الشيطان بذاته أمامها!!

وفي ساعة عرض حصرية لتكريم نجوم الفن السابع بعدساتهم السينمائية التي تخترق كل الحدود متوغلة في خبايا المجتمعات و الدول حتى تصل إلى مكنونات النفس البشرية لتلتقطها في صورة تحليلية لسلوكيات إجرامية..أو نفسية....‏

أو تطير بتلك العدسة السينمائية مجسدة صورة حية لأقصى ما يمكن أن يجول في تلافيف مخيلة كاتب من مخلوقات فضائية..وحوش وهمية...تجتاحنا...نحن القابعين في مدن العالم الثالث...نجتر ما تورده لنا السيدة أميركا..مذهولين بعظمتها الفارغة..بل المفزعة لما تخفيه من شرور مبطنة ملفوفة بطريقة جذابة.....‏

مشهد...يمثل حكايات ألف ليلة وليلة بالنسبة لنا ببذخ...وترف يفوق الوصف.....وحسناوات شقراوات يلمعن أمام عدسات الكاميرات و صراخ المهووسين..وبإطلالات حصرية لأشهر الماركات..والمجوهرات ..والعطور..و.الأزياء التي بدعت خصيصا لهذه الاحتفالية المبهرة.....في تسويق للمنتجات وتلميع أسماء المصممين وصاحبي دور الموضة في لوحة إعلانية سياحية مبهرة وفي طريقها تكرم المبدعين صانعي الفن السابع...ونجوم الشاشة الفضية....وأمام هذا الترف السينمائي..كنا نحتفي نحن بمشهد مأساوي يحمل بصمة الإرهاب الدموية لفنان كرس حياته لرسم بسمة على الشفاه...ومحاكاة البسطاء عبر شخصية تقترب من عالمهم وتفهمهم لذلك كانت الأقدر على زرع ضحكة متلألئة في عيونهم (ياسينو)...أضحكتنا كثيرا..بتلك البساطة..والسذاجة ..والعفوية ..التي استطعت من خلالها نسج شخصية زرعت في ذاكرة أجيال... بإمكانات بسيطة..ولوحة يسودها الأبيض و الأسود...بأدواتٍ جلها الصدق في الأداء..و الولوج إلى أدق عوالم الشخصية ببساطةٍ تفوق أولئك المترفين بهوليووديتهم...من صانعي أفلام تسخر لها المليارات لتؤدي بعضها رسائل مسمومة يراد فيها غسل عقول ..أولئك القابعين في عالمهم الثالث...‏

شخصيات..وأفلام...ونجوم...تسرق الأنظار و الأضواء وتحتل الفضائيات في عروض حصرية ترصد لها ميزانيات دول...وسرعان ما تدخل أرشيف النسيان بعد أن تؤدي دورها بإتقان....ففي الإمبراطورية الأميركية لا شيء ببلاش!!!‏

يمشون على السجاد الأحمر....والأحمر الدموي يملأ شاشاتنا ويغتال فننا...وإبداعنا بإيعاز منهم!!‏

يدعون الإنسانية أمام عدسات الكاميرات و بصالة كلفت آلاف الدولارات...وفي كواليسها السياسية يصدرون لنا الإرهاب بأصنام تشبه البشر قبل غسل دماغها.... بزرع عنف ووحشية أفلامهم في عقول هذه الأصنام ...لتحول بلادنا إلى (لوكيشين دموي) ...تنشر الفوضى والخراب في كل مكان....تغتال الطفولة...وتمشي على جثث الكثيرين...وأمام مشهد الدمار تجلس السيدة أميركا وتعزف مقطوعتها الشهيرة في حب الإنسان و تكريس الإنسانية...ونشر السلام...وتكريم الإبداع و المبدعين........‏

وبين ركام الخراب و الدمار...الذي أعاثته في بلادنا..أيدي تلك السيدة بأموال نفطية ودمىً عربية... لا تزال الياسمينة الدمشقية تنشر عطرها...وأزهار الليمون تزين أرضنا في لوحة مبهرة...ولا يزال الأمل روحاً تسكُننا.....في مشهد يفوق بصفائه ..أضواءهم المصطنعة و بهرجتهم الزائفة....‏

(ياسينو)...خَططتَ ببساطتك وصدق إبداعك ألف ..باء الدراما السورية.....و كتَب مشهد حياتك الختامي في كواليسهم الدموية وبإنتاجاتهم الإرهابية التي باغتيالك تحاول أن تغتال فننا و إبداعنا.‏