2013/05/29
جوان جان – الثورة
ربما كان المسلسل الكوميدي السوري «صحّ النوم» واحداً من أكثر المسلسلات الكوميدية عرضاً على الشاشات العربية، فهو ومنذ إنتاجه في مطالع سبعينيات القرن الماضي
لا يغيب عن شاشة عربية إلا ليظهر على أخرى مع ما يعني ذلك من قدرة هذا المسلسل على أن يكون طازجاً باستمرار رغم بساطة فكرته وتواضع شروطه التقنية والفنية بالمقارنة مع ما يتوفر اليوم من متطلبات العملية الإنتاجية .
والواقع أن مسلسل «صحّ النوم» الذي تعرضه هذه الأيام فضائية «سما» السورية يمتلك خاصية سحرية تجعله محطّ الأنظار والإعجاب كلما أعيد عرضه، ولا شكّ أن مجموعة الفنانين المشاركين به وحالة التماهي بين الشخصيات التي جسّدوها تمثّل أحد الأسباب الأساسية التي تؤهّل هذا المسلسل لأن يكون طازجاً باستمرار .
ومن بين أبرز الفنانين الذين شاركوا في إنجاح هذا المسلسل الفنان ياسين بقوش الذي قدم شخصية الشاب ذي الخصال الطيبة والبسيطة والساذجة المشوبة ببعض الميل نحو الأذى غير المقصود الذي قد يقدم عليه نتيجة ضغط ما .
لقد كان مسلسل «صحّ النوم» نقلة نوعية في حياة هذا الفنان نقلته من حيز الفنان المجتهد والنشيط في مسرح العرائس وفي بعض الأعمال التلفزيونية والمسرحية من خلال أدوار غير مؤثرة إلى الفنان صاحب الشهرة الواسعة على المستوى العربي .
وبنفس الوقت شكّل هذا المسلسل بالنسبة إلى فناننا مأزقاً حقيقياً عندما أطَّره ضمن نمط معيّن من الأدوار لم يتمكن من تجاوزه بسهولة، خاصة وأنه عززه فيما بعد من خلال مشاركته في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التي قدمته كما شاهده الجمهور في «صحّ النوم» شكلاً ومضموناً دون تعديلات تُذكَر، ونادراً ما شاهدناه في أدوار مختلفة .
هنا لا بدّ أن نذكر تجربته الغنية في المسرح القومي حيث شارك في عدد من الأعمال الهامة التي قدمها المسرح القومي في سبعينيات القرن الماضي في شخصيات مختلفة تماماً عما عهدناه، ويمكن استنتاج ذلك من استعراض عناوين الأعمال التي شارك فيها .
اليوم تبدو إعادة عرض مسلسل «صح النوم» على فضائية «سما» مناسبة كي نتذكر هذا الفنان الذي ظلمه المخرجون عندما لم يروا فيه إلا نموذجاً لنمط محدد من الشخصيات أجاده، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نسجنه فيه .