2013/05/29
جهاد أيوب – الجرس
(الأسطورة)، (سيدة السيدات)، (ست الكل)، (شمس الشموس)، (سيدة الأناقة)، (رئيسة الفن)، (سفيرة النجوم إلينا)، هذه بعض ألقاب (الشحرورة) ويبقى إسم الصبوحة هو الأبرز. هي أكبر من وطن وأشمل من لغة. في عيد ميلادها (10/11) صار الكلام معها أجمل، والبوح منها أفضل، والسرّ إن أعلنته فهو كنز.
في جناحها في الفندق الذي تقيم فيه جلسنا، وبدأت شهرزاد الحديث.
بماذا تشعرين قُبيل ليلة مولدك بعد هذا المشوار الطويل؟
- لا أشعر بالعمر رغم وضعي الصحي. أنا منسجمة مع شيخوخة صباح، كما كنت منسجمة بصباح وبكل ما أصابها. صديقتي هي صباح، ورفيقة كل خطوة. لا أذكر إلا النجاح. تفوقّت على كل مرحلة مررت بها، وتفوّقت على من غدر بي وأضرّني. العمر كذبة والحياة لعبة، لكنّي عرفت استغلال كل دقيقة لمصلحتي. لم يكن عندي وقت لأهدره على الثرثرة والمشاجرات. غنيت أجمل الألحان، وقفتُ على أهم المسارح، ارتديتُ أجمل الملابس، شاهدتُ العالم كما أرغب. تزوّجتُ كل من أحببتُ، أعطيت من قلبي، أخلصتُ لوطني ولكل من أحبني. إن رحلتُ عنكم سأرحل سعيدة، لأنّني «كفّيت ووفيت».
ماذا يدور في رأسك الآن؟
- أخاف على العرب وتحديداً مصر، فهي اليوم تحتاج لجمال عبد الناصر من جديد، رغم حبي للرئيس أنور السادات، لكنّ مصر بحاجة وبسرعة إلى جمال، وعلى الظباط التحرّك. أما لبنان فيحتاج لمعجزة من الله. لا أجد حلاً بشرياً لبنانياً في لبنان، لذلك أصلّي حتى يقوم الرب بمعجزة.
سيقول البعض ما علاقة صباح بالسياسة؟
- الفنان إنسان يتضرّر كغيره، على فكرة. يعتقد البعض أنّي خرفانة أو ساذجة، لأنّني أحب الضحك. جربتُ كل حياتي، أن أكون بسيطة أمام الناس، ولكن كنت أعلم أنّ في رأسي أكثر من كمبيوتر «شغّال»، وأعرف ما يدور حولي، وبإرادتي أتدخل أو أطنّش. التطنيش مكتسب من التعب، وليس من الراحة، وهو يعطيك المزيد من النجاح. تركت غيري يعيش عمره يغار مني، أو من غيري، بينما أنا كنت أعمل بجد وأتزوج، وأرتدي أجمل الملابس وأعطي المحتاجين، وكله من نِعَم ربي. «وصّلت حالي بحالي»، تعرفت على القلق والخوف، وواجهت كل الصعاب إما بابتسامة أو بالتطنيش أو بالمال، ولا تنسَ محبتي للحياة ولمن هم حولي.
أم كلثوم طلبت مني أن أتفرّغ للغناء المصري
من تتذكرين من الأصدقاء في هذه اللحظة؟
- محمد عبد الوهاب وزوجته نهلة القدسي، كانا من أهم الأصدقاء. عبد الوهاب عاش ملكاً، وتصرف ملكاً، ذوقه رفيع، يعرف قيمة النغمة الجميلة. كان يغار من نجاح لحن غيره، وليس من نجاح الفنان. أم كلثوم طلبت مني عن طريق الملحن الكبير محمد سلطان، أن أتفرَّغ للغناء المصري، وأبتعد عن اللبناني، قبيل رحيلها بأشهر، والله لا أعرف لماذا طلبت ذلك.
والرجل، قبل أن تحدثيني عن رجال مروا في حياتك؟
- أعجبتني رجال مرّوا في حياتك، يعني مرّوا بإرادتي وما أكثرهم. (تضحك) بصراحة، كل رجل يحب الخيانة، وإن وجدت رجلاً لم يخن حتى الآن، فيعني أنّه ينتظر دوره، وحين تسنح له الفرصة، وغالباً هو من يصنع فرصته، سيخون ويبرّر ذلك «كمان».
لماذا يسعى الرجل إلى الخيانة؟
- الخيانة جزء من الرجل. يصاب بالملل بسرعة، عكس المرأة التي تتحمَّل وتصبر، بل تتحكم بالصبر، الرجل عجول وتغييريّ. يعتقد أنه إذا خان فهو شاب، ويكتشف شبابه من خلال خياناته.
ماذا عن حبّ الرجل؟
- الرجل يحب أكثر من امرأة في وقت واحد، وهذه نزوة، والنزوة غير الحب. يتوهَّم الرجل بأنّه يحب، بل هو يعشق النزوة ليس أكثر، بينما المرأة مسكونة بالحب، والحب عندها قداسة.
كيف تفسرين حبّ الرجل؟
- حب الرجل المتزوج يخرّب بيته وعقله، بينما نزوته هي حالة عابرة، رغم تكرارها، وقد تعيده إلى رشده. الرجل الشرقي يعشق نزوته ولا يتنازل عنها إلا إذا مات.الحب بالنسبة له حكاية عابرة.
كيف تكتشفين من يحبك؟
- حين يهتم بي. اهتمام الرجل بالمرأة مفتاح الحب، ويُبقيها معتقدة بأنّه ما يزال يحبها، وبأنّها امرأة.
من خلال ردودك أشعر بأنّك لا تؤمنين بالحب؟
- لست مقياساً للمرأة، أنا فنانة، وتجاربي صنعت حياتي. لذا، لا أسأل الرجل عن الحب، كنت أشعر خلال تجارب الحب، كما لو كنت أمثل فيلماً، وتنتهي قصته مع نهاية الفيلم، لأبدأ علاقة ثانية. الحب يجلب الحزن، وأنا أقاوم الحزن، الحب «بلوة» ومصيبة. على المرأة العادية أن تكون قوية في الحب، لأنه يُضعفها بعكس الرجل. الرجل يتعلَّق بالمرأة التي لا تحبه، وحين تقع بحبه يتغير كلياً. الحب عندي لا يعيش كثيراً، يُولد مريضاً، ولا أعرف مداواته، لأنّي مشغولة بفني وبصباح.
ما يجذبك للرجل كي تحبينه؟
- حديثه المدروس والمفيد، الذكاء، النظافة، الأناقة، والحذاء. هذه الصفات تلفتني ككل امرأة، مهما ارتفع كعب «سكربينتها»، أو تعلّمت ونجحت. الرجل لا يحب المرأة القوية، يستمر بإضعافها حتى يتصوّر له أنّها فقيرة، وهو لا يعلم أنّها لو قررت فتعقّده. المرأة القوية، تربكه وتُشعره بالغباء. يحبها ضعيفة وسطحية، ويفرح بسذاجتها، معتقداً بأنه يرتاح إن كانت فارغة. يؤمن أنها خُلقت للأولاد ولتحضير طعامه وغسيل ملابسه، بينه وبين نفسه يقولها، ويقول عكس ذلك، أمام الناس أو الإعلام.
Sexyلست شبقة ولم أنجرّ وراء الرجل الـ
ألم يكن من رجل حلم في حياتك؟
- لا أحد كان حلماً. لم أحب أي رجل، بل لأسباب خاصة وبعيدة عن الحب تزوّجت.
ورشدي أباظة.
- رشدي كان «بينحب»، والكل وقع في غرامه، لكنّني اكتشفت فيه ما لم تكتشفه غيري، لذلك أنا طلقته وليس هو، وهذه الفعلة عقّدته. لكل علاقة أسرارها، رشدي كان يحب المشروب، ولديه حياته الخاصة، كان يغار عليَّ جداً كامرأة، وكان محبوباً جداًَ من النساء، ولا أنكر ذلك، «بس أنا ما كنت هيّنة»، أجنن دولاً فكيف برشدي أو غيره، حينما أقفل الباب لا أفتحه مجدداً، وإذا فتحته تكون الظروف مختلفة. أنا الفنانة أو المرأة الوحيدة في العالم التي صادقت كل من طلقتهم. فنياً الكل غار مني، الرجال غاروا مني أكثر من النساء في الفن وفي الحياة.
لكنك كنت تغارين من الرجل، لستِ معصومة؟
- مستحيل أن أغار من رجل، اكتشفتُ حقيقة الرجل باكراً، لذلك لا أغار منه، لأني أعرف أنه يحب أن يعيش نزوات وخيانات. نحن في بلاد الشرق نعتبر خيانته مغفورة، وغيرته مطلوبة وتُعتبر رجولة، ونزوته مشروعة بينما المرأة مسجونة.
أستغرب كثرة زيجاتك وطلاقاتك؟
- لا تستغرب، «أنا قد الحمل وبزيادة»، إذا قررت أن أبقى مع الرجل، أبتعد عن الغيرة، ولا أصدق ما قيل لي، أطنّشها لأنني ما أزال أريده. لكن إن قررت الإنفصال أو مللتُ منه إلى جانبي، أقرر الغيرة، فأزعجه، وأهتم لما قيل لي عنه.
والثقة؟
- الثقة مهمة إذا وجدتْ أهلها. ولا تنس أنّ العيون كثيرة على زوج الفنانة أو الناجحة. الغيرة تحطّم الفنان. المهم أن لا أقع في الكآبة، هنا الحب يأتي بالحزن، والحزن مقبرة الحب، أصلاً «الحب بيجيب الحزن».
كيف كنتِ تتصرفين مع شريكك؟
- إذا خرج لا أطلبه كي أعرف أين هو، ولا أُشعِره أنني ثقيلة الدم، و«زنخة»، وإن علمتُ بخيانته، لا أفاتحه بها. رجل المرأة المتفوقة، يجب أن يعيش حياته، لأنه يغار منها. هي محاصرة بالمعجبين وبعشاق متطرفين، وهذا يجعله «خوّان»، وكذلك الفنان، مع فارق أنّ زوجته تغار عليه وتواجهه، وقد يقع الطلاق بسبب الغيرة. مثلاً الفنان القدير محمود ياسين حافظ جداً على زوجته وعائلته، غارت شهيرة منّي حين طلبناه للعمل معنا في فيلم (ليلة بكى فيها القمر)، اعتقدَت بأنّي سأخطفه منها.
وكيف نجحتِ مع رجالك؟
- لم أنجح معهم، لا أمتلك موهبة الزواج، ولا موهبة العلاقات الخاصة، ليس لأنني غبية أو لا أتعلم، بل لأنني لا أمتلك الوقت. صباح عاشت مشغولة بصباح، تجدني في فيلم، أو حفلة أو سهرة، أو أغنية، أو متزوجة أو مطلقة. كنت أقوم بواجباتي العائلية والإجتماعية مع كل من يحبني، ولا أزال وفيّة لكل أصدقائي. سافرت إلى آخر الدنيا من أجل صباح، لذا لا وقت لغير صباح! لا تنس أنه لديّ ابنة وإبن وعائلة ومتطلبات.
إذاً لا تنصحين بزواج الفنان؟
- الزواج مطلوب، خصوصاً إذا كانت فنانة جميلة وناجحة، لكن لا يجب أن يكون للفنان عائلة وأولاد وأقارب، وجودهم يسبب القلق والغيرة والطمع، ومع ذلك توجد استثناءات، مثلاً ابنة شقيقتي لمياء، (كلودا عقل) لم تتركني، وجوزيف غريب لم يتركني أيضاً وهو صديقي، وأنا ربّيته.
دائما تتحدثين عن الطمع، ألستِ أنت السبب لأنك طيبة وكريمة؟
- أحسنت. نعم، عوّدت الناس على الطمع بي، لأنني كريمة، أنا السبب. قلبي أكثر من طيب، تستطيع أن تقول طيبة زيادة عن اللزوم أو «مجدوبة».
وهل تندمين؟
- أندم! مستحيل، أنا أُسعدُ بالعطاء، أصلاً الله أرسل لي هذا الكرم كي أعطي الآخرين، بس «موت ما رح آخذ شي معي».
إن وجدت رجلاً لم يخن حتى الآن يعني أنه ينتظر دوره
والصداقة؟
- الصداقة أهمّ من الحب، والعائلة والعلاقات، كثر من أصدقاء الماضي لا يزالون أصدقاء اليوم.
والجنس في حياتك، هل كنت شبقة كما يقول البعض، أو كما يصوّرك بعضهم في الإعلام؟
- سؤال مهم لا تسأله صحافة الشرق، ولم يسألني أحدٌ غيرك. سأرد دون تجمّل، الإنسان الذي يفكر دائماً بالجنس يخطئ كثيراً، ولا يستمر ناجحاً، للجنس مرحلة معينة في حياة الفنانة، وعمره أقصر من الجنس عند الفنان الرجل، وبعد ذلك تسقط ورقة التوت. لست شبقة ولم أنجرّ خلف الرجل السكسي، وأخطأ من صورني كذلك.
كم أخذَ الجنس من حياتك؟
- 10 % وهذا سيصدم الجميع، لكنّها الحقيقة. يوجد أزواج ظُلموا معي لأنّي وضعت الجنس في المرتبة الثانية في حياتي. الجنس تضييع للوقت، هو مطلوب كمتعة وحالة نادرة لكنّها لحظات، بعدها تأخذ فسحة تأمّل، وقد تُصاب بانزعاج أو بخديعة وتعود إلى حلمك، وتفكر كيف ستستمر في عملك. أحب الشباب الحلوين، وأحب الجمال، لكن أجمل شاب لا يعني لي جنسياً، عكس ما يعتقده الناس، بسبب زيجاتي.
ماذا عن أزواجك، نبدأ بنجيب الشماس؟
- إبن عائلة، فارق العمر بيننا كان سبب الإنفصال.
أنور منسي؟
- «كمنجاتي» خطير، يحب السهر فكان الطلاق.
رشدي أباظة؟
- «بيجنن رجّال»، ويغار من الشهرة.
يوسف حمود؟
- أحببته كثيراً، رجلٌ شهمٌ وكريم وعرفت مقامه وقيمته بعد انفصالنا. ذات يوم أخبرني «حبك مش رح يروح مني حتى الموت». أسباب خاصة جداً كانت سبب الطلاق خصوصاً بعد أن أصبح نائباً.
وسيم طبارة؟
- ذكي جداً، فنان بكل معنى لكلمة، عشت معه أجمل الأيام، كان رقيقاً معي وليس وقحاً، كان خائناً قبلي ومعي وبعدي.
فادي لبنان؟
- دمه خفيف، لم يؤذني بكلمة، وكان خائناً.