2013/05/29
خلدون عليا – تشرين
لا شك في أن الفنانة السورية شكران مرتجى تعد من الفنانات المميزات في الدراما السورية في إتقان الشخوص التي تؤديها في المسلسلات التي تشارك فيها حيث لا يمر عمل تشارك به إلا وتترك بصمتها الخاصة عليه
من خلال الشخصية التي تؤديها ومن منا ينسى دورها في مسلسل «خان الحرير» مع المخرج الكبير هيثم حقي حيث انها وانطلاقا ً من هذا الدور أثبتت نفسها كوافدة جديدة وبقوة إلى عالم الدراما السورية لتتابع مرتجى أداء العديد من الأدوار المهمة والمؤثرة في عدد كبير من الأعمال ولتتحول مع نضوج تجربتها إلى خيار أساس ومهم جداًً في خيارات المخرجين السوريين وهذا ما بدا واضحا ً من خلال مشاركتها الكبيرة في عدد من الأعمال في كل موسم درامي وبأدوار مهمة ومؤثرة.
وفي هذا الموسم وعلى الرغم من انخفاض الكم الإنتاجي للدراما السورية فإن مرتجى حاضرة بقوة في مسلسلات 2012 ولعل شخصية «أم الزين» في الجزء الثاني لمسلسل «الولادة من الخاصرة» والمسمى بـ «ساعات الجمر» من الأدوار الجميلة التي تتابع الفنانة السورية تأديتها منذ الجزء الأول وعلى الرغم من مساحة الدور الصغيرة نسبياً في المسلسل فإن شكران مرتجى أضافت لمسة خاصة على الشخصية وجعلتها في إطار محبب رغم ما تقوم به من أفعال يمكن وصفها بالشريرة أو الشر غير المؤذي بشكل كبير، فنرى «أم الزين» ذات اللهجة الحلبية وقد طوعت الشخصية وقدمت تفاصيل جديدة في علاقاتها بزوجها وطريقة تعاطيها معه ومع المشكلات التي تحدث مع «جابر» وزوجته «نجوى» وانعكاسها على«أم الزين» وزوجها فتظهر كامرأة باحثة عن المشكلات وكارهة لـ «نجوى» وفي حالة غيرة مستمرة منها.
وهنا خلقت شكران مرتجى حالة خاصة بها في أداء الشخصية رغم مساحتها الصغيرة مقارنة بالأدوار الأولى في العمل فأحب الناس «أم الزين» وأعجبوا بنكدها وفجاجتها.. وفي الحقيقة فإن الإعجاب هو بالأداء وطريقة تقديم مرتجى لنفسها من خلال هذا الدور رغم كره تصرفات الشخصية وما تقوم به من أفعال غير محببة وتشفيها من «نجوى» تحديداً.
ولا يقتصر حضور مرتجى الجيد واللافت على «أم الزين» فهي الداية «أم عبدو» في مسلسل البيئة الشامية «الأميمي» للكاتب سليمان بن عبد العزيز والمخرج تامر إسحاق.. و«أم عبدو» المرأة البخيلة جداً والتي تعيش على البقدونس والنعنع مع الخبز كي لا تقوم بصرف برغوت واحد ثمناً للطعام فالخضار التي تتناولها هي من زراعة أرض زوجها..
مرتجى وعندما نشاهدها في هذه الشخصية نستحضر كتاب البخلاء للجاحظ فطريقة تعاطي شكران مع الشخصية جميلة جداً وتجعل المشاهد يضحك رغم الأسى الذي يتركه البخل على هذه العائلة وعلى زوجة الابن تحديداً «ليليا الأطرش» واللافت هو تركيز مرتجى على تفاصيل وثيقة جداً بالشخصية ومنها شكل أسنانها ووضعها لحلق مصنوع من الخيط في أذنيها وطريقة لباسها وردات فعلها تجاه كل ما يتعلق بالمال وصرفه أو الحصول عليه لتطبع شكران شخصية «أم عبدو» بطابعها الخاص وطريقتها الخاصة في الأداء وتقديم الشخصيات بعد إضافة لمستها الخاصة على العمل.
إذاً, وكما هي في كل عام بقيت شكران مرتجى متألقة واستطاعت أن تؤكد أنها ممثلة متمكنة من أدواتها وقدراتها على تطويع الشخصيات التي تؤديها وفهم خفاياها وتقديم لمسة خاصة بها فلا تترك دوراً لها يمر مرور الكرام على المشاهدين بل تجعله نقطة مضيئة في سجلها الفني مهما صغر حجم هذا الدور أو كَبر.. ومن هنا بات الواجب على مخرجينا الزج بمرتجى للعب دور البطولة الأولى في الأعمال الدرامية.. كيف لا وهي التي تملك كل مواصفات ذلك من أداء جذاب ومتقن وقدرات كبيرة فما تقدمه مرتجى يدل على أنها ممثلة من طينة الكبار وتستحق الخوض في أدوار جديدة ذات مساحة وبعد أكبر من إبقائها في أدوار البطولة الرديفة إن جازت التسمية.