2013/05/29
مصطفى فتحي – السفير
كان لقناة «العربيّة» حظّ الفوز بأوّل لقاء تلفزيوني مطوّل مع شريهان منذ سنوات. وتمّ تسجيل اللقاء في ميدان التحرير، ومنطقة وسط القاهرة، وفي نافذة القناة المطلة على ميدان التحرير. وفي حديثها مع مديرة مكتب «العربيّة» في القاهرة، راندا أبو العزم، قالت الفنانة المصريّة إنّها لا تشعر أنّ مرسي يمثلها، واعتبرته رئيساً لجماعة الإخوان فقط، وأنّ قراراته لا تخدم مصلحة مصر، بل مصلحة جماعته، مؤكدةً أنّه فشل في أن يكون رئيساً لكلّ المصريين. بثّت «العربيّة» إعلاناً عن عرض الحلقة التي كان موعدها عند الخامسة مساء أمس بتوقيت السعوديّة، لكنّها لم تتمكّن من بثّها في الموعد المحدّد بسبب تغطية الحدث المصري.. لكنّ مشاهدين كثراً بقوا في انتظار المقابلة التي قد تبثّ في أيّ لحظة.
اشتهرت شريهان بتقديم فوازير رمضان، وقدمت بعض المسرحيات المهمة في تاريخ المسرح الاستعراضي، وشاركت ببطولة أفلام قليلة حصل معظمها على جوائز عالمية. لكنها اختفت فجأة عن الأضواء، وابتعدت عن الصحافة، رافضةً أن يراها جمهورها وهي تصارع المرض. بقيت شريهان بعيدة عن كلّ شيء، لعشر سنوات تقريباً... فجأة أطلّت من جديد، في «ميدان التحرير»، وهي تهتف مع المتظاهرين: «الشعب يريد إسقاط النظام». وكانت شريهان من أوّل الفنانين الذين نزلوا الميدان للمشاركة بالثورة المصرية ضد نظام مبارك. ومنذ أيام، عادت من جديد إلى ميدان التحرير لتطالب مع ملايين المصريين بإسقاط الإعلان الدستوري، ووقف الاستفتاء على الدستور الذي تصفه بـ«دستور إخواني لا يعبر عن المصريين». تحوّلت الفنانة المصريّة التي تحتلّ مكانة خاصة في قلوب المصريين والعرب، إلى حالة حقيقيّة في الميدان. كما راحت تنشط بكثافة على «تويتر» وتطالب بإسقاط الإعلان معلنةً عن موقف معارض واضح لـ «الإخوان المسلمين».
مرت شريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني، المولودة عام 1964، بالعديد من المحطّات الصعبة في حياتها، أولاها وفاة والدها الذي كانت متعلّقة به تعلقا جنونيا. وبعد ذلك بفترة قصيرة رحل عن الحياة شقيقها الموسيقار عمر خورشيد، الذي كان شديد القرب منها. وقبل أن تستيقظ شريهان من صدمة فراق والدها وشقيقها، توفيت والدتها أيضاً.
وفي الرابع والعشرين من أيار 1989، تعرضت لحادث كاد أن ينهي حياتها في محافظة الإسكندرية، وخرجت منه بإصابات بالغة في العمود الفقري استدعت سفرها إلى الخارج وبقاءها هناك لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي. وعام 2002، أجرت جراحة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث هدد حياتها، ولتمر بعدها برحلة علاج طويلة استمرت سنوات.
وقالت صاحبة «الفوازير» إنّ «مصر تمرّ بفترة حرجة، تحتاج فيها الى أن يتجمع كل المصريين معاً ضد الفاشية والقرارات الديكتاتورية». وأكّدت أنّها أبطلت صوتها خلال الانتخابات الرئاسية المصريّة الأولى بعد الثورة، لأنّها رفضت أن تختار بين محمد مرسي وأحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية. لكنها أوضحت أنّها تختلف مع من يهتف لإسقاط مرسي لأنها تعتبره رئيساً منتخباً، وتطالبه لذلك بأن يحترم الشعب المصري، ويحترم أهداف الثورة التي ضحى مئات المصريين بأرواحهم من أجلها. «خرجت الثورة المصرية ضد الرئيس الفرعون، ولن تسمح بأن يكون هناك فرعون جديد بعد مبارك»، قالت شريهان لأبو العزم، وأضافت: «ما فعله مرسي في الإعلان الدستوري يرسّخ الرئيس الإله الذي يمتلك كل شيء ولا يستطيع أي شخص أن يعارضه». ورداً على سؤال حول كون الإعلان الدستوري مؤقتاً، إلى حين صدور الدستور الجديد، قالت شريهان، «لن نسمح بعد الثورة المصرية برئيس ديكتاتور ولو ليوم واحد».
«بينا وبين الإخوان أزمة ثقة»، تقول شريهان، موجهةً رسالة إلى محمد مرسي: «أقول له، لا تنخدع بالأغلبية، فهي زائلة، ولن يبقى إلا مصر، ولا تنس ما حدث للحزب الوطني الذي كان أغلبية وثار عليه المصريون».